Search
Close this search box.
Search
Close this search box.

غزة و أردوغان وأحلام الخلافة العثمانية والسلطنة

كتب محمد دلومي

رجب طيب أردوغان الذي أخذنا كأمة عربية بخطاب العنتريات و نصرة القضايا العادلة بالكلام و ليس بالفعل، حتى أعتقدت الكثير من النخب العربية بأن الرجل سيعيد الخلافة العثمانية إلى سالف عهدها ولن يختلف في مواقفه وفعله عن فعل مواقف السلطان محمد الفاتح و ما ادراك ما محمد الفاتح، و لما لا يكون هو الخليفة السلطان على الشعوب العربية التي تحول حكامها الى مجرد قطاع طرق يقطعون طريق النزر الضئيل من المساعدات من حليب وخبز وبعض الدواء على أطفال غزة، ويفتحون الطريق من أبو ظبي مرورا بالسعودية والاردن وصولا إلى اسرائيل لشتى البضائع من التفاح الأحمر الشهي إلى الشكولا المستوردة الفاخرة وما لا عين طفل في غزة سمعت او عينه رأت، قلنا كانت النخب العربية ترى في أردوغان أملا في أمة ما زالت تبحث عن رجل يحكم وليس ذكرا يحكم به، ولكن ما إن جد الجد وأعلنت المقاومة الفلسطينية في غزة عن عملياتها النوعية في السابع عشر اكتوبر، حتى ظهر ” السلطان أردوغان الأول” أنه مجرد تاجر سياسي، انتظرت النخب العربية منه موقفا يتماهى مع مواقفه الخطابية بعدما فقدوا الأمل في الحكام العرب، إلا أن الطيب قال للشعوب العربية “يفتح عليكم”، ما أنا بفاتح، وطلع الرئيس التركي او عنتر شايل سيفه الخشبي مجرد رقاصة الحي مثله مثل ابن زايد و ابن سلمان و إبن الحسن في المغرب و الحسين في الاردن، وصاحب الثلاجة الخاوية إلا من قارورة ماء في مصر، مثله مثلهم مجرد مطبع ليس إلا، فالرجل سنوات و هو يطعم الأمة عنتريات و حسبه بعض العرب زعيما، حين تدخل بجيشه في الأراضي السورية الحدودية حماية للمدنيين على حد زعمه، و حين تعلق الأمر بغزة التي تتعرض إلى حرب إبادة وجرائم حرب، كل الذي استطاع فعله “السلطان اردوغان الاول” الحالم بالخلافة و الحالم بأن يكون خليفة، هو أنه قرر أن لا يكلم رئيس الوزراء الاسرائيلي بن يامين نتنياهو ربما ثلاثة اشهر سويا او حتى تنتهي الحرب ويعود الود و الحب و الورد، يعني كل هذا هذا التدمير والأجرام وثلاثين ألف شهيد وعدد غير معروف من المفقودين الابرياء استلزم من الطيب اردوغان خصام صديقه بن يامين نتنياهو و كأن الأمر يتعلق بسرقة ابن بن يامين نتياهو الكرة من ابن طيب اردوغان ولا يتعلق بجرائم إبادة وجرائم حرب لم تشهدها الانسانية حتى في الحرب العالمية الثانية، ومن يدري قد يكون رئيس حكومة الاحتلال تأثر جدا بخصام اردوغان له حد البكاء .هذه العبثية الاردوغانية تثبت أن الرجل لا تهمه لا الأمة العربية ولا الاسلامية ولا السكان في غزة، ما يهمه مصالحه السياسية، وكان على النخب أن تدرك أن الرجل مجرد بوق غربي لا يختلف في لؤمه عن ابن زايد ولن يختلف عمالة عن أبناء السمو والملوك والفخامة في بعض البلدان العربية، يكفي أن بلاده عضو في حلف الناتو، ويكفي أن تركيا تجثو على الركب منذ سنوات حتى يسمح لها الدخول الى الاتحاد الأوروبي لكن الأوربيين لا يقبلون بأي دخيل خارج ملتهم، رغم أن في تركيا تكاد الحياة لا تختلف عنها عن حياة الغرب في مجونها واحتقارها للعرب.

