Search
Close this search box.
Search
Close this search box.

حرب غزة وهزيمة اسرائيل

بات من الواضح بعد أكثر من ١٠٠ يوم من الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، أن إسرائيل قد منيت بهزيمة كبرى، وفشلت في تحقيق أهدافها المعلنة، كالقضاء على حركة حماس، واستعادة الرهائن بالقوة.

تحطمت إسرائيل أمام صمود المقاومة في غزة، أسطورة جيش إسرائيل الذي لا يقهر، الجيش الذي تخشى من بطشه كثير من الدول العربية التي هرولت للتطبيع مع الكيان، والتي التزمت الصمت ولم تحرك ساكنا، بينما إسرائيل تقتل الأبرياء الفلسطينيين العزل من النساء والأطفال، قتلت إسرائيل أكثر من 24 ألفا منذ بدء عدوانها على غزة، وهو الهدف الوحيد الذي نجحت في تحقيقه، وعن عمد وإصرار وليس كما تدعي بأنها لا تستهدف المدنيين، وأنها تعمل على حمايتهم، فهي تقتل المدنيين ظنا منها بأن ذلك سيؤجج غضب سكان القطاع على حركة حماس والمقاومة.

إن هذه الحرب تؤكد تغيير موازين القوة، فلم يعد الفلسطيني الذي يواجه إسرائيل اليوم هو نفسه الذي كان سلاحه قبل أكثر من 30 عاما الحجارة، ولا يملك أن يواجه جند إسرائيل المدججين بأحدث أنواع الأسلحة إلا بالحجر، أو بالعمليات الانتحارية بتفجير نفسه، فاليوم الوضع مختلف، والفلسطيني المقاوم أصبح يقاتل بوسائل جديدة، صواريخ، وأنفاق، وأسلحة تم تطويرها بخبرات شباب مقاوم، سر قوته أنه صاحب حق، ويدافع عن أرضه.

اليوم الحرب مختلفة عن سابقاتها من الحروب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة، ولن تنجح إسرائيل في تهجير الفلسطينين من أرضهم مهما قتلت منهم، فلا يمكن هزيمة من يقاتل دفاعا عن أرضه وهو مستعد للموت.

كما أن إسرائيل اليوم تقاتل جيلا جديدا من أبناء فلسطين مختلف تماما، هي تقاتل في غزة أبناء وأحفاد أولئك الأبرياء الذين قتلتهم في الحروب السابقة على غزة، تقاتل جيلا من الشباب كانوا بالأمس أطفال وشاهدوا أمام أعينهم جرائم إسرائيل وهي تقتل وتدمر كل شيء، واليوم في هذه الحرب سيولد من تحت أنقاض هذا الدمار الهائل غير المسبوق، وهذه الدماء التي سفكت بغير حق، سيولد جيل جديد من الشباب المقاوم أكثر قوة وشراسة وتصميم على مواجهة إسرائيل.

هذه الحرب العبثية محسومة لصالح المقاومة في غزة، رغم تكلفتها الإنسانية، والاقتصادية الباهظة، إلا أنها ولادة جديدة للكيان الفلسطيني، أن تحرر 365 كم2 من أرضك ، ثم تنجح في بناء قوة على هذه الأرض يعجز عدوك على تدميرها، واختراقها، هذا فعلا إنجاز تاريخي، وأول خطوة في مشوار الألف ميل لتحرير كل الأرض من النهر إلى البحر، وجود قوة فلسطينية في غزة غير قابلة للهزيمة، ونجحت في تغيير موازين القوة مع إسرائيل، هي بداية لتققهر المشروع الصهيوني في فلسطين، وكل المنطقة العربية، وهي الحقيقة التي أدركتها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا وغيرهم من الدول الأوروبية، فهبوا لنجدة إسرائيل وإنقاذ صنيعتهم من الانهيار الكبير، وهو آت لا محالة، وستكون هناك ارتدادات وتداعيات على الداخل الإسرائيلي بسبب الهزيمة في حرب غزة منها:

أولا: أنهت حرب غزة المستقبل السياسي لنتنياهو الذي من المؤكد بأنه يدرك تماما أنها حرب لا طائل منها، ولا انتصار فيها لإسرائيل، لكنه مجبر أن يستمر في خوضها لأن وقف الحرب يعني انهيار حكومته والزج به إلى السجن، فهو المسؤول الأول الذي لابد ان يتحمل نتيجة قراراته، وما الخلافات في مجلس الحرب بين نتنياهو وشركائه إلا بداية لما هو قادم.

