Search
Close this search box.
Search
Close this search box.

القاهرة في ذاكرة التاريخ التحليق عبر الاصالة والتراث وعظمة الفنون

إندثار الأزبكية ، سوق الشعاع الفكري والثقافي التحليق عبر الأصالة و التراث وعظمة الفنون ! التحليق عبر الأصالة و التراث وعظمة الفنون !

القاهرة في ذاكرة التاريخ إندثار الأزبكية ، سوق الشعاع الفكري والثقافي مدينة من مدن العصور الوسطى … تطل علينا بسحرها و تراثها منذ فجر التاريخ … ترنو الى النيل بأطرافها المترامية لتزرع في الاعماق مشاعر تكمن في الروح والقلب … بدأت مدينة القاهرة عند انشاء مدينة الفسطاط سنة 20 هجرية ( 641) ميلادية عند الفتح العربي … ثم تأسست القاهرة الفاطمية سنة 358 هجرية ( 969 ميلادية ، اي ان تاريخها يعود الى حوالي اربعة عشر قرنا ، وتضاعفت حاراتها و دروبها و مساجدها وكنائسها من مساحة 2900 فدان الى ما هي عليه ، بعد ان امتد العمران لتتحول القاهرة الى مدينة تبسط مساحتها الى احياء و اماكن دون ان يتأثر شموخها واطلالتها و سحرها الذي له عالما خاصا . و جولة الى المعالم التاريخية حيث شرفة قلعة صلاح الدين ، والاهرام الخالده ، هذه الاهرامات التي تعلن بكبرياء اقدم عصور التاريخ بكل ما تحمل من نهضة و حضارة و تقدم عمراني … والقباب المختلفة ومآذن المساجد وأبراج الحكام والجوامع التي ترجع الى عهد المماليك ومنها جامع احمد بن طولون واثارها الاسلامية التي تعكس تاريخ العمارة ، فهي بحق كانت ام الدنيا بأحيائها الشعبية في الحسين والسيدة زينب وباب الخلق وخان الخليلي والدرب الاحمر والامام الشافعي والخليفه وبولاق ، وكلها تضرب بجذورها اعماق التاريخ لتعكس اخلاقيات و شهامة واصالة القاهرة ابن البلد ! الاحياء الشعبية و ماتحمل من سمات جمالية أم الدنيا وأصالة و شهامة ابن البلد ونطل نحو شارع الازهر الملاصق لشارع الموسكي ، بداية ميدان العتبة الذي يمتد الى جامع الازهر الشريف ، من هناك الى حي الازهر والحسين حيث محلات الكشري والحلويات البلدية والمطاعم الشعبية التي اشتهرت بالكفته والكبدة ومسامط لحم الرأس واللسان والكوارع لنعرج الى سوق بين السورين حيث الاقمشة والزينة من حي الموسكي الذي يؤدي الى الغورية و الحسين … هذا الحي الذي تم إنشاؤه في عهد صلاح الدين الأيوبي ، ومازال يعرف باسم منشية الامير ( عز الدين موسك ) حيث تمتد الاسواق والحوانيت واصحاب الحرف الى حي الغورية الذي اكتسب اسمه من السلطان ( الغوري ) اخر سلاطين دولة المماليك ، حيث يفوح عبق التارخ من احيائها ، يحمل من عطر يرسم صورة رائعة في وجدان ام الدنيا ، وحي الجمالية يحمل الطابع الشرقي و مئات الازقة والحارات والدروب والعطفات التي تنتهي الى خان الخليلي في الجنوب الغربي ، هناك ملتقى المساجد مما يجعل الحي ينبض بالقداسة والايمان ، حيث تتجلى السمات الدينية والفنية اذ يختص حي الجمالية الذي يحمل ملامح خاصة بالمشروبات والشبابيك والمساجد القديمة فنا راقيا مؤثرا غنيا يعكس تطور الفن الاسلامي من خلال الازهر الشريف الذي يقع فيه ، ومسجد الحسين و جامع الاقصر وجامع قلاوون وبيت القاضي وبيت السحيمي ، كل هذا يمثل نماذج تطور الفن الاسلامي من بداية العصر الفاطمي الى العصر المملوكي ، وهناك الحياة والملامح الدينية ، الازهر والسيدة زينب والحسين وخان الخليلي ، التي تثير في الاعماق عبق التاريخ واصالة الحضارة والتراث الذي يصور سمو الذوق وعظمة الفنون الاسلامية ، ومن اشهر المقاهي في هذا الحي مقهى الفيشاوي وهو المقهى الذي كانت تمتد فيه الحوار بين زبائنة لساعات طويلة خاصة في ليالي رمضان … الذي يقوم على مستويات مختلفة من الارتفاع ومليء بالمرايا والمصابيح والمقاعد التي تحمل سمو الذوق و دقة الصنع و جمال الفنون والزخارف الاسلامية . ويعتبر خان الخليلي الذي يحده من الشرق مسجد الحسين ومن الجنوب حي الموسكي من اهم الاسواق السياحية في مصر ن بل ومن اشهر اسواق الشرق الاوسط واقدمها كما ان هذا الحي يطلق عليه شارع الفنون والتاريخ لانه من اعرق احياء القاهرة التي تمثل الاثار الاسلامية الخالدة ، حيث يشعر الزائر لهذا المكان بعراقة المكان الذي يعد من اهم المعالم التاريخية والحضارية ، وفي هذا الحي تمتد جذور المشاعر الدينية من مسجد الجامع الازهر ومسجد وميدان الحسين الشهير الى السوق الذي اشتهر بالهدايا والتحف النادرة التي يصنعها فنانون مهرة توارثوا مهنتهم ابا عن جد يعود تاريخ خان الخليلي الى القرن الثامن الهجري واسمه ينسب الى تاجر من منطقة الخليل في فلسطين كان يردد على مصر ، التي احبها ليبقى فيها ويفتح فندقا يستضيف فيه زملاءه من التجار وكان الفندق في ذلك الوقت يطلق عليه كلمة ( خان ) وعرفت المنطقفة باسم خان الخليلي و تحول عام 1388 في عهد السلطان برقون الى مركز تجاري كان يعتبر من اكبر المراكز في منطقة الشرق ، فقد كان عبارة عن حي صغير به سلالم وبيوت قديمة ، وبدأت تظهر البيوت في هذا الحي بعد اهتمام الاميرة شويكار بخان الخليلي وهو لا يزال يعتبر من اكبر المراكز لاحياء التراث الاسلامي في كل المناطق العربية ، حيث يتميز بالعمال والحرفيين الذين يقومون بصناعة التحف في كل مراحلها اذ تنتشر به المصانع اليدوية ومحلات السجاد المشهورة بالسجاد اليدوي الشيرازي والعجمي والحرير الذي ترجع صناعته الى القرن الرابع عشر الميلادي والتحف و الكريستال والمشغولات الفضية والنحاسية والنقش عليه وصناعة الزجاج والرسم عليه بمياه مذهبة وصناعة البردى والرسم عليه برسومات فرعونية باللغة البروغليفية القديمة وصناعة الحلى الذهبية والفضية والجلود والصناعات الصدفية والخشبية ما تتميز به هذه المدينة الشامخة الازبكية الذي كان قديما يعتبر اشهر بركة من مجموعة البرك التي تتخلل المدينة … وهو حي من اقدم احياء المدينة تم تشييد احياء فيه خاصة في العصر التركي لتدب الحياة ويصبح حي الازبكية مثل حي القلعة وبولاق لما يحتويه من مساحد ودور واسبلة وتكايا ، وقد حملت الازبكية اسم الامير المملوكي ( ازبك ) الذي كان قائدا للجيش في عهد السلطان ( قايتباي ) و حول المكان الى مكان يتميز بالمنشأت و الحدائق و البساتين المحيطة به من جميع الجوانب ، وقد انفق الاموال لبناء مسجد كبير بني حوله الحمامات والطواحين اضافة الى منتجع لخيوله مما جعل الاغنياء يبنون حول البركة قصورهم الفاخرة وبيوتهم الفخمة عام 1495 ميلادية ، لتتحول الى مدينة جميلة رائعة في تصميمها وبنيانها ، وظلت حديقةالازبكية مع ما مر عليها من تغييرات تشتهر بسورها الحديدي الاسود الذي تم هدمه مع بداية ثورة يوليو 1952 حين تم تحويل الحديقة عام 1953 الى مكان يدخله عامه الشعب ، واقيم سور حجري مكان السور الحديدي الذي تحول الى مكتبه ثقافية منتشرة كبؤرة شعاع للفكر من خلال الكتب والمراجع والموسوعات التي كانت تثير شهية المثقف والقاريء الا انه تمشيا مع سمة العصر و معالمه واقامة المنشات العمرانية تحوول هذا المكان الى محلات للتجارة التي لا تدخل في باب الثقافة ، وانتشرت المحلات التجارية المتخصصه ببيع السلع من ساعات وشرائط و عطور واقلام و امشاط و .. و… الخ ، اضافة الى العربيات التي تبيع الفول والطعمية والاكلات الشعبية والعرقسوس … وتتصاعد وسط هذه المشاهد ضوضاء لا تبالي بتلك الاثار … اثار الكتل الحجرية الصماء التي شهدت عصرا ازدهرت فيه الابداعات الثقافية والفنية وكانت يوما من اهم الاحياء القديمة وتظل القاهرة … هذه المدينة التاريخية … تدعو الانسان الى التأمل في عظمة الكون و الخالق والتراث والتاريخ والتحليق عبر اثارها بما يغرس في اعماقه الجمال والاصالة و الحضارة بكل ما تحمل من معنىالأزبكية … مركز الثقافة الفكرية والفنية !

Share this post

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك الان بنشرتنا الاخبارية ليصلك جميع الاخبار الحصرية فور حدوثها.

صحيفة عربية امريكية اسبوعية مستقلة تأسست عام 1990

Lorem ipsum dolor sit amet, consectetur adipiscing elit, sed do eiusmod tempor incididunt ut labore et dolore