Search
Close this search box.
Search
Close this search box.

ليلة القدر

بروفيسور – عاهد بركات

قال الله تعالى في محكم كتابه الكريم أنتظروا ليلة القدر في السابع والعشرون من هذا الشهر الفضيل شهر رمضان الذي أنزل فيه القران هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان بسم الله الرحمن الرحيم استقبلنا كما استقبل العالم الإسلامي شهر المحبه والخير والبركات شهر رمضان الكريم ، فاليوم عيدك وأنت تطل على عباد الله لتوقظهم من غفلتهم وتنبههم مما هم فيه . أهلا بك يا رمضان يا شهر القرآن ، أولك رحمة وأوسطك مغفرة ، وآخرك عتق من النار ، فيك تفتح أبواب الجنان ، وتغلق أبواب النيران ، وتصفد الشياطين بالسلاسل والأغلال ، وفيك يستجاب الدعاء من عبادك الصائمين بالنهار القائمين المتعبدين بالليل والناس نيام ، وفيك تغتسل النفوس من ذنوبها وتنهض من كبوتها بالعبادة والذكر فمن تلاوة القران ليلا ونهارا الى صلاة التراويح والتسابيح في كل وقت ومنع النفس عن شهوتها من المأكل والمشرب وكل المحرمات و صلة الأرحام و الأقارب و الصدقات على الفقراء والمساكين و من البركات التي تتجلى في هذا الشهر بركة ليلة القدر ، هذه الليلة التي أنزل فيها القران الكريم حيث قال الله تعالى في كتابه الكريم إنا أنزلناه في ليلة القدر ، وما أدراك ما ليلة القدر ، ليلة القدر خير من ألف شهر ، تنزل الملائكة والروح فيها باذن ربهم من كل أمر ، سلام هي حتى مطلع الفجر – سورة القدر يؤمن المسلمون إن الله تعالى عظم أمر ليلة القدر ، فقال : ” وما أدراك ما ليلة القدر ” ، أي أن لليلة القدر شأنا عظيما ، وبين انها خير من الف شهر فقال :” ليلة القدر خير من ألف شهر ” ، اي أن العمل الصالح فيها يكون ذا قدر عند الله تعالى خيرا من العمل في ألف شهر ، ومن حصل له رؤية شيء من علامات ليلة القدر يقظة فقد حصل له رؤيتها ، ومن علاماتها ، رؤية نور خلقه الله تعالى غير نور الشمس والقمر والكهرباء ، أو رؤية الأشجار ساجده أو طلوع الشمس صبيحتها لطيفه او سماع صوت الملائكة ومصافحتهم أو رؤيتهم على أشكالهم الأصلية ذوي أجنحه مثنى وثلاث ورباع او أكثر من ذلك ، فمن جبريل عليه السلام ستمائة جناح ، ومن رءاها في المنام دل ذلك على خير ، لكنه أقل من رؤيتها يقظة ، ومن لم يرها لا مناما ولا يقظة واجتهد في القيام والطاعه وصادف تلك الليلة نال من عظيم بركاتها فضل وثواب العبادة تلك الليلة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر الله ما تقدم من ذنبه ” رواه البخاري وقيام ليلة القدر يحصل بالصلاة بالقراءة أفضل من تكثير السجود مع تقليل القراءة ، ومن يسر الله له أن يدعو بدعوة في وقت ساعة رؤيتها كان ذلك علامة الإجابة ، فكم من أناس سعدوا من حصول مطالبهم التي دعوا الله بها في هذه الليلة ، ثم قال الله تعالى : ” تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر ” ، ويروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : اذا كانت ليلة القدر نزل جبريل في كبكبة – اي جماعة – من الملائكة يصلون ويسلمون على كل عبد قائم او قاعد يذكر الله فينزلون من لدن غروب الشمس الى طلوع الفجر ، فينزلون بكل أمر قضاه الله في تلك السنة من أرزاق العباد واجالهم الى قابل ، وليس الأمر كما شاع بين كثير من الناس من أن ليلة النصف من شعبان هي الليلة التي توزع فيها الأرزاق والتي يبين فيها ويفصل من يموت ومن يولد في هذه المدة الى غير ذلك من التفاصيل من حوادث البشر ، بل تلك الليلة هي ليلة القدر كما قال ابن عباس ترجمان القران رضي الله عنه فانه قال في قولة تعالى :” إنا أنزلناه في ليلة مباركة ، إنا كنا منذرين ، فيها يفرق كل أمر حكيم” ، هي ليلة القدر ، ففيها انزل القران وفيها يفرق كل امر حكيم أي كل أمر مبرم ، أي يكون فيها تقسيم القضايا التي تحدث للعالم من موت وصحة ومرض وغنى وفقر وغير ذلك مما يطرأ على البشر من الأحوال المختلفه من هذه الليلة الى مثلها من العام المقبل ، ثم قال الله تعالى :” سلام هي حتى مطلع الفجر “، فليلة القدر سلام وخير على اولياء الله وأهل طاعته المؤمنين ولا يستطيع الشيطان ان يعمل فيها سوءا أو اذى وتدوم تلك السلامة حتى مطلع الفجر عن عائشة رضي الله عنها قالت : قلت يا رسول الله إن علمت ليلة ما اقول فيها ؟ قال : قولي : اللهم أنك عفو تحب العفو فأعف عني ، وكان اكثر دعاء النبي في رمضان وغيره : ربنا الجميع في العالم العربي والاسلامي ينتظر هذه الليلة في العشر الاواخر من رمضان ، وليلة القدر كما هي مذكورة في القرآن الكريم ، هي ليلة السابع والعشرين منه ، فإذا لاحظنا عدد كلمات سورة القدر نلاحظ انها ثلاثون كلمه ” إنا أنزلناه في ليلة القدر ، وما أدراك ما ليلة القدر ، ليلة القدر خير من ألف شهر ، تنزل الملائكة والروح فيها باذن ربهم من كل أمر ، سلام هي حتى مطلع الفجر ، ” ونلاحظ ايضا ان كلمة ” “هي سلام حتى مطلع الفجر” ، انها – أي كلمة ” هي ” – رقمها سبعة وعشرون ، كما نلاحظ أن كلمة ” ليلة القدر ” تسعه أحرف ، وان ” ليلة القدر ” تكرر ذكرها في السورة ثلاث مرات ” أنا أنزلناه في ليلة القدر ، وما أدراك ما ليلة انقدر ، ليلة القدر خير من الف شهر …، الإعجاز هنا ، فبعملية حسابية بسيطه نحد ان حاصل الضرب عندما نضرب عدد حروف ليلة القدر التي هي تسع حروف في عدد المرات التي ذكرت فيها كلمة ليلة القدر في السورة والتي هي ثلات مرات يكون حاصل الضرب سبعه وعشرون ( 9 × 3 = 27 ) وهذا هو الإعجاز الرقمي والله أعلم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار . أنتظروا ليلة القدر في السابع والعشرون من هذا الشهر الفضيل

والله من وراء القصد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك الان بنشرتنا الاخبارية ليصلك جميع الاخبار الحصرية فور حدوثها.

صحيفة عربية امريكية اسبوعية مستقلة تأسست عام 1990

Lorem ipsum dolor sit amet, consectetur adipiscing elit, sed do eiusmod tempor incididunt ut labore et dolore