Search
Close this search box.
Search
Close this search box.

نكونُ أوْ لا …


واحدةً منْ الأسبابِ الكثيرةِ لهذهِ الحربِ هيَ أنَ رئيسَ وزراءِ كيانِ الاحتلالِ الإسرائيليِ نتنياهو وحكومتهُ اليمينيةُ العنصريةُ المتطرفةُ تقعُ عليهمْ المسؤوليةُ الأساسيةُ عنْ هذهِ الحربِ ، لأنَ نتنياهو هوَ الذي يريدُ الاستمرارُ بهذهِ الحربِ وتوسيعها إلى الضفةِ وإلى جنوبِ لبنانَ ، لأنَ إطالةَ الحربِ تخدمُ مصالحهُ الشخصيةَ وتحافظُ على تحالفهِ معَ اليمينِ المتطرفِ الدينيِ ، لذلكَ لا يتصرفُ نتنياهو وفقَ خطةٍ واضحةٍ وهذا مكمنُ خلافهِ معَ الإدارةِ الأمريكيةِ لكنَ قوةَ نتنياهو أنهُ يقودُ حربَ محلِ إجماعٍ إسرائيليٍ ، إجماعٌ على صعيدِ المجتمعِ والجيشِ والمؤسسةِ السياسيةِ بكلِ تلوينها ! هذا الإجماعِ سببهُ المركزيَ أنَ الإسرائيليينَ ولأولِ مرةٍ منذُ نشوءِ هذا الكيانِ عامَ 1948 شاهدو انهيار الكيان أمامَ أعينهمْ وحقيقةٍ أنَ هذا الكيانِ قابلٍ للهزيمةِ والزوالِ ، أنَ ما حصلَ في 7 أكتوبرَ قدْ أثارَ فزعهمْ لذلكَ توحدوا خلفٌ نتنياهو وخلفَ اليمينُ المتطرفُ النازيُ وقرروا جميعهمْ إبادةَ الشعبِ الفلسطينيِ وأنهُ لا يمكنُ التعايشُ معَ هذا الشعبِ المصرِ على تحريرِ وطنهِ لأنَ وجودَ هذا الشعبِ على أرضهِ نفي لوجودِ هذا الكيانِ الاحتلاليِ الاستيطانيِ ، وربما هذا هوَ سرُ التفوقِ الإسرائيليِ في كلِ هذهِ الحربِ وهوَ القناعةُ عندَ كلِ الإسرائيليينَ قرارهمْ الحاسمُ بأنهُ لا تعايش معَ شعبِ صنعِ 7 أكتوبرَ ، هذا التوحدِ خلفَ نتنياهو حققَ لهُ هذا التفوقِ المعنويِ لا العسكريِ .

لذلكَ وعلى عكسِ كثيرٍ منْ التوقعاتِ استعدوا الإسرائيليينَ ومنْ كلِ المشاربِ والاتجاهاتِ والأحزابِ لدفعِ الثمنِ مهما كانَ وكلَ خلافاتهمْ الداخليةَ وتصريحاتِ المعارضةِ والمظاهراتِ تندرجُ في خدمةِ وتثبيتِ هذهِ القناعةِ وهذا الحسمُ الذي يعملونَ على تحقيقهِ ، وعليهِ وبعدٌ أنْ تكشفتْ حقيقةَ ما يحدثُ في غزةَ أنها إبادةٌ للشعبِ الفلسطينيِ إبادةً وجوديةً منْ مجازرَ ومذابحَ وحربِ إبادةٍ ينفذها الغربُ البريطانيُ الأمريكيُ الصهيونيُ منْ خلالِ القيادةِ العميقةِ التي تحكمُ هذا الغربِ الصهيونيِ ، السؤالُ الذي لا مفرَ

منهُ : هلْ حسمُ الشعبِ الفلسطينيِ أمرهُ نكونُ أوْ لا نكونُ كلَ الشعبِ داخلَ الوطنِ وخارجهِ ، بكلِ قواهُ السياسيةِ ، منظمةُ التحريرِ الفلسطينيةِ السلطةِ الفلسطينيةِ كلَ الأحزابِ والفصائلِ والحركاتِ وطنيةٍ قوميةٍ إسلاميةٍ مسيحيةٍ يهوديةٍ ، هلْ قرروا أنهُ لا تعايش معَ هذا الكيانِ بالمطلقِ ، نعمَ بالمطلق هلْ قرروا أنَ لا تعايش معَ هذا الاستعمارِ الصهيونيِ المجرمِ الفاشيِ العنصريِ .

لأتعايشْ معَ المذابحِ والمجازرِ والإبادةِ والتهجيرِ القصري ، لا تعايش معَ الاحتلالِ والإحلالِ والمستعمراتِ العسكريةِ ، العدوّ قررَ ونفذَ وينفذُ ولمْ يردعهُ لا محكمةَ العدلِ الدوليةِ ولا قرارَ مجلسِ الأمنِ بوقفِ إطلاقِ النارِ ، ولا مواقفَ شعوبِ العالمِ بالتنديدِ والشجبِ والمظاهراتِ الضخمةِ ، العدوّ قرارَ وقرارهُ جاءَ منْ رأسِ الهرمِ منْ رأسِ الحركةِ الصهيونيةِ منْ صنعِ هذا الكيانِ وأوجدهُ مدُ هذا الكيانِ بالأسلحةِ القادرةِ على الاستمرارِ بهذهِ الحربِ وتوسيعها إلى كلِ الجبهاتِ التي تشكلُ خطرا على هذا الكيانِ ، هذا قرارهمْ بكلِ وضوحٍ سافرٍ ، أينَ قرارنا ألا زالَ يتخفى خلفَ الغربالِ ؟

Tags

Share this post

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك الان بنشرتنا الاخبارية ليصلك جميع الاخبار الحصرية فور حدوثها.

صحيفة عربية امريكية اسبوعية مستقلة تأسست عام 1990

Lorem ipsum dolor sit amet, consectetur adipiscing elit, sed do eiusmod tempor incididunt ut labore et dolore