كتب الدكتور عبد الحميد العواودة ابو الفتوح / المحرر السياسي لوكالة الانباء الفلسطينية وفا :-
استخدمت الولايات المتحدة الامريكية حق النقض الفيتو في مجلس الامن الدولي يوم الثلاثاء الماضي ضد قرار في مجلس الامن الدولي تقدمت به دولة الجزائر باسم المجموعة العربية يدعوا الى وقف فوري للحرب الاسرائيلية على قطاع غزة والسماح بمرور المساعدات الانسانية لسكان القطاع دون اعاقة وتأخير.
وتقوم الولايات المتحدة بتقديم كل اشكال الدعم العسكري واللوجستي والسياسي والدبلومسي لدولة الاحتلال الاسرائيلي في هجومها على قطاع غزة.
وقد عارض القرار العربي المقدم الى مجلس الامن الدولي عدد من الدول العربية.
ورغم عدم اعلان البعض الآخر من الدول العربية عن معارضة القرار بشكل علنياً الا أنها تمارس عملياً تنفيذ القرار الامريكي في منع مرور المساعدات الانسانية لقطاع غزة كما نص مشروع القرار الجزائري.
وقد صرح يوم ٢/٢١ رئيس مكتب الاستعلامات المصري انه سيجري قصف اي شاحنة مساعدات تحاول اجتياج الحاجز المصري في رفح من الجانب المصري والدخول الى قطاع غزة.
وتقوم الاردن التوأم الفعلي لدولة اسرائيل بتمرير القوافل المحملة بالبضائع لدولة الاحتلال الاسرائيلي القادمة من الامارات مروراً بالسعودية من الاغذية والادوية وغيرها ولا ترسل اي من هذه المواد الى اهل قطاع غزة رغم حاجتهم الماسة لها وتفشي المجاعة بين سكانه.
وتشارك الاردن دولتي الامارات العربية(الاسرائيلية ) المتحدة والمملكة العربية السعودية التي يسمي علمائها المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة للاحتلال الاسرائيلي بالاعمال العبثية والصبيانية وتمنع الشيوخ من الحديث عن مآسي قطاع غزة على يد الاحتلال الاسرائيلي تحت طائلة السجن كما فعلت ضد كل من خالف الامر.
إن صمت الدول العربية عما يجري على يد الاحتلال الاسرائيلي في قطاع غزة لا يقل خطورة عما تقوم به اسرائيل وامريكا ضد الشعب الفلسطيني.
ان مجرد السكوت وعدم اتخاذ خطوات عملية لوقف العدوان يدل على ان هذه الدول لا تملك قرارها وليست مستقلة وتحت الاحتلال الاسرائيلي غير المباشر وتخشى ردة الفعل الاسرائيلية لاحقاً كما ورد في تصريحات قادة الارهاب الصهيوني.
ولا غرابة ان يتصل المواطنين العرب من معظم الدول العربية ويطلبون من اذاعة اليمن تحريرهم من انظمة القمع العربية وكبت الحريات ومنعهم من اعلان تضامنهم مع اشقائهم الفلسطينيين الذين يخوضون معارك العز والشرف دفاعاً عن هاتين الامتين العربية والاسلامية.
وقد استمعت الى عدة اتصالات من اكثر من عشر دول عربية لا تشارك غزة الحدود يعرب المتصلين وبشكل واضح وصريح انهم تحت احتلال كذلك.
ان الفيتو الامريكي في محلس الامن الدولي لم يكن ولن تجرؤ على اتخاذه لو كانت تعلم ان دولة عربية واحدة تعارض مثل هكذا قرار .
ان تصويت امريكا ضد القرار يعني مطالبة اسرائيل بالاستمرار في حربها ضد قطاع غزة وارتكاب جرائمها التي يشاهدها العالم منذ ١٤٠ يوم.
وشارك بعض الدول العربية التي دعيت الى مؤتمر ميونيخ للامن الدولي وتحدث مندوبيها في المؤتمر ومنهم سامح شكري وزير خارجية مصر الذي ادان هجوم حركة المقاومة الاسلامية حماس ومن معها من فصائل المقاومة الفلسطينية ضد اسرائيل يوم السابع من اوكتوبر ٢٠٢٣ واضاف انهم لا يمثلون الشعب الفلسطيني وليسوا من نسيج الشعب الفلسطيني. واشار الى انه لا امن في الشرق الاوسط اذا لم تكن اسرائيل آمنة ضارباً عرض الحائط بكل الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني.
ولا غرابة ان تمتنع بريططانيا عن التصويت لانها كانت سبب ما يعانيه الشعب الفلسطيني منذ ٧٥ عاماً بعد ان انشأت دولة اسرائيل في فلسطين وشردت ابناء الشعب الفلسطيني ليعيشوا لاجئين الى يومنا هذا.
ان الفيتو الامريكي هو الثالث منذ بدء العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة لمنع صدور اي ادانة دولية لعدوانها ومطالبتها بالانسحاب من قطاع غزة.