كتب الدكتور عبد الحميد سالم العواودة (ابو الفتوح) استاذ العلاقات الدولية والقانون الدولي والمحاضر في الجامعات الامريكية / مؤسس وكالة الانباء الفلسطينية وفا وناطق ومستشار للرئيس الفلسطيني الشهيد ياسر عرفات
بدأت المبارزة بين مرشحي الرئاسة الامريكية الصهيوني جوزيف بايدن الذي وصف نفسه بذلك وتعلقه بوجود دولة اسرائيل كما كان والده. ودونالد ترامب الذي يصف نفسه الراعي والحامي لدولة اسرائيل ويفتخر باعلان اعتبار القدس عاصمة لاسرائيل ونقل السفارة الامريكية للقدس المحتلة واختيار موقعها.
فمنذ اللحظة الاولى لهجوم القوات الفلسطينية من قطاع غزة على المستوطنات الاسرائيلية ومواقع الجيش الاسرائيلي يوم السابع من اوكتوبر ٢٠٢٣ واحتلال وتدمير العديد من المواقع الاسرائيلية والمستوطنات واسر المئات من المستوطنين والقوات الاسرائيلية من مختلف الرتب العسكرية : اعلنت الولايات المتحدة الامريكية وثمانية دول اوروبية الحرب على قطاع غزة الفلسطيني وارسلت اساطيلها البحرية الى اسرائيل لحمايتها والدفاع عنها.
وارسلت قوات مشاة لتعزيز المواقع الاسرائيلية الى حين استدعاء الاحتياط من الجيش الاسرائيلي واعداده وتسليحه لبدء الهجوم على قطاع غزة كما اعلن جوزيف بايدن بكل وضوح وصراحه في امره الى بنيامين نتنياهو ” اذهب ودمرهم واقتلهم وامسحهم عن الوجود” نعم هذا كان فحوى طلب بايدن من نتنياهو. وجاء الى تل ابيب مباشرة الى غرفة العمليات العسكرية في وزارة الدفاع الاسرائيلية بتل ابيب وترأس اول اجتماع عسكري اسرائيلي امريكي مشترك لخوض حرب قطاع غزة وتدميره.
وتشارك القيادة المركزية الوسطى للجيش الامريكي في ادارة المعارك والهجمات الاسرائيلية على قطاع غزة والى يومنا هذا رغم ما يذرف من دموع التماسيح من بايدن وادارته تحت مشاعرهم الانسانية للخسائر البشرية الفلسطينية في هذه الحرب التي ستدخل شهرها السابع دون توقف.
ان القوة الاعظم والاولى في العالم والدولة الرابعة في العالم تسليحاً وقوة عسكرية كما يقول المركز الاستراتيجي بلندن لم تستطيعا هزيمة حفنة من المقاتلين الفلسطينيين رغم فارق القوة والامكانات لسبب واحد يفتقر اليه الجيشان الامريكي والاسرائيلي وهو (العقيدة ).
ان حسابات تلك القوتين كم يملكان من الدبابات والطائرات والاسلحة التدميرية والجنود ولكن كل تلك الحسابات قد قلبت رأساً على عقب باصرار المقاتل المجاهد الفلسطيني وثباته في ارض المعركة والمواجهة ولم يفر او يتراجع او ينسحب كما فعل غيره من جيوش عربية امام اسرائيل .
ان ذلك لم يكن في حسبان القيادتين الامريكية والاسرائيلية لان جنودهما يفتقرا الى ارادة القتال والموت وهذا ما واجهوه في شوارع واحياء ومباني وخنادق قطاع غزة ولم تعد آلياتهم ودباباتهم قادرة على التقدم ولا طائراتهم قادرة على اسنادهم في ارض المعركة رغم الدمار الذي احدثته في مباني ومنشآت غزة وبنيتها التحتية.
لم يعهد الجيشان قتالاً اشبه بذلك القتال وكان لابد من تراجعهم وانسحابهم مرات عديدة وعجز الجيشين ورغم قدراتهما التدميرية على احراز تقدم سريع يحسم المعركة في ساعات وايام واسابيع وأشهر.
الانتخابات على الابواب يا بايدن ويا ترامب وماذا انتما فاعلين للخروج من ورطتكما ومأزق اسرائيل الذي دفعتموها للصعود الى اعلى قمة الشجرة ولا تحسن النزول الا بمساعدتكما وعجزكما عن ذلك.
لقد عطلت يا بايدن منظمة الامم المتحدة ووكالاتها السياسية والقانونية والانسانية ومنعتوها من التدخل الانساني الذي تتباكون عليه. لقد استخدمت الفيتو ثلاث مرات لحماية مشروعك الاستعماري كما افصحت وقلت انه لو لم تكن اسرائيل قد اوجدت لأوجدتها.
نعم هذا ما قلته ولن ينفعك كل الدمى المتحركة لكم في مصر وقطر والاردن ولندن وباريس والرياض وامارات ومشيخات الخليج ولا كل الدولارات التي تدفقت عليهم لأن ساعة الحقيقة قد ظهرت جلياً اسرائيل تحتل ارض فلسطين وانتم وكل اعوانكم لن تستطيعوا حمايتها وقد بدأ مشروعكم الاستعماري في الانهيار امامكم ولستم قادرين على انقاذه وما هو الا وقت لتصحوا انت او ترامب في بيتكم الابيض على خبر ارسال سفنكم لاجلاء مستوطنيكم وجنودكم من تلك الارض.
ان النكت التي تتبادلها مع نتنياهو حول مدينة رفح ودخولها واحتلالها ومراهناتكم اليومية على ذلك وترددكم في التوجه الى رفح وانتم اعجز من ان تحتلوا وتقهروا وتسيطروا على اي مدينة او مخيم او حي في قطاع غزة بعد.
ان الشعب الفلسطيني في اماكن تواجده في قطاع غزة او في مناطق اللجوء القسري في الدول المضيفة او في المهاجر او الضفة او في قلب فلسطين المحتلة أوعى واذكى من كل خزعبلاتكم ومحاولات تسويقككم لمخططاتكم البالية الجديدة القديمة لن يرحل ابناء فلسطين ولن يهاجروا الى اي بلد لا عربي ولا اجنبي يجب ان تفهم انت ونتنياهو ذلك والميدان امامنا اذا تستطيعون تحمل المزيد من الخسائر ولا اعتقد ان الجيش الاسرائيلي قادر على ذلك. اتحداكم نشر ارقام خسائركم البشرية العسكرية خلال الستة اشهر في قطاع غزة رغم عدم حسم المعركة بعد وباعترافكم بذلك.
نحن الفلسطينيون نطمح للشهادة في سبيل الله والذود عن الوطن والعرض فهل انتم اصحاب حق لتواصلوا الحرب كلا لستم وهذا سبب ترددكم وخسائركم البشرية غير القابلة للتعويض رغم استخدام المرتزقة. ولما لا الجندي المرتزق يتقاضى الفي دولار في الاسبوع الواحد لكن سفنهم امتلأت في شواطئ المتوسط وقد اضطريتم الى الاستعانة بهم من اوكرانيا.
ماذا انت فاعل يا بايدن هزيمة في اوكرانيا وتتكرر في قطاع غزة فهل من مغامرات جديدة تخطط لها للهروب للامام من ورطة غزة وتحتاج الى سبب لذلك كما هربت من اوكرانيا للدفاع عن اسرائيل ومعك