كتب الدكتور عبد الحميد سالم العواودة (ابو الفتوح) الاستاذ المحاضر في الجامعات الامريكية في العلاقات الدولية والقانون الدولي/ مؤسس وكالة الانباء الفلسطينية وفا وناطق ومستشار سابق للرئيس الشهيد ياسر عرفات ابو عمار.:-
اذا كانت الولايات المتحدة اوهمت القيادة الفلسطينية لمنظمة التحرير الفلسطينية عام ١٩٩٤ بوعودها اللامعة القبول بالسلام مقابل اقامة دولة فلسطينية فوق الاراضي التي احتلتها اسرائيل عام ١٩٦٧ تكون واهمة وادخلت نفسها ومن وافقها على طرحها في نفق مظلم لن تخرج منه الا في حالة واحدة بدون وجود لدولة الاحتلال الصهيوني وغروب شمس الولايات المتحدة على الاقل من منطقة البحر المتوسط والكثير من دول العالمين العربي والاسلامي.
ان نظرية المصيدة التي نصبها القاتل ( حمامة السلام ) الصهيوني اسحق رابين انا ادخل مفاوضات السلام ونأتي بالمنظمة وافرادها الى غزة والضفة ونتكفل بهم قتلاً وسجناً وحصرهم في مناطق جغرافية محاطة بالاسلاك الشائكة وقوات الامن في مناطق جغرافية مقطعة الاوصال ولا صلة بينهاكقطعة الجبن الامريكية تبدوا انفاقاً لكن ليست موصولة.
ورغم تحذير كل خبراء السياسة ومراكز الابحاث في امريكا واوروبا والعواصم العربية ان مفاوضات اوسلو والاتفاقات التي لم ترعاها امريكا وتشارك فيها لن تحقق للفلسطينيين اي وطن بل اقامت للفلسطينيين والاسرائيليين في البيت الابيض احتفالية لاعلان الرئيس الفلسطيني الاستسلام للمشروع الصهيوني في فلسطين وكما ارادته امريكا الانجلوساكسونية الجديدة الصهيوامريكية على ارضية المسيحية الصهيونية.
انها الوجه الجديد لمشروع التوسع والاستعمار الامريكي للشرق الاوسط والسيطرة على ثرواته الطبيعية ممثلة في الطاقة والممرات الاستراتيجية التي تتحكم في الصراعات الدولية بين الدول الكبرى.
وقد ايقظت مراكز الاستخبارات الصهيونية والامريكية والاوروبية العديد من الوجوه التي اعدوها كأحصنة كانت نائمة لركوبها وعبور جسور وقنوات مياه القارات الثلاث آسيا وافريقيا الى اوروبا وعبور الاطلسي غرباً للدولة ذات الولادة الحديثة وزعامة العالم وقيادته.
استحضر ما قاله الجنرال جياب يوماً للوفد الفلسطيني انكم تقودون ثورة في حقول النفط ولن يمكنكم الغرب الامبريالي من نجاح ثورتكم.
ان الاجتياح الاسرائيلي للبنان والقتال والحصار الذي استمر ٨٨ لمدينة بيروت لقوات الثورة والقيادة الفلسطينية وكما هو اليوم في غزة في اثناء غزو اسرائيل للبنان اغلقت سوريا الابواب والجسور والاجواء بشعارات حماية المقاومة الفلسطينية والدفاع عنها كما هي مصر اليوم في حصار الفلسطينيين في غزة بشعارات وكلمات منمقة بالدعم المطلق للفلسطينيين وفتح المعابر ٢٤ ساعة نعم فتحها للعدو الصهيوني لكن ليس للفلسطينيين.
لقد اغلق الاسد كل الممرات شرقاً والسيسي اغلق رفح وكلاهما دعماً لشعب فلسطين وحماية القضية الفلسطينية والدفاع عنها.
ان قطاع غزة ارض فلسطينية لا يقطنه ويسكنه الا الفلسطينيون فلا موارنة ولا شيعة ولا دروز ولا طوائف ينفذ منها الاحتلال ومن يقف خلفه ولن تسمع تصريحات زعماء للطوائف هذه لبنان ليست فلسطين اذهبوا وقاتلوا في فلسطين وسندعمكم لكنكم جلبتم اسرائيل الى لبنان ودمرت لبنان.
جلست في صوفر الى جانب الوفد الفلسطيني يفاوضه وزير خارجية سوريا والسعودية نيابة عن اسرائيل وتحت اشراف فيليب حبيب المبعوث الامريكي من اصل لبناني الى لبنان للاشراف على ايجاد حل للاجتياح الاسرائيلي للبنان والتاريخ يعيد نفسه يتوسط وزير خارجية مصر ووزير خارجية قطر بين اسرائيل والمقاومة في غزة باشراف ويليامز بيرنز مدير المخابرات المركزية الامريكية.
