Search
Close this search box.
Search
Close this search box.

بيت دجن

تقع على مسافة تسع كيلومرت من يافا بيت دجن – يافا بيت دجن قبل سنة 1948 كانت القرية المبنية على تل رملي في السهل الساحلي الأوسط ، تقع الى الجنوب قليلا من خط سكة حديد يافا – القدس عند تقاطع الطريق العام الممتد بين يافا والرملة والطريق العام الساحلي الممتد جنوبا نحو غزة ، ويعود تاريخ بيت دجن الى عصر الكنعانيين ، اذ انها ذكرت في العهد القديم باسم بيت داجون ( يشوع 15: 41 ) كما عرفت ببيت دجانا في عهد الملك الاشوري سنحاريب ( 705 – 681 قبل الميلاد ) و قد سميت القرية كيباراداغون في عصر الرومان ، وحل السامريون بالقرية في القرن الرابع ، ومكثوا فيها حتى القرن العاشر على الأقل ، وقد شيد الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك ( 724 – 743 ميلادي ) فيها قصرا أعمدته من الرخام الأبيض ، وبنى الصليبيون فيها قلعة – كزال ما بين – هدمها صلاح الدين وأعاد بناءها ريتشارد قلب الاسد سنة 1191 ، في سنة 1596 ، كان بيت دجن قرية في ناحية الرملة ( لواء غزة ) وعدد سكانها 633 نسمة ، وكانت تؤدي الضرائب على عدد من الغلال كالقمح والشير والفاكهة والسمسم ، بالاضافة الى عناصر اخرى من الانتاج والمستغلات كالماعز وخلايا النحل وكروم العنب في اواخر القرن التاسع عشر ، كانت بيت دجن قرية متوسطة الحجم ومحاطة باشجار الزيتون وكانت المنازل في القرية الحديثة مبنية بالطوب او بالحجارة والاسمنت ، ومنتشرة في ارجاء الموقع من دون ان يتخذ شكل انتشارها نمطا مخصوصا ، وكان سكانها في معظمهم من المسلمين ، وبين ال 3840 عربيا كان ثمة 130 مسيحيا ، وكان في القرية مدرستان : الاولى للبنين والاخرى للبنات ، وقد ضمت الى مدرسة البنين التي أسست في سنة 1920 مساحة 15 دونما من الأرض لتدريب التلامذة على أصول الهندسة الزراعية وكان فيها مكتبة احتوت على 600 كتاب ، وكان يؤم تينك المدرستين 353 تلميذا و 102 من التلميذات في سنة 1940 ، في 1944 – 1945 كان ما مجموعه 7990 دونما مخصصا للحمضيات والموز و 676 دونم للحبوب و 3195 دونما مرويا او مستخدما للبساتين ، وكانت بساتين الحمضيات تروي من آبار آرتوازية ، كما كانت بقايا القلعة الصليبية المذكورة آنفا لا تزال مرئية في سنة 1948 كان القرية منذ كانون الثاني – يناير 1948 هدفا لهجمات شنتها قوات البلماح المتمركزة في مبنى كيرين كايبمت ليسرائيل ( الصندوق القومي اليهودي ) الكائن جنوبي طريق يافا – القدس العام مباشرة ، وقد دمر منزل من منازل القرية في احدى غارات البلماح ، ولعل اوسع هجوم في تلك الفرة بحسب المؤرخ الفلسطيني عارف العارف ، هو ذاك الذي شنته قوة يهودية مسلحة بمدافع الهاون والرششت والقنابل اليدوية فجر 26 فبراير ، فقتل جزاءه ثلاثة من سكان القرية وخرج اربعة ودمر احد المنازل وافادت صحيفة نيويورك تايمز ان البريطانيين اشتبكوا مع سكان القرية يوم 19 فبراير بعد ان توقفت احدى قوافلهم العسكرية في القرية لاعتقال رجل كان يحمل بندقية ، ويذكر مقال الصحيفة ان السكان صوبوا النيران على الجنود البريطانيين ، وان اثنين من السكان قتلا و جرح ثلاثة ، كما قتل جندي بريطاني عندما قفز من شاحنته حاملا رشاشا من نوع برن واندفع داخل القرية ونيران رشاشة تفدح ، بحسب تعبير مراسل نيويورك تايمز ، وربما لم تحتل بيت دجن الا في نهاية ابريل اذ سقطت على