من أدعية الصلاة المكتوبة دعاء الاستفتاح كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستفتح القراءة بأدعية كثيرة متنوعة يحمد الله تعالى فيها و يمجده و يثني عليه ، و كان يقرأ بهذه تارة و تارة بهذه فكان يقول” اللهم باعد بيني وبين خطاياي ، كما باعدت بين المشرق و المغرب ، اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الابيض من الدنس ، اللهم إغسل خطاياي بالماء و الثلج و البرد” إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات و الأرض حنيفا و ما انا من المشركين ( الأنعام 79) ” قل ان صلاتي و نسكي و محياي و مماتي لله رب العالمين .
لاشريك له و بذلك امرت و انا اول المسلمين ” ( الأنعام 162-163) واحيانا كان يقول” الله انت الملك لا إله إلا انت ، أنت ربي و انا عبدك ، ظلمت نفسي و أعترفت بذنبي فأغفر لي ذنوبي جميعا انه لا يغفر الذنوب الا انت و أهدني لاحسن الأخلاق لا يهدني لأحسنها إلا انت ، و أصرف عني سيئها لا يصرف عني شيئها الا انت ، لبيك و سعديك و الخير كله في يديك و الشر ليس إليك ، انا بك و اليك تباركت ربنا و تعاليت ، أستغفرك و اتوب اليك “و كان يقول ” سبحانك الله و بحمك و تبارك اسمك وتالى جدك و لا إله غيرك و احيانا كان يقول الله أكبر كبيرا و الحمد لله كثيرا و سبحان الله بكرة و اصيلاو كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يفتتح صلاته اذا قام من الليل” اللهم رب جبريل و ميكائيل و اسرافيل ، فاطر السموات و الارض عالم الغيب و الشهادة انت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون ، إهدني لما اختلف فيه من الحق باذنك انك تهدي من تشاء الى صراط مستقيم أعوذ بالله من الشيطان الرجيم من نفخة وونفثه و همزة فضل التسبيح و التهليل و التمجيد و التكبيرقال تعالى بسم الله الرحمن الرحيم : ” و سبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس و قبل الغروب ” ، ” وسبح بحمد ربك بالعشي و الابكار “و عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :من قال ” لا إلا الله وحدة لا شريك له ، له الملك و له الحمد وهو على كل شيء قدير ” في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكتبت له مائة حسنة و محيت عنه مائة سيئة ، و كانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ، و لم يأت احد بأفضل مما جاء به الا أحدا عمل اكثر من ذلك وعنه صلى الله عليه و سلم قال : كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان الى الرحمن (سبحان الله و بحمده سبحان الله العظيم )و قال أيضا عليه افضل الصلاة و السلام أحب الكلام الى الله أربع : لا يضرك بأيهم بدأت ” سبحان الله و الحمد الله و لا إله الا الله و الله اكبرو قال صلى الله عليه و سلم لأبي موسى الاشعري رضي الله عنه :” قل لا حول و لا قوة الا بالله ، فإنها كنز من كنوز الجنة فضل القران الكريم قال عليه الصلاة و السلام ” إقرأوا القران فأنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابو من اشتغل بقراءة القران و فهم معناه و تعلم علومه فانه خير الناس و افضلهم ، فقد قال عليه الصلاة و السلام ” خيركم من تعلم القرآن و علمه “و قال في حديث اخر ” من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنه و الحسنة بعشرة امثالها ، لا أقول ألم حرف ، و لكن ألف حرف ، ولام حرم ، و ميم حرف “و قال أيضا : الماهر بالقرآن من السفرة الكرام البرره والذي يقرأ القرآن و يتمتع فيه وهو عليه شاق له اجران فضل البسملة و سورة يسقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كل امر ذي بال لا يبدأ ببسم الله الرحمن الرحيم فهذا اجذم ” أي ” مقطوع البركة ” و قال : ” لا يرد دعاء أوله بسم الله الرحمن الرحيم “.
و عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :” من كتب بسم الله الرحمن الرحيم فجودها تظيما لله تعالى غفر له ” و عن على ابن ابي طالب رضي الله عنه ، نظر الى رجل يكتب بسم الله الرحمن الرحيم فقال جودها فغفر له .
وروي ان قيصر ملك الروم كتب الى عمر بن الخطاب رضي الله عنه ان بي صداعا لا يسكن ، فأنفذ الى شيئا من الواء ، فانفذ اليه قلنسوة ، فكان اذ وضعها على رأسه سكن ما به ، و اذ رفعها عاد اليه الوجع ، فتعجب عن ذلك ، و فتش القلنسوة فذ فيها مكتوب :” بسم الله الرحمن الرحيم ” لا سوى ، فقال : ما أكرم هذا الدين و أعزه ، شفاني الله بآية واحدة منه ، فأسلم ، و حسن إسلامه .
