كتب الدكتور عبد الحميد العواودة (ابو الفتوح) الاستاذ المحاضر في الجامعات الامريكية في العلاقات الدولية والقانون الدولي / مؤسس وكالة الانباء الفلسطينية وفا ورئيس تحريرها :-
خلف لسلف والتاريخ نفسه والهدف نفسه والدولة نصف التوأم نفسها لكن ان تصل الامور الى نجدة اسرائيل في محاكمتها امام محكمة الجنايات الدولية وتكذيب دول العالم الذين شهدوا على جرائم الكيان الصهيوني والمذابح التي ارتكبت ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ليقول للعالم ان اسرائيل تسمح بوصول الغذاء والدواء والماء للشعب الفلسطيني المحاصر منذ خمسة اشهر وبدون المكونات الاساسية للحياة .
هذا الرامبو الجديد الذي هو اصلاً ليس اردني بل من بلاد الحجاز وسليل بني عون الذي احضرته بريطانيا الى شرقي الاردن واقامت له كياناً وامارة وصارت لاحقاً مملكة في نصف التوأم الشرقي لفلسطين والقدس في الدولة العثمانية والخلافة التي تآمروا عليها تحت يافطة الثورة العربية الكبرى لتدمير الخلافة الاسلامية ودعم بريطانيا وفرنسا في حربهما ضد الدولة الاسلامية.
اليوم يخرج الحفيد ليمثل فصلاً في مسرحة بني عون الذين التجأوا كطالبي الجيرة والحماية من بني هاشم جاء لينصر الشعب الفلسطيني الذي اضاعوا ارضه وقدسه على يد والده عام ١٩٦٧.
إنزال بالبراشوتات لكميات من وجبات غذاء لمليونين من الفلسطينيين المحاصرين وللاسف القيت في البحر ووصل معظمها الى المستوطنات الصهيونية حول قطاع غزة كما افاد الجيش الاسرائيلي.
وقد طالبوا الفلسطينيين بالخروج والتوجه الى الشواطئ لتلقي الماء والغذاء والدواء وفي نفس الوقت يتقدم الجيش الاسرائيلي ويطلق النار عليهم في رحلة صيد مشتركة (اردنية فرنسية اسرائيلية واممية) ذهب ضحيتها ما يزيد على ٢٠٠ شهيد من ابناء قطاع غزة وأكثر من الف جريح.
وتبارت الاصوات الاوروبية ودول العالم مختلفة الاعراق والقارات والبشرة والدين في ادانة المجازر الاسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني الاعزل وهو يقف لتلقي المساعدات الانسانية على شواطئ غزة خلال القاء البراشوتات او الشاحنات بحثاً عن الغذاء والماء والدواء.
انزال اردني بالبراشوتات من الجو على قطاع غزة لكن اسرائيل تتلقى سيلاً اردنياً من الشاحنات المحملة بالبضائع والذخائر لقتل الفلسطينيين من مخازن الجيش الامريكي في شرق الاردن ومن موانئ دبي الامارات العربية مروراً من الاراضي السعودية بلاد الحرمين الشريفين وقبلة المسلمين وعبر الاردن الى مدن فلسطين المحتلة والسؤال أي الطرق اقرب واسهل لاطعام الجياع في غزة هل بالبراشوتات ام من خلال قوافل ارضية مماثلة لما يتم تقديمه لاسرائيل. ألم تضج الفعاليات الاردنية والشعب الاردني وتظاهر لوقف الامدادات لاسرائيل فلماذا لم يتم وقفها لحين مرور قوافل غزة ام ذلك غير مسموح به ويعتبر انتهاكاً للسيادة الاسرائيلية.
ان مرور القوافل من السعودية والاردن ليس انتهاكاً للسيادتين السعودية والاردنية بل اعتبروه تقديم العون للاشقاء في دولة اليهود الصهاينة الذين يحتلون فلسطين أليس كذلك؟
جمع الملك عبد الله فعاليات سياسية واجتماعية وعشائرية اردنية في عمان وتحدث اليهم عن انزال البراشوتات على قطاع غزة ونفسه قد تلعثم عندما ساله احد الموجودين ان الطريق البري اسرع واقرب لغزة بدل الانزال الجوي لكنه اعترف انه غير مسموح لتسيير قوافل برية الا بموافقة مسبقة دون الافصاح عن الجهة المعنية لطلب الموافقة هل هي امريكية ام اسرائيلية.
ان عمليات الانزال الجوية الاردنية والفرنسية وقوافل المساعدات من الامم المتحدة وعن طريق الساحل ادت الى تجمع بشري كثيف على الشاطئ وصاروا هدفاً مكشوفاً لنبران القوات الاسرائيلية واصبحوا اهدافاً لقناصي الجيش الاسرائيلي ورشاشات الدبابات الاسرائيلية.
واسفرت عمليات اطلاق النار الاسرائيلية على المواطنين الفلسطينيين العزل الذين طلب منهم التوجه للشاطئ لتلقي المعونات الى اكثر من ٢٠٠ شهيد واكثر من الف جريح.
كما اعلن ان بلجيكا والولايات المتحدة ستنضم الى حملة انزال المواد الغذائية لشمال قطاع غزة الى جانب الاردن وفرنسا .
ان السؤال لماذا الانزال الجوي وليس السماح بدخول المواد الغذائية والطبية والمياه من المعابر المخصصة ورفح من خلال القوافل الارضية اذا كانت النوايا صادقة.
ان التنسيق الامني بين الولايات المتحدة ومصر والاردن واسرائيل والسلطة الفلسطينية قائم وعلى قدم وساق منذ اللحظة الاولى للهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة.
لقد قررت دول حلف شرم الشيخ منع حركة المقاومة الاسلامية ومعها كل فصائل المقاومة في غزة من قطف ثمار انتصارها على القوات الاسرائيلية يوم السابع من اوكتوبر ٢٠٢٣. ان انتصار المقاومة كان له وقع الصاعقة على الولايات المتحدة وحلف الناتو ودول الطوق العربية انتاج سايكس بيكو مما دفعها الى تطويق غزة ومنع اي انتصار لحماس كما طلب الرئيس الامريكي ذلك وحذر بايدن اي دولة او هيئة من الحديث عن انتصار حماس وهذا ان دل على شيء يدل على ان الكيان الصهيوني ووجوده كدولة اصبح في حكم الزوال وما هي الا مسألة وقت.
ان الحشود الامريكية والاوروبية العسكرية لدعم اسرائيل وحمايتها في ارتكاب المجازر في قطاع غزة ومنع اي مؤسسة اممية من التدخل لوقف الحرب اذ استخدمت الولايات المتحدة حق النقض الفيتو ثلاث مرات لمنع وقف اطلاق النار ووقف المجازر في قطاع غزة.
ان الولايات المتحدة بقرارها القاء مساعدات لسكان قطاع غزة الجوعى والمرضى والعطشى لا يمكن ان تغطي آثار القنابل الامريكية التي لا زالت تتساقط على قطاع غزة منذ السابع من اوكتوبر والى يومنا هذا.
هل مطلوب من الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ان يتقدم بالشكر والعرفان لمن يوغل في قتلهم وتدمير مدنهم وبلداتهم وقتل وجرح اكثر من مائة الف منهم.
ًًهل تقديم قطع البسكويت ما كان ينتظره الفلسطينيون بعد خمسة اشهر من القتل والتدمير والحصار والتجويع.
أهذا ما ينتظره الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية من ذلك التحالف المعادي لكل طموحات الشعب الفلسطيني وفي محافل العقبة الاردنية وشرم الشيخ المصرية وباريس الفرنسية والدوحة القطريةوالقاهرة مؤخراً.
ان رحلات الصيد البشري وقصف الطيران والحصار والدمار الذي شهده العالم في قطاع غزة واستنكره لم يرى في التاريخ الحديث مثيلاً له .
لن تنتهي مسرحية جريمة العم سام فوق غزة بالقاء المعونات والمساعدات وقبلها القذائف والصواريخ والقنابل التي كانت تزن طن وطنين من المتفجرات مشهد لا يقبله عقل بشري ولن يمر بلا عقاب.
كان على الرئيس الامريكي ان يدعوا قادة دول حلف الناتو لمشاركته في القاء حزم البسكويت على قطاع غزة بدل قنابلهم والسكوت على الجرائم الاسرائيلية التي ارتكبها في قطاع غزة.
ان الشعب الفلسطيني الذي قاوم الاحتلال الانجليزي لفلسطين والصهيوني منذ عام ١٩٤٨ قد بدأ حرب التحرير يوم السابع من اوكتوبر ٢٠٢٣ وكانت طوفاناً بمعنى الطوفان الذي قلب كل المعادلات العسكرية والسياسية وهزم دولة اسرائيل ولاول مرة في تاريخ حروبها ومنذ تاسيسها وهذا ما ارعب امريكا وحلفائها.
ان السابع من اوكتوبر سيبقى يوماً يخلده التاريخ وفي ذاكرة شعوب الارض لقوات فلسطينية دون مستوى التسليح والمعدات العسكرية هزمت اقوى جيش في الشرق الاوسط والرابع عالمياً حسب الترتيب العسكري ومعه كل جيوش اوروبا الغربية وامريكا ومع حصار عربي واغلاق الحدود ومنع الماء والغذاء والدواء.