يد لواء الكسندروني في سباق تنفيذ عملية حميتس التي جرت بين 25 و 31 ابريل واستهدفت سلمة ويازور وقرى عربية اخرى تقع الىالشرق من يافا كان من المقرر لعملية حميتس ( الخميرة ) ان تنفذ في اثناء عيد الفصح اليهودي ( اي عندما يكون اكل الماكل التي تدخل الخميرة فيها محرما عند اليهود المدينيين ) وكان هدفها المباشر الاستيلاء على القرى الفلسطينية الكبرى الواقعة على جانبي خط سكة الحديد التذي يصل يافا بعمقها العربي وكانت القرى الواقعة الى الشمال من خط سكة الحديد ( من القرب الى الشرق ) هي : يازور و بيت دجن و السافرية ، و كان من شان احتلال تلك القرى ان يعزل يافا – اكبر مدينة فلسطينية بسكانها السبعين الفا – عزلا تاما ويضمن سقوطه في يد الهاغانا مثل ( خوخة ناضجة ) لذلك كان الهدف النهائي للعملية الستيلاء على يافا من دون اللجوء الى هجوم جبهي ، عقد الهجوم الجبهي ، الذي شنته عصابة الارغون في 25 ابريل تنفيذ عملية حميتس ، وهدف هجوم الارغون الى عزل موقع حي المنشية الاسراتيجي ، المتاخم لتل ابيب ، عن باقي يافا ، فاذا سقط حي المنشية تشن الارغون هجوما واسعا على باقي يافا ، وقد استلزم الهجوم على المنشية هجوما من الشرق في اتجاه البحر غربا ورافقه قصف مكثف عشوائي لمناطق يافا السكنية والتجارية ، نشر الذر في صفوف المدنيين عبر نطاق واسع ، و تسبب بنزوحهم برا وبحرا وجوبة الهجوم على المنشية بمقاومة حازمة شديدية ولم يحقق اهدافه إلا عند فجر 29 ابريل ، بعد مرور نحو ثمانين ساعه ، في هذه الاثناء قرر البريطانيين ،الذين كانوا متواطئن مع الهاغانا خلال هجومها على حيفا ( عملية مسارابيم 22 – 23 ابريل ، التدخل في يافا ضد الأرغون التي استنزفها الهجوم وانهكها الانضواء تحت قياده الهاغانا فيما يتعلق بجبهة يافا، في 29 نيسان ابريل شنتالهاغان عملية حميتس وانضوت الألوية الثالثة كرياتي والكسندروني وغفعاتي تحت قيادة دان ايشاين ، قائد لواء الكسندروني فهاجمت وحدات الكسندروني انطلاقا من قاعدتها في كفار ازار ، قريتي ساقية والخيرة واستولت عليهما وانطلقت وحدات كرياتيت من تل ابيب وهاجمت سلمه وضاحيتي ابو كبير وجباليا من ضواحي يافا ومع حلول ليل اليوم ذاته كانت سلمة قد سقطت في قبضة وحدات كرياتي وغفعاتي ، لم يلق هجوم غفعاتي ، الذي شن من مكفي يسرائيل جنوبي خط سكة الحديد ، النجاح نفسه ، اذ بينما نجح هذا اللواء في الاستيلاء على يازور في 29 ابريل او بعيد ذلك فانه واجه صعوبات في تل الريش وهوتل حصين بين يازور ويافا فقد تمكن اللواء اول الامر من اكتساح التل مستخدما مدافع هيسباتو – سويزا التي وصلته حديثا ، لكن بعد ان شن كتيبة من جيش الانقاذ العربي ، يقودها ميشال العيسى وقوامها 250 رجلا جميعهم من الفلسطينيين ، هجوما مضادا اضطرت وحدات غفعاتي الى الانسحاب من التل بعد ان تكبدت خسائر فادحة بلغت 33 بين قتيل ومفقود ونحو 100 جريح بحسب ما جاء في تاريخ الهاغانا ، وكان ميشال العيسى ورجاله قد وصلوا الى الموضع في اليوم السابق 28 ابريل ، في مسعى لتخفيف الضغط المتصاعد عن يافا ، وبقي العيسى في يافا حتى 10 مايو ، محاولا محاولة اخرى يائسة الحؤول دون سقوط ضاحية ابو كبير ، احدى الضواحي الشمالية في يافا ، ثم قرر في اليوم ذاته الانسحاب جراء تضييق الخناق الذي فرضته عملية حميتس ظهرت اولى بوادر الاستسلام من فلسطيني يافا في 11 مايو ثم استسلمت يافا رسميا للهاغانا في 13 مايو وغادر البريطانيون المنطقة في اليوم الثالي وكانوا يقومون منذ بداية عملية حميتس ، بمواكبة المدنيين المذعورين من يافا ، على الطريق العام الرئيسي ، ، الى اللد والرملة اللتين كانتا يومها ملاذين آمنيين ، وكي يمنع البريطانيين الهاغاناة من إحكام الحصار على يافا ، حافظوا على بعض قوتهم في بعض انحاء قرية يازور قريبا من الطريق ويذكر تاريخ الهاغاناة ان قوات الايتسل قد عملت في اثناء ذلك بقيادة الهاغاناة وآفادت العملية كثيرا بقصفها وسط يافا بمدافع الهاون بفعالية ، ويبدو تضافر عدة عوامل منها الهجوم على يافا ( ولا سيما قصفه المطول بمدافع الهاون ) ومنها مشهد فرار سكانها ذعرا ومنها سقوط القرى التي تصل يافا بباقي انحاء البلد ، فد تفاعل كل منها مع الاخخر ( مثلما خطط لها ان تفعل ) وتعاون على احباط معنويات سكان يافا والقرى التي استهدفتها عملية حميتس ايضا ، ويشير المؤرح السرائيلي بني موريس الى ان سكان بيت دجن اخذوا قريتهم في 25 ابريل 1948 من جراء سقوط مدينة مجاورة اي يافا ، ويذكر المؤرخ الفلسطيني عارف العارف ان القرية احتلت في 30 ابريل ويضيف ان تفادي احتلالها كان ممكنا لو لم يوافق جيش الانقاذ العربي على هدنة رعاها البريطانيون في المنطقة ، بعد ان تعرضت تل ابيب لقصف شديد في 28 ابريل ، غير ان رواية لصحيفة نيويورك تايمز افادت ان بيت دجن احتلت مع قرية القباب بعد اسبوعين من ذلك اذ اندفعت القوات اليهودية تقاتل لاعادة فتح الطريق العام المؤدي الى القدس ، في اوائل يونيو شرع الصندوق القومي اليهودي في تدمير بيت دجن ، فضلا عن بضع قرى اخرى ، وفي 16 يونيو ، دون رئيس الحكومة الاسرائيلية دافيد بن غوريون في يومياته ان عملية التدمير جارية في القرية على قدم و ساق ثم ان القرية اعتبرت في سبتمبر موقعا ملائما لتوطين المهاجرين اليهود الجدد المستعمرات الاسرائيلية على اراضي القرية احتلالها وتهجير سكانه ثمة اربعة مستعمرات اسرائيلية على اراضي القرية : بيت دغان ، وقد انشئت في الموقع بعد ستة اشهر من احتلال بيت دجن في نيسان 1948 ، مشمار هشفعا التي بنيت في سنة 1949 ، حيميد وقد بنيت في سنة 1950 ، غثوت وقد بنيت في سنة 1953 بقيت بضعة منازل بعضها مهجور وبعضها الاخر تشغله اسر يهودية او يستخدم متاجر او مستودعات او مكاتب ويبدو في هذه المنازل معالم معمارية متنوعة احد هذه المنازل الاهله مبنى بالاسمنت وله شكل مستطيل وسقف مسطح ونوافذ امامية مستطيلة ونافذتان مقتطرتان على جانبية وحول منزل اخر الى كنيس ايلي كوهين وهو مبنى بالاسمنت وله سقف مسطح وباب ونافذه اماميان تعلوهما قنطرتان مستديرتان وقد رسمت نجمة داود على بابه الامامي وكذلك على باب اخر يبدو انه باب مرآب ، ولأحد المنازل المهجوره المبنية بالاسمنت سقف قزميدي هرمي الشكل متداع الى السقوط ، اما المنازل المهجورة الاخرى فمختومة ،ن وتظهر وسط النباتات والاعشاب البرية وبنيت الصبار واشجار السرو والتين والنخيل في ارجاء الموقع ويظرع الاسرائيليون الاراضي المجاورة القرية اليوم

Share this post

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك الان بنشرتنا الاخبارية ليصلك جميع الاخبار الحصرية فور حدوثها.

صحيفة عربية امريكية اسبوعية مستقلة تأسست عام 1990

Lorem ipsum dolor sit amet, consectetur adipiscing elit, sed do eiusmod tempor incididunt ut labore et dolore