فحين تعلق الأمر بسوريا التي وقعت في محنة دفعت اليها دفعا من قبل الدوائر الغربية تدخل اردوغان بجيشه واحتل مثله مثل الولايات المتحدة مناطق حدودية واراض سورية بذريعة حماية المدنيين، و لكن حين تعلق الامر بإبادة اكثر من ثلاثين ألف فلسطيني ومسح عائلات من السجل المدني في غزة، تدخل اردوغان “بقوة” وقرر أن يخاصم رئيس الوزراء الاسرلائيلي، ولم ينقص المشهد الدرامي الرومنسي إلا الفنانة اللبنانية نانسي عجرم لتحرك عاطفة أردوغان برائعتها ” أخصمك آه أسيبك لا”، وفعلا “أردوغان الأول” السلطان قرر خصام قرينه في اسرائيل ” أخصمك آه”، ولكنه لن يتركه ” أسيبك لا”، و عموما كان على النخب العربية أن لا تنساق وراء العاطفة والعنتريات التركية الشبيهة بالداراما التاريخية التركية التي جعلت من تركيا محور العالم الاسلامي في التاريخ من خلال التزييف والتزوير، ويكتشفوا أن الرجل مجرد “رقاصة حي” فيكفي أنه تم الرضا عنه والسماح له بأن يحكم تركيا لعهدات مفتوحة من قبل القوى الكبرى، والكل يعلم أنه لا يوجد حاكم يحكم بأمره يتم السماح له بالاستمرار في الحكم من قبل اسياد العالم، فكل شرفاء العالم عربا كانوا أو عجم تم القضاء عليهم بداية من الرئيس الكونغولي بارتيس لبومبا مرورا بسلفادور الندي بالشيلي والهواري بومدين في الجزائر، و انتهاءً إلى ياسر عرفات، وغيرهم من الزعماء الذين تم القضاء عليهم لأنهم غردوا خارج السرب الدي يغرد فيه اليوم اردوغان وجماعته من الحكام العرب.

الجميل في ما يحدث في غزة رغم انه لا جمال فيما يحدث، أنها أسقطت كل الأقنعة و ظهر الجميع على حقيقتهم بعوراتهم، فأردوغان مجرد تاجر جبان لا يقل سوءً عن الارجوزات العربية، لدرجة أن احد النواب الأتراك اتهم الحكومة التركية بأنها تشارك في إبادة الناس في غزة من خلال إمداد إسرائيل بكل ما تحتاجه من غذاء و سلاح، بل ان النائب اياه لديه شك في أن تركيا تدرب الطيارين الصهاينة على أرض السلطان بسلامته “أردوغان الأول”، المضحك أن الخليفة بسلامته الطيب، عرض نفسه لتكون غزة تحت الوصاية التركية بعد نهاية الحرب يعني تحت وصايته، يا أفندي غزة لأصحابها و لن تكون في ذمة احد ولا في وصية أحد ويكفيها شرفا أنها تغرد خارج السرب بصوت السلاح وليس بصوت الخطب، أما عن الوصاية فكل البلدان العربية و الإسلامية بما فيها بلادك، تحت وصاية غزة التي تدافع عن شرفهم وشرفك ان بقي ولغيرك من حكام العرب شرف يبكون ويحافظون عليه، فمن يصدقك بعد اليوم يا نعامة الترك الذي تود أن يكون سلطانا و خليفة للمسلمين، عن طريق انتاج المسلسلات التاريخية المزيفة وخطب العواطف التي لا تطعم أطفال غزة من جوع ولا تسترهم من قر برد، فشكرا لغزة التي فتحت الأبصار جيدا وغيرت القناعات وكشفت العورات وما زالت تفعل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك الان بنشرتنا الاخبارية ليصلك جميع الاخبار الحصرية فور حدوثها.

صحيفة عربية امريكية اسبوعية مستقلة تأسست عام 1990

Lorem ipsum dolor sit amet, consectetur adipiscing elit, sed do eiusmod tempor incididunt ut labore et dolore