هذه غزة وليست لبنان وهذا الشعب الفلسطيني وليس اللبناني الماروني والشيعي الاكثر عداءً للفلسطينيين انذاك اليس صحيحاً يا نبيه بري الذين جاؤوا بك من غرب افريقيا لينصبوك زعيماً لحركة امل الشيعية بعد ان اغتالوا الامام موسى الصدر والشيخ محمد يعقوب في ظروف غامضة ولم يعرف مصيرهما الى يومنا هذا في الطريق بين طرابلس ليبيا ومدينة روما الايطالية.
والجبهة اللبنانية التي كانت تضم كل الميليشيات المسيحية التي دعت اسرائيل نهاراً جهاراً لتخليص لبنان من (الاحتلال الفلسطيني).
نحن على ارضنا يا اسرائيل وياعرب امريكا ومفاوضيها بالنيابة اننا لسنا في لبنان ولو مكثتم العمر كله لن تجدوا الا المقاومة والرصاص والقنابل والموت المحقق لجنودكم وبإتجاه واحد نهاية دولة اسرائيل الصهيونية الاستعمارية في فلسطين.
من اراد من العرب والمسلمون مد العون والمساعدة فأهلاً وسهلاً ومن اراد المشاركة في الجهاد لتحرير فلسطين نقول اهلاً وسهلاً وكذلك من اي بلد مسلم.
لكن الشعب الفلسطيني يقول ان مصلحته فوق كل المصالح وهي ان من يود اعانتنا كفلسطينيين فاولويتنا مقاومة الاحتلال على طريق تحرير فلسطين كل فلسطين ولا نريد ان تستخدم قضيتنا في المساومات بين الدول والاضرار بالقضية الفلسطينية كما عهدنا قبل السابع من اوكتوبر ٢٠٢٣ ولا حتى كما جرى يوم الرابع عشر من نيسان ابريل الجاري الذي قدم طوق نجاة للكيان الصهيوني على طبق من فضة باسم الدفاع عن النفس واختيار الزمان الخطأ دون التنسيق مع الاطراف الفلسطينية في خضم معركة طوفان الاقصى وما يسمى بجبهة الممانعة في قطاع غزة الذي يخوض مواجهات مع العدو الصهيوني منفرداً منذ اكثر من ستة اشهر ونيف.
لقد مضى ستة اشهر على بدء العدوان الصهيوني على قطاع غزة ألم يشكل ذلك اعتداءً على شعب مسلم أليس وطنه فلسطين تحتله العصابات الصهيونية منذ ٧٥ عاماً وهو واجب ديني على كل المسلمين وقتال اسرائيل والمقاومة هو دفاع عن النفس حسب القانون الدولي الذي يتشدقون به في الغرب واستخدموه لتبرير هجوم اسرائيل على قطاع غزة .
لماذا تحصره ايران بقضية الدفاع عن النفس المشروع لها ضد اسرائيل الآن وقد سبق ان هاجمت اسرائيل منشآت ايرانية واغتالت وقتلت العديد من القيادات الايرانية العسكرية في لبنان وسوريا من قبل لماذا لم ترد ايران على اسرائيل منذ زمن بعيد ولماذا الآن ؟ هذا السؤال الذي كان يجب ان يوجه للقيادة الايرانية للاجابة عليه اذا كان صدقاً تقود جبهة ممانعة ضد نهج التطبيع مع اسرائيل والمقاومة للاحتلال الصهيوني.
اننا كفلسطينيين وفصائل وطنية فلسطينية بحاجة الى كل الدعم المعنوي والسياسي والدبلوماسي والعسكري باشكاله المتعددة وبدون انقطاع حتى تحرير وطننا والقدس اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين. نحن بحاجة الى كل المظاهرات في عواصم الغرب الاوروبي والمدن الامريكية وقبل كل ذلك في عواصم الدول العربية والاسلامية لانهاض الشعوب العربية والاسلامية لمشاركتها في دعم النضال الفلسطيني.
لقد كان لهذه المظاهرات في مدن الغرب اثر كبير على صانعي القرار في عواصمهم وتغيير مواقفهم من العدوان على الشعب الفلسطيني وادانة ما تقوم به اسرائيل الى الوقت الذي قامت فيه ايران بهجماتها الجوية والصاروخية ضد اسرائيل.
لقد عادت هذه الانظمة الاوروبية الغربية وامريكا الى المربع الاول في سياستها الداعمة لاسرائيل والدفاع عنها ضد الهجوم الايراني بعد ان بدأنا كفلسطينيين في زحزحة بعض مواقفها الداعمة لاسرائيل منذ السابع من اوكتوبر عام ٢٠٢٣.
لم تحقق اوسلوا اي سلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين وتمرير مشروع التطبيع بين الدول العربية واسرائيل رغم كل الاندلاق العربي على اسرائيل لسبب واحد هو ان اسرائيل دولة استعمارية استيطانية توسعية لها نوايا عدوانية ضد كل الدول العربية المجاورة.