كتب الدكتور عبد الحميد سالم العواودة( ابو الفتوح) استاذ العلاقات الدولية والقانون الدولي في الجامعات الامريكيية ومؤسس وكالة الانباء الفلسطينية وفا ومستشار وناطق رسمي سابق للرئيس الشهيد ياسر عرفات ابو عمار وضعت الولايات المتحدة الامريكية.
واسرائيل مبالغ مالية طائلة لمصر والاردن والسلطة واهل قطاع غزة لمن يرشد على مكان السنوار لاعتقاله او قتله لم تعرض مقابل حياة اي مطلوب لامريكا من قبل.
العرض الامريكي بدعوى انه امر بقتل رعايا امريكيين حتى ولو كانوا جنوداً في الجيش الاسرائيلي لان ذلك مسموح حسب القانون الامريكي وفقط لاسرائيل الحق لاي امريكي الخدمة في الجيش الاسرائيلي ولا يعتبر جيشاً اجنبياً يمنعه القانون من ذلك او شغل منصب حكومي او وزاري او نائب في الكنيست ان ذلك لهم استثناء في القانون الامريكي. اما بالنسبة لاسرائيل فصار السنوار بالنسبة لحربها على غزة رمزاً لتحقيق النصر على حماس او عدمه ليصبح هزيمة لاسرائيل.
لقد ظهر وتجول العديد من قيادات حركة حماس خارج قطاع غزة في دول يقيمون على اراضيها كقطر ومصر وتركيا ولبنان وصرحوا وظهروا في وسائل الاعلام اكثر من مرة. ان السنوار كرئيس لحركة حماس هو المسؤول عن هجوم السابع من اوكتوبر الماضي ٢٠٢٣ وهو سياسي محنك ذو خبرة في الشؤون الاسرائيلية وكان اسيراً لديهم لعدة سنوات ويجيد اللغة العبرية بطلاقة.
ان السنوار يتجول ويعيش بحرية في اوساط شعبه وفي قلب اسرائيل ومدنها وياكل في مطاعمها ويشرب القهوة في مقاهيها بشكل يومي احياناً. سيفشل العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة كما فشل من قبله العديد اثر الخسائر البشرية التي لحقت بالجيش الاسرائيلي وستلحق به كلما طال تواجده في قطاع غزة.
ان غزة ليست الضفة الغربية تحت الحكم الاردني ولا هي تحت الحكم المصري ولا مثل الجولان السورية وسيناء المصرية اذ لم يجري قتال مع كل هذه الجيوش العربية عام ١٩٦٧ بل صدرت لها الاوامر بعدم القتال والانسحاب وترك الشعب الفلسطيني. هذه غزة وبها مقاتليها من حركة المقاومة الاسلامية حماس والجهاد الاسلامي وكتاب شهداء الاقصى وكتائب المجاهدين وغيرهم من ابناء القطاع الذين بايعوا وعاهدوا الله اما النصر واما الشهادة. هذه العقيدة العسكرية لم يواجهها الجيش الاسرائيلي ولا النخبة الدلتا من الجيش الامريكي في قتال من قبل مع الجيوش التي شاركا في القتال ضدها.
لقد وصف المحققون الاسرائيليون الذين حققوا معه خلال سنوات اعتقاله واجمعوا على انه ذكي وذو عزيمة واصرار وأنفة وشموخ وكبرياء فلسطينية لم يعهدوها مع احد آخر. ان السنوار نموذج فريد من شخصيته التي تحدث عنها العالم منذ السابع من اوكتوبر الماضي ولا زالوا يتحدثون عنه.
ان حركة حماس لها قيادات سياسية متعددة واطر كثيرة بمهام سياسية محددة لكن كما هو السنوار رمز حماس ورئيسها لم تولي امريكا واسرائيل اهتماماً لاحد اكثر منه.
ان الشخصية الغامضة الأخرى التي يطلقون عليه في الاعلامين العربي والاجنبي محمد الضيف رئيس اركان قوات كتائب القسام. لقد اذهل الضيف كل الرتب العسكرية الامريكية في التخطيط والتنفيذ لغزوة السابع من اوكتوبر لاسرائيل الجبهة الجنوبية للجيش الامريكي والقيادة المركزية الوسطى الامريكية. وقد تفوق على جميع من درس هجماته على الفرقة الاسرائيلية التي كانت من المقرر ان تحمي اسرائيل من جبهة الجنوب في مواجهة غزة ومصر. ان اسلوب الهجوم والتكتيك العسكري الذي استخدمه في الهجوم والاستيلاء على قيادة الفرقة العسكرية الاسرائيلية واسر كل ضباطها وجنودها والعودة بهم الى قطاع غزة وتدمير ما لدى هذه الفرقة من معدات والاستيلاء على كل الوثائق والمعلومات عن الجيش الاسرائيلي واستخباراته وعملائه وخططه واسلحته مما اوجد حيرة في اوساط الجيش الاسرائيلي والمشرفين عليه في القيادة المركزية الوسطى الامريكية. ولذلك تشعر امريكا ان الهجوم والهزيمة كانت للجيش الامريكي قبل الاسرائيلي.
ان الحشودات الامريكية والاوروبية واعلان تلك الدول انها تعتزم الدفاع عن اسرائيل ضد اي عدوان ومن اي جهة كانت
لقد جاء الهجوم الايراني على اسرائيل وردها على مهاجمة قنصليتها بدمشق وقتل اثنين من كبار الضباط الايرانيين مفاجأة لفصائل الثورة الفلسطينية وحركة حماس في قطاع غزة من حيث الاهداف والحجم والاسلحة المستخدمة وندرة تحقيق خسائر ملموسة محسوسة في اسرائيل قياسا لحجم الهجوم والاسلحة التي استخدمت فيه.
لقد اوقع الفلسطينيون خسائر جسيمة في اسرائيل على مختلف المستويات وبالذات البشرية منها منذ السابع من اوكتوبر باسلحة بسيطة قياساً بالذي استخدمته ضد اسرائيل . وحبذا لو كان مثل هذه الاسلحة مع المقاومة الللسطينية لكان ميزان المعركة العسكري قد تغير منذ زمن بعيد ولكانت الخسائر المادية والبشرية لدى اسرائيل كبيرة جداً ولربما ارغمت اسرائيل وحلفائها على تقديم تنازلات بخصوص قيام دولة فلسطين مستقلة كما نصت قرارات الشرعية الدولية. لكن للاسف لم يعلم الفلسطينيون عن الهجوم الا من وسائل الاعلام مثلهم مثل اي مواطن وليسوا كحلفاء لايران وجبهة مقاومة كما يتردد في الاعلام الايراني.
ويبقى سيف السنوار وطوفانه الذي جرف كل الاسوار والخنادق والاحلاف والتحالفات في الشرق الاوسط واوروبا وامريكا ماثلاً على الطبيعة ولا زال يجرف في طريقه رؤوساً ودولاً وانظمة وجيوش.
وحسب الخبراء الامريكيين العسكريين بان طوفان حماس ليس له طريقة معينة للتعامل معه بل على العكس قلب كل النظريات العسكرية التي تعلمها الامريكيون في كل حروبهم ويؤكدون ان انفاق حماس لم يشهد لها مثيل في الحروب القديمة او الحديثة وانفاق الفايتكونغ مع انفاق حماس لا تذكر ولا تعد انفاق ذات قيمة فنياً وتقنيا وعسكرياً.
