هذه فلسطين الدين والتاريخ والحضارة وبدء الخليقة فيها منذ نزول سيدنا آدم وحمل السيدة مريم عليها السلام بالسيد عيسى نبي الله في رحمها بدون أب ويخاطب العالمين وهو في رحمها. هذه فلسطين رحم هذا العالم وعاد اليه كل من حكم وطغى ليموت فيها وتكون نهاية حكمه وظلمه فيها.
وما بني صهيون والغرب اللامسيحي الوثني الا وستكون نهايتهم ومشروعهم الا في فلسطين وهذا وعد الله لنا وللمسلمين.
الولايات المتحدة الامريكية الاقوى دولة في هذا العالم عسكرياً واقتصادياً تهاجم قطاع غزة منذ تسعة اشهر واهله ومساحته لا تعادل مساحة عشر مساحة العاصمة الامريكية. وتقول على لسان وزير خارجيتها انثوني بلنكن في قطر اليوم ٢٠٢٤/٦/١٢ لن نسمح لحماس ان تقرر مصير المنطقة رداً على تصريحات يحي السنوار رئيس حركة حماس.
ما اجمل هذا الرجل السنوار الذي ولد من رحم فلسطين وتربى وترعرع فيها وعلى عذاباتها على ايدي المحتلين الصهاينة لمدة ٢٢ عاماً في اقبية زنازينها واليوم يقف ويتحدى جلاديه وجلادي الشعب الفلسطيني وقتلته ويقول ستركعون امامي واقرر مصيركم.
ما اشبه اليوم بالامس القريب عندما واجه صلاح الدين حشود الصليبيين آنذاك ومعهم كل الذين خانوا دينهم وتحالفوا مع الصليبيين ضد صلاح الدين ذلك القائد المسلم الذي حمل سيفه واتجه الى بيت المقدس ولم يعيد سيفه الى غمده الا بعد ان حررها وارض المسلمين من الغرب المسيحي الذي حمل الصليب الخشبي.
فلسطين ولادة ونسائها ولادات للبشرية رجالاً يقيموا العدل ويحرروا شعبهم والشعوب العربية والاسلامية وهذه رسالتهم.
يسقط شهيد في قطاع غزة ويلد الف بطل في نفس اليوم ليكملوا مسيرة ذلك الشهيد.
تودع نساء فلسطين فلذات اكبادها الى القبور ولا تبكي الا بالزغاريد رافعة يدها الى السماء وتقول الحمد لله لك الحمد يارب ان تتقبل ابني او زوجي او اخي شهيداً عندك في جنانك العلى كما وعدت.
وتعود الاخت والام والعمة والخالة والجدة الى القيام بدورها في اعداد من بقي حياً ليكمل مسيرة العطاء في البناء والحرية.
ان الزير وجمجوم وحجازي ولدوا من ارحام فلسطين وعبد القادر الحسيني وسيل من الشهداء على مذبح قضية فلسطين منذ نهاية الحرب العالمية الاولى وهزيمة الخلافة الاسلامية.
ان لهم امهات واخوات وزوجات ولولاهن لما كانوا واصبحوا رجالاً وقادة واساطير.
ان عظمة المرأة الفلسطينية ودورها في اعداد الرجال المجاهدين لا يقل عن القتال في جبهة المعركة لان الام والاخت هما وطن.
ان ما نشاهده يومياً وعلى مدار تسعة اشهر من نضال وعذابات المرأة الفلسطينية وسقوطها شهيدة أو جريحة هو حافز واصرار على المضي في مسيرة التحرير وشهادة ان رحم فلسطين هو جهاد ونضال ولن يتوقف.
وكما قدمت امهات الشهداء القادة العظام في تاريخ فلسطين انجبت تلك الامهات قادة وقامات وطنية لتحمل مشعل الجهاد في فلسطين بلد الرباط الى يوم الدين فنساء فلسطين خير نساء الارض ورجالها من اخيار رجال الارض وشهدائها ارفع منزلة عند الله وعزز ذلك الآيات القرآنية وأحاديث الرسول صل الله عليه وسلم عن آخر الزمان والارض المقدسة فلسطين وقيام الخلافة الراشدة المهدية فيها بتحرير الاقصى.
هنيئاً لكل أم وأخت وبنت وجدة وعمة وخالة فلسطينية ولن يرقى لمراتبكن ومنازلكن نساء اخرى في الارض الا من سبق من الانبياء والمرسلين والصحابة وآل بيوتهم ومريم العذراء ام المسيح عيسى عليه السلام وآل بيت رسول الله صل الله عليه وسلم.