و عن بعض العلماء ان من رفع قرطاسا من الأرض فيه إسم الله تعالى إجلالا له ان يداس كتب من الصديقيينو عن الشيخ بشر الحافي نفع الله به انه وجد رقعه في الارض فيها بسم الله الرحمن الرحيم فأخذها و كان معه درهما لا يملك غيرهما فأشترى بهما غالية و كيب بها الرقعة فرأى في منامه الحق سبحانه و تعالى و هو يقول له يا بشر طيبيت اسمي لأطيبن اسمك في الدنيا و الاخرة .
و عن منصور بن عمار رحمه الله انه وجد رقعة في الطريق ، مكتوب فيها بسم الله الرحمن الرحيم ، فلم يجد لها موضعا يجعله فيه ، فأبتلعها فرأى في المنام قائلا يقول له : لقد فتح الله عليك باب الحكمة باحترامك لتك الرقعة ، و كان بعد ذلك يتكلم بالحكمة و يعظ بهاو روي ان عيسى عليه السلام مر بقبر فرأى الملائكة يعذبون صاحبه فلما انصرف من حاجته رأهم و معهم أطباق من نور فتعجب من ذلك فأوحى الله تعالى اليه ان هذا كان عاصيا و قد ترك ولدا صغيرا فسلمته امه الى ” الكتاب ” فلقنه المعلم بسم الله الرحمن الرحيم فاستحييت ان اعذبه وولده يذكر اسمي ذلك القاضي مجد الدين الشيرازي في كتاب تفسير الفاتحة ..و عن الشيخ ابي الحسن الدينوري انه اتاه انسن باناء ليكتب فيه لأمرأة نفساء ، احتبس ولدها ، فكتب بسم الله الرحمن الرحيم ، فانفلق ، فأتاه بثان فكتب فيه فانفلق كذلك ، فاتاه بثالث ، فكان كذلك ، فقال لو أتيت بكل ما أمكن ان تأتي به لم يكن الا ما رايت ، فأني اذا ذكرت الله تعالى ذكرته بهيبة و حضور قلب .و قد صنف جماعة من العلماء في فضلها و ما فيها من الفوائد و المنافع التي لا يمكن حصرها و لا ينكر فضلها .
و ما دمنا في الحديث عن فوائد في ذكر آيات من كتاب الله فذلك على سبيل المثال و ليس الحصر لان كل حرف من كتاب الله لا يقوم الى ان تقوم الساعة و لكن نعرض على سبيل الذكر ان الحارث ابن ابي اسامة روي في مسنده عن النبي صلى الله عليه و سلم : ان من قرأ يس وهو خائف أمن ، أو سقيم شفي ، أو جائع شبع ، حتى ذكر خصالا كثيرة “و روي الدارمي بسند صحيح عن عطاء انه قال بلغني ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :” من قرأ يس في صدر النهار قضيت حاجته ” وعن بعضهم ان من قرأها أول النهار لم يزل فرحا مسرورا الى الليل و من قرأها أول الليل لم يزل فرحا مسرورا الى الصباح ووجدت بخط بعض العلماء قال من طلب قضاء حاجة يقرأ يس أربع مرات لا يفرق بيهم شيء ثم يقول أربع مرات بعد الفراغ من القراءة سبحان المنفس عن كل مديون سبحان المفرج عن كل محزون ، سبحان من جعل خزائنة بين الكاف و النون ، سبحان من اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون ، يا مفرج فرج ن يقولها اربع مرات ن ثم يقول فرج عني همي و غمي فرجا عاجلا غير اجل ، برحمتك يا أرحم الراحمين فضل سورة الفاتحة قال عليه الصلاة و السلام : أعظم سورة في القران هي ” الحمد الله رب العالمين ” هي السبع المثاني و القرآن العظيم “فقد روى ابن عباس رضي الله عنهما قال : بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه و سلم سمع نقيضا من فوق ، فرفع رأسه فقال : هذا باب من السماء فتح اليوم لم يفتح قط الا اليوم فنزل منه ملك.
فقال : هذا ملك نزل الى الأرض لم ينزل قط الا اليوم ، فسلم فقال : أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك … فاتحة الكتاب و خواتيم سورة البقرة ، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته.
