كتب الدكتور عبد الحميد العواودة (ابو الفتوح ) استاذ العلاقات الدولية والقانون الدولي ومؤسس وكالة الانباء الفلسطينية وفا والمستشار والناطق السابق باسم الرئيس ياسر عرفات قررت الولايات المتحدة
وقف دفع مستحقاتها لوكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين يوم امس في نفس الوقت الذي اصدرت فيه محكمة الجنايات الدولية حكمها باتهام اسرائيل بارتكاب مذابح جماعية وتطهير عرقي في قطاع غزة.
ان القرار الامريكي الذي تلاه موقف من بريطانيا والمانيا وايطاليا وكندا هي نفس الدول التي تشارك في العدوان على قطاع غزة وتقصف اساطيلها وطائراتها قطاع غزة منذ ١١٣ يوماً دون توقف وقتلت ما يقرب من ٣٠ الف مواطن فلسطيني و٧٠ الف جريح فلسطيني اغلبهم من الاطفال والنساء بقصد ومع سابق اصرار.
لقد طلب الرئيس ترامب قبل بايدن ذلك بوقف المساهمة الامريكية في موازنة الانروا واعادها بايدن واليوم وتحت ضغط اللوبي الصهيوني في امريكا في عام الانتخابات اعاد وقف المساهمة الامريكية في موازنة وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين كمحاولة لشطب قضية فلسطين تماماً ومحوها من سجلات الامم المتحدة وتنصلها من تحمل تبعات عدوانها على الشعب الفلسطيني عام ١٩٤٨ وتاسيس دولة الاحتلال الصهيوني في فلسطين .
ان هذا القرار الامريكي الاوروبي الغربي بشكل عام لا يختلف في شكله ومضمونه عن الحرب العسكرية الجارية لتدمير مدن ومخيمات وقرى قطاع غزة وترحيل سكان اهل القطاع وقتل اكبر عدد منهم .
نعم قتل ودمار تقوم به آلة الحرب الامريكية بقوات اسرائيلية وتقوم مصر والاردن ودول الخليج العربي ودول اعضاء في حلف الناتو بحصار قطاع غزة ومنع الغذاء والدواء والماء عنه.
ويتسبب الحصار الغذائي والصحي الى موت الكثير من ابناء القطاع وبارقام تفوق ارقام القصف العسكري الاسرائيلي وبايدي عربية.
وفي وقت لاحق ستتقدم الولايات المتحدة بمشروع قرار الى الجمعية العامة للامم المتحدة بحل هيئة الاغاثة الفلسطينية التابعة للامم المتحدة التي اوجدتها امريكا وبريطانيا لرعاية الفلسطينيين الذين جرى تهجيرهم بالقوة العسكرية من وطنهم فلسطين وبعد ٧٥ عاماً يريدون قتل وشطب الشعب الفلسطيني من السجلات الاممية وتحويلهم الى سكان بلا هوية ووطن او ترحيلهم وتوطينهم في بلدان اخرى كما يطالب قادة الكيان الصهيوني وبعض القيادات الامريكية والاوروبية.
نعم ان معركة السابع من اوكتوبر رسمت وارست النظام الدولي الجديد بدون وجود دولة اسمها اسرائيل في فلسطين وهناك استحقاق دولي يجب دفعه وهو اعادة جميع اليهود الذين هجروهم من بلدانهم الى فلسطين عليهم اعادتهم الى بلدانهم الاصلية بالحسنى او مواجهة الموت في فلسطين لانهم غزاة ومحتلين وقتلة ومجرمين.
ان معركة طوفان الاقصى ان رضي من رضي وغضب من غضب لن تعود عقارب ساعتها للوراء بل ستسير للامام باتجاه تصحيح الخطأ التاريخي والجريمة التي ارتكبت ضد الشعب الفلسطيني ولم يبقى امام امريكا وحلفائها الا استخدام القوة النووية ضد الشعب الفلسطيني.
ان امام امريكا خياران لا ثالث لهما ترحيل كل المستوطنين الاسرائيليين كل الى بلده الاصلي او توطينهم في امريكا حيث تجمعاتهم ومسؤولية امريكا التاريخية عن كل الجرائم التي ارتكبت ضد الشعب الفلسطيني وعلى مدار ٧٥ سنة.
ان الحقوق الفلسطينية لن تسقط بالتقادم ولن تستطيع قوة فوق هذه البسيطة شطب الشعب الفلسطيني مهد الحضارات والوجود الانساني كله فلا امريكا ولا اوروبا ولا كل القوى والامبراطوريات القديمة استطاعت النيل من هذا الشعب الذي اصطفاه الله لتنظيف العالم من كل مجرميه وطغاته منذ فجر الخليقة وشرورها التي انتهت بهزميتها في فلسطين والامبراطورية الامريكية ومعها كل اعوانها ووكلائها ليسوا افضل ولا اقوى من قدرة الله ونصره للفلسطينيين الذين اصطفاهم بالرباط الى يوم الدين في القدس واكناف بيت المقدس وسماهم الجبارين.