ثانيا: لن يطول صبر أهالي الرهائن المحتجزين في غزة ، الذين يدركون بأن استمرار الحرب يزيد من الخطر على حياة أبنائهم في غزة.

وأنه لا حرية للرهائن الا باستجابة إسرائيل لشروط المقاومة في غزة.ثالثا: سكان المستوطنات في غلاف غزة والذين تم إجلائهم منها منذ بداية الحرب في أكتوبر فعليهم الانتظار طويلا، أو البحث عن أماكن أخرى لحياة آمنة بعيدا عن مناطق الصراع، خاصة وأن الجيش الذي كان يحميهم لم يعد قادرا على ذلك، وفرقة غزة التي كان مهمتها مواجهة فصائل المقاومة في غزة أبيدت في 7 أكتوبر.

إسرائيل الآن تعيش حالة فوضي كبيرة، حيث كانت تعيش هذة الفوضي الاقتصادية من خمس سنوات تقريبا، بالتحديد منذ بداية جائحة كورونا، وبعد الحرب على غزة أصبح الوضع أسوء من السابق وفي فوضي لا يعلمون متي نهايتها .

والآن مع هذه الحرب الإجرامية لاقتحامها للمدارس والمنازل والمساجد غلطة كبيرة، لم تكن في حسبانهم.

وهذا الكلام أكده الصحفي الإسرائيلي والمحلل الاقتصادي والسياسي في صحيفة يورونيوز- واعترف أن الحكومة لم تستمع لرأي السيد إيمين عاوام رئيس المستوطنات وضربت برأيه عرض الحائط .بالنسبة للقبة الحديدية ليست الحل فالجميع يعلم بآن دقة القبة الحديدية هي من 20:30% فقط وليس كما يدعي نتنياهو ليطمئن الشعب الأسرائيلي .

تحدث الصحفي أيضا عن الصواريخ التي استعملتها إسرائيل فقال: صاروخ بقيمة 50 ألف دولار ينطلق لضرب صاروخ قيمته 300 دولار وكثير ما يخطئ.

والصاروخ المسمي “مقلاع داوود” والذي يصل سعره إلى مليون دولار، وهذه بالتأكيد خسارة كبيرة لهم كما أعلنها الكنيست عن فاتورة قيمتها ملايين الدولارات بعد انتهاء الجولة .

خسارة ملايين الدولارات من مصاريف نقل وبترول وصواريخ وتحضيرات عسكرية وخسائر مدنية في البنية التحتية للدولة وغيرها ..هذا سوف يحطم نفسية الإسرائليين الصهاينة.

أضف إلى ذلك أن صورة إسرائيل اهتزت أمام العالم، فإسرائيل منذ نشأتها تعاقب العالم بالهلوكوست وتحصل على دعم لم تحصل عليه دولة في التاريخ الحديث أو القديم، ووقوفها متهمة أمام محكمة العدل الدولية بتهمة الإبادة الجماعية، غير الصورة الذهنية لدى اليهود في العالم، وبعد هذه الحرب لن تصبح إسرائيل أرض الميعاد التي يقبل عليها يهود العالم، بالإضافة إلى الهجرة العكسية والتي زادت حدتها في الأشهر الأخيرة.

رابعا : قوة جيشها الذي لا يقهر، أظهرت المقاومة في السابع من أكتوبر أن هذه الكلمة مضللة للجميع بعد أن استطاعت المقاومة التفوق الاستخباراتي والعسكري على جيش الكيان، بل والأكبر من ذلك أنه لولا الدعم الأمريكي والغربي لما كانت قادرة على مواجهة فصائل المقاومة الفلسطينية، فتعرى ضعفها، وهشاشة بيتها الداخلي، وتماسكها المجتمعي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك الان بنشرتنا الاخبارية ليصلك جميع الاخبار الحصرية فور حدوثها.

صحيفة عربية امريكية اسبوعية مستقلة تأسست عام 1990

Lorem ipsum dolor sit amet, consectetur adipiscing elit, sed do eiusmod tempor incididunt ut labore et dolore