Search
Close this search box.
Search
Close this search box.

امريكا ((عقدةالفلسطينيون ))

كتب الدكتور عبد الحميد العواودة استاذ العلاقات الدولية والقانون الدولي والمحاضر في الجامعات الامريكية / مؤسس وكالة الانباء الفلسطينية (وفا)ومستشار وناطق رسمي سابق للرئيس ياسر عرفات

ما بين ترومان وبايدن وما بينهما من رؤساء امريكيون لا حقتهم اللعنة الفلسطينية منذ مشروع قرار ووعد بلفور لانشاء دولة اسرائيل التي فشلت بريطانيا العظمى في تأسيسها رغم امتداد امبراطوريتها التي لا تغيب عنها الشمس الا انها لم تتحمل شمس الشعب الفلسطيني الحارقة.

ونقلت شعلة اسرائيل الى خليفتها الامبراطورية الامريكية الفتية قائدة ما يسمى بالعالم الحر بعد الحرب العالمية الثانية وما العالم الحر وشعوبهم الا عبيد عند اسيادهم الرأسماليين وحريتهم هي الحرية الحيوانية التي تأكل وتشرب وتنام وتتزاوج هذه حريتهم ومفهومهم للحريةكما تشهدها مجتمعاتهم في أوروبا وأمريكا الشمالية.

ان مفهوم الشعب الفلسطيني للحرية فهمته بريطانيا وبجدارة من عام ١٨٩٧ ومروراً بالحرب العالمية الاولى وهزيمة الدولة العثمانية واعلان انتدابها على فلسطين املاً بتحقيق وعد بلفور وتأسيس تلك الدولة المسماة الدولة اليهودية في فلسطين.

ًولم تستطع بريطانيا تحقيق ذلك الحلم اليهودي وأورثته إلى امريكا التي برزت بعد الحرب كخليفة لبريطانيا العظمى لتحقيقه.

وكان قراراً امريكياً بسبب النفوذ الصهيوني في دوائر صنع القرار داخل امريكا وحاجة امريكا الى قاعدة عسكرية دائمة متقدمة في ما اسمته الشرق الاوسط بسبب اكتشاف الطاقة البترول والغاز وكذلك الموقع الاستراتيجي للممرات المائية بين القارات الثلاث آسيا وأوروبا وافريقيا في مضائق هرمز وباب المندب وجبل طارق وقناة السويس .

لقد اعترفت امريكا باسرائيل وتولت تسليحها ورعايتها وتبنت كل مشاريع وقرارات الامم المتحدة الخاصة باسرائيل ووجودها وتقسيم فلسطين بين دولتين يهودية وفلسطينية عربية عام ١٩٤٧ اذ حققت الدولة اليهودية المشروطة بقيام الدولة الفلسطينية العربية في فلسطين آنذاك وأعاقت قيامها إلى يومنا هذا.

وقدمت لاسرائيل الحماية العسكرية والتدخل العسكري لصالحها في الحروب بين اسرائيل وجيرانها من الدول العربية في حروب اعوام ١٩٤٨ و١٩٥٦ و ١٩٦٧ و ١٩٧٣. كما تقدم الولايات المتحدة الامريكية مبلغ ٢٣ بليون دولار سنوياً لاسرائيل كمساعدات عسكرية واقتصادية ومؤسساتية اي تدفع موازنات المؤسسات الاسرائيلية الرسمية السنوية كما هي الأمريكية منذ قرر ذلك الرئيس ريجان .

ويوجد في واشنطن مجموعتين كبيرتين ومؤثرتين في صنع القرار من القوى الضاغطة على الكونغرس الامريكي والحكومة الامريكية هما مجموعة الصناعات العسكرية ومجموعة اللوبي اليهودي الايباك الذي يدير وسائل الاعلام والبورصة وهوليوود في امريكا ويقدم الاموال لانتخابات مجلس النواب والشيوخ الامريكيين والرئاسة الامريكية.

واصبحت اسرائيل ومن خلال دورها المؤثر في السياسة الخارجية الامريكية تحمل مفتاح العلاقات بين الدول العربية والاسلامية والادارات الامريكية المتعاقبة والتحكم فيها وتسخير هذه العلاقات لطمس ومحاربة الشخصية الوطنية الفلسطينية ومعارضة اي تحرك فلسطيني على اي مستوى لاقامة وطن للشعب الفلسطيني كما نصت قرارات الامم المتحدة .وقد واصلت الإدارات المتعاقبة منذ عام ١٩٤٨ في الولايات المتحدة الامريكية التسويف والتدخل في شؤون الامم المتحدة وقراراتها لمنع قيام دولة فلسطينية .

ولم يتدخل رئيس امريكي بشكل سافر في الشأن الاسرائيلي كما فعل الرئيس بايدن في شهر اوكتوبر من هذا العام حين ترأس مجلس الحرب الاسرائيلي الذي جرى تشكيله بعد ١٠/٧ لشن حرب ابادة على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة الذي يقطنه مليونين ونصف المليون مواطن فلسطيني ويتبجح باعلان الحرب على الشعب الفلسطيني ودعم اسرائيل في حربها لابادة الشعب الفلسطيني ويسميها بايدن دفاع اسرائيل عن نفسها وكأنها ليست دولة احتلال وتوسع واستيطان كما منع مجلس الامن الدولي من الانعقاد والتصويت على وقف الحرب على غزة .كما أشرك حلف الناتو معه في مساندة اسرائيل ودعمها بالسلاح .

ومنعت الولايات المتحدة الامريكية اي دولة من مد يد العون للفلسطينيين حتى المقيمين منهم في الضفة الغربية لمساعدة اخوتهم في قطاع غزة .

وقامت امريكا بتسليح المستوطنين في المستوطنات غير الشرعية التي اقامتها اسرائيل على اراضي الشعب الفلسطيني بالقوة في الضفة الغربية واطلقت ايدي العصابات الصهيونية المسلحة في الضفة الغربية لمهاجمة المدن والبلدات والقرى ومخيمات اللاجئين الفلسطينيين بالاسلحة وتدمير ممتلكاتهم وقتل قرابة الخمسمائة منهم منذ مطلع شهر اوكتوبر إلى يومنا هذا وجرح ما يربوا على ثلاثة آلاف من اهالي الضفة الغربية. وما نسمع من الادارة الامريكية لبايدن الحالية إلا البيانات التي هي اشبه ببيانات حرب من البيت الأبيض عن سير الحرب الاسرائيلية في قطاع غزة ضد الشعب الفلسطيني .

إن المتتبع لهذه البيانات يتولد لديه انطباع ان من يقوم بالحرب هي ادارة بايدن التي تقول وبوضوح إذا طلبت امريكا من اسرائيل وقف اطلاق النار هذا يعني ان حركة حماس ستعود إلى قوتها وفعاليتها رغم عدم قدرة اسرائيل او الولايات المتحدة على تحديد ماهية حماس وتواجدها وتقوم بصب جام غضبها على المدنيين في قطاع غزة والاطفال الذين بلغ عدد من قتل منهم ثمانية الاف طفل وستة الاف امرأة.لقد القت الولايات المتحدة بالقانون الدولي عرض الحائط وتصرفت بعقلية الكاوبوي وفوهة المسدس وقطاع الطرق .

وكانت قد شكلت تحالفاً ضد دخول روسيا إلى أوكرانيا واستنكرت كل ما فعلته روسيا في أوكرانيا لكنها اجازت لنفسها وإسرائيل فعل الشيء نفسه ضد الفلسطينيين في قطاع غزة .

واثر تزايد الضغط في الراي العام الامريكي على ادارة بايدن ومدى المشاركة الامريكية في الحرب على غزةسارع اكثر من مسؤول اسرائيلي باصدار تصريحات تنفي المشاركة الامريكية وان اسرائيل لم تسمع للنصائح الامريكية بعدم غزو غزة .

لم يدرك الاسرائيليون ان بايدن في تصريحاته التي اطلقها في تل ابيب تشير الى مدى المشاركة العسكرية والغطاء السياسي لاسرائيل في الامم المتحدة ومجلس الامن وبالذات عندما امر نتنياهو بشكل واضح وصريح اذهب ودمرهم واذبحهم ولا تبقي منهم احد.GO GET THEM.

ان التصريحات الصادرة من البيت الابيض والاسرائيليين وبهذه الكثافة ان دلت على شيء تدل على بشاعة الجرائم التي ارتكبت ضد سكان قطاع غزة المدنيين والتطهير العرقي وحرب الابادة والقنابل الدولية المحرمة دولياً ضد المدنيين وزمن الحرب.

لقد انهار النظام الدولي بشكل كامل ولم يعد صالحاً للحفاظ على السلم الدولي والنظام في الغلاقات بين الدول.

ان الجرائم التي ارتكبت في قطاع غزة من خلال استخدام الاسلحة الامريكية لن يعفي امريكا الآن او في المستقبل من المسائلة وتقديمها وملاحقتها امام المحاكم الدولية المختصة وان تعذر ذلك فالشعوب لا تنسى وستحاسب كل مجرم اياً كانت بلده وقوته .

لم يعد القانون الدولي والعلاقات الدولية وقوانين الحروب قائم وقانون البحار وحقوق الانسان قائم انما تسودها شريعة الغاب.

Tags

Share this post

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك الان بنشرتنا الاخبارية ليصلك جميع الاخبار الحصرية فور حدوثها.

صحيفة عربية امريكية اسبوعية مستقلة تأسست عام 1990

Lorem ipsum dolor sit amet, consectetur adipiscing elit, sed do eiusmod tempor incididunt ut labore et dolore