Search
Close this search box.
Search
Close this search box.

النكبه وتوابعها

بقلم البروفيسور : عاهد بركات

المأساة الإنسانية المتعلقة بتشريد معظم ابناء الشعب الفلسطيني خارج مدنه و قراه . النكبة هو الاسم الذي يطلقه الفلسطينيون على ما اصابهم من تهجيرهم وهدم معظم معالم مجتمعهم السياسية والاقتصادية والحضارية عام 1948و إقامة دولة الكيان الصهيونيه الغاشم – اليهودية- إسرائيل. و ما قاموا به من احتلال معظم أراضي فلسطين من قبل الحركة الصهيونية ، وطردهم من ارضهم فلسطين وتحويلهم إلى لاجئين، و لا ننسى عشرات المجازر والفظائع وأعمال النهب ضد الفلسطينيين، وهدم أكثر من 500 قرية وتدمير المدن الفلسطينية الرئيسية وتحويلها إلى مدن يهودية. وطرد معظم القبائل البدوية التي كانت تعيش في النقب ومحاولة تدمير الهوية الفلسطينية ومحو الأسماء الجغرافية العربية وتبديلها بأسماء عبرية وتدمير طبيعة البلاد العربية الأصلية من خلال محاولة خلق مشهد طبيعي أوروبي.[1]
على الرغم من أن 1948/5/15 تاريخ بداية النكبة الفلسطينية، إلا أن القضية الفلسطينيه بدأت قبل ذلك عندما هاجمت عصابات صهيونية إرهابية قرىً وبلدات فلسطينية بهدف إبادتها أو دب الذعر في سكان المناطق المجاورة بهدف تسهيل تهجير سكانها لاحقا ، و شرعت القيادات الصهيونيه في اعداد الخطط العسكرية في عام 195 و في مايو 1946 و رسمت الهاجانا خطة اطلقوا عليها بخطة مايو والتي تضمنت بنين العمل التحذيري: تنحصر في منطقة عمليات العدو ، العمل العقابي: لا حدود على نطاقها الجغرافي
عندما تأكد زعماء الصهاينة عن انسحاب بريطانيا من فلسطين قرروا في تل أبيب في 5-1948 تشكيل برلمان وطني كممثل للشعب اليهودي و الحركة الصهيونية العالمية. أعلن هذا البرلمان قيام دولة يهودية في فلسطين تسمى دولة إسرائيل و تقرر فتح باب الهجرة لكل يهود العالم للكيان الجديد. واعترفت بها الولايات المتحدة في اليوم التالي. وتتالى بعدها اعتراف معظم دول العالم ودخلت هيئة الأمم المتحدة عام 1949.
في اليوم التالي من إعلان قيام دولة الاحتلال (ما يسمى بإسرائيل) قامت الجيوش العربية من مصر و الأردن و سوريا و لبنان و العراق مع مقاتلين عرب آخرين و المقاتلين الفلسطينين (68 ألف مجاهد)، قاموا ببدء حرب شاملة ضد الكيان الصهيوني (90 ألف إرهابي) ثم تحول الصراع إلى نزاع دولي. أدى عدم التنسيق وتضارب الأوامر وبعض الاتفاقيات السرية الخائنة وضعف الجيوش ونفاد الذخيرة وغيرها إلى هزيمة الجيوش العربية
لم تكن الحركة الصهيونية، قبل المؤتمر الصهيوني الرسمي الأول الذي عُقد في مدينة “بال” السويسرية عام 1897م، وتولّى تيودور هرتزل زعامتها، قد تبلورت بعد كحركة سياسية تدّعي تمثيل الشعب اليهودي، الذي يسعى للظهور كشعب موحّد القومية، ولاعب فاعل على الساحة الدولية، وظلّت تلك الحركة مجرّد حركة يهودية أوروبية المنشأ، ظهرت في أوائل ثمانينات القرن الثامن عشر، غايتها العامة الهجرة إلى فلسطين بحجة “العودة” إليها بدوافع دينية أو دنيوية أو خليطة بينها، بهدف استيطانها، أملاً بيوم آتٍ يتم فيه إعادة تأسيس الدولة اليهودية المزعومة فيها.
في العام 1937م ظهرت فكرة تقسيم فلسطين إلى دولتين إحداهما يهودية والأخرى عربية، وقد اقترح التقسيم لجنة تحقيق أرسلتها الحكومة البريطانية إلى فلسطين عقب اندلاع ثورة فلسطينية ضد الحكم البريطاني عام 1936م بعد أن طفح الكيل من ارتفاع معدلات الهجرة اليهودية الجماعية بحماية بريطانية ارتفاعاً خطيراً..
ورداً على هذا الاقتراح علا لهيب الثورة وسقطت أجزاء مهمة من البلاد في يد المجاهدين، بما فيها القدس القديمة وبئر السبع واضطرت بريطانيا إلى التعبئة الجزئية لقواتها، وأرسلت خيرة قادتها للسيطرة على الوضع في فلسطين، فتمكّنت من قمع الثورة بوحشية بالغة أسفرت عن سقوط حوالي سبعة آلاف شهيد، وعشرين ألف جريح وحوالي خمسين ألف متعقل
عرفت المرحلة الأولى من الحرب باسم “الحرب غير النظامية” بين القوات الصهيونية، من جهة، والقوات الفلسطينية الشعبية المدعومة لاحقاً بمتطوعين من الدول العربية، انتظموا في ما سمّي “جيش الانقاذ” الذي أشرفت عليه الجامعة العربية، وهي فترة امتدت من 29/11/1947م، لغاية 15 أيار/ مايو 1948م، حين انتهى “رسمياً” الانتداب البريطاني على فلسطين وانسحاب القوات البريطانية من البلاد، الأمر الذي استغلته الحركة الصهيونية لتعلن قيام “دولة إسرائيل” في فلسطين.
استفزّ إعلان دويلة الكيان الصهيوني الدول العربية ودعاها إلى التدخل في مرحلة أخيرة من الحرب عرفت باسم “مرحلة الحرب النظامية” بين قوات “دولة إسرائيل” وجيوش عربية أرسلتها سورية ولبنان ومصر والعراق وشرق الأردن بإشراف الجامعة العربية، وامتدّت هذه الحرب من 15 أيار/ مايو 1948م إلى أن تمّ التوقيع على اتفاقية الهدنة في أواخر عام 1948م وأوائل عام 1949 بين “إسرائيل” من ناحية وكل من مصر وشرق الأردن ولبنان وسورية من الناحية الأخرى
دخلت الجيوش العربية إلى فلسطين بهدف انقاذ أهلها وحمايتهم من العدوان والمذابح اليهودية, وكان دخول تلك الجيوش بناءً على قرار جامعة الدول العربية في جلستها التي عقدت في لبنان في الفترة بين 7-15 أكتوبر/1947م. وجاء نبأ القرار الذي أصدره مجلس الجامعة في 12/إبريل/1948 والذي جاء فيه أن دخول الجيوش العربية فلسطين لإنقاذها يجب أن ينظر إليه كتدبير موقت خال من كل صفة من صفات الاحتلال أو التجزئة لفلسطين وأنه بعد إتمام تحريرها تسلم إلى أصحابها ليحكموا كما يريدون( ) وعلى أن تحشد الدول العربية قطعاً من جيوشها على حدود فلسطين وأن تقدم السلاح إلى عرب فلسطين الذين يقطنون في المناطق المتاخمة لليهود وأن تخصص من أجل ذلك عشرة آلاف بندقية مع ذخائرها وتدريب الشباب في المناطق غير المتاخمة لليهود وتعبئتهم للمعركة المقبلة وإن تكون قيادة عربية تتولى هذه الأمور وأن ترصد مبلغاً من المال يوضع تحت تصرفها لا يقل عن مليون جنيه وقد تشكلت لجنة عسكرية لتحقيق هذه الأهداف وتكونت من مندوبين عن العراق وسوريا ولبنان والأردن وفلسطين ولكن مندوب الأردن تغيب ولم يشترك في نشاط اللجنة وقد اتخذت اللجنة مدينة دمشق مركزاً لها.
عبرت الجيوش العربية في 15/مايو/1948 حدود فلسطين بغية إنقاذها وكانت بعض الدول العربية تنوي القتال حتى النهاية وبعضها كان ينوي أن يقف عند الحدود التي رسمتها هيئة الأمم في قرار التقسيم.
عقدت سوريا النية على الجهاد وزحف الجيش السوري صوب فلسطين ولم يكن العدد الذي زحف إلى فلسطين يزيد عن ألف وخمسمائة مقاتل وأما لبنان فما كان باستطاعته أن يفعل شيئاً لأن جيشها ضعيف أصلاً ووقف الجيش اللبناني على خط الدفاع عند الحدود بألف مقاتل ومنذ البدء عقد العراق النية على إنقاذ فلسطين غير أن الأمير عبد الإله الوصي على العرش ونوري السعيد ربطوا أنفسهم بعجلة الأردن ودخل الجيش العراقي الميدان عند بدء القتال ألفاً وخمسمائة مقاتلاً وازداد عدداً فبلغ عند إعلان الهدنة خمسة آلاف رجلاً وكان الأردن يملك جيشاً كفئاً للقتال إلا أن الجيش والحكومة والملك مرتبطين ببريطانيا ولا يستطيعوا أن يفعلوا إلا ما ترضاه وكان عدد رجال الجيش العربي الذين خاضوا معارك فلسطين في البدء أربعة آلاف وخمسمائة من مجموع الجيش الذي بلغ عدد رجاله اثني عشر ألف كانت المملكة العربية السعودية مرتبطة بالولايات المتحدة وشركات البترول الأمريكية والتي لها في تلك المملكة مصالح تجارية وما كان العاهل السعودي شديد الرغبة في دخول الحرب الفلسطينية شأنه في ذلك شأن الحكومة المصرية التي ترددت في بادئ الأمر ولما رأت أن الرأي العام المصري يريد الحرب أعلنت الحرب وحذت المملكة السعودية حذو مصر فاشتركت في القتال
و الله من وراء القصد
والى اللقاء في الحلقة القادم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك الان بنشرتنا الاخبارية ليصلك جميع الاخبار الحصرية فور حدوثها.

صحيفة عربية امريكية اسبوعية مستقلة تأسست عام 1990

Lorem ipsum dolor sit amet, consectetur adipiscing elit, sed do eiusmod tempor incididunt ut labore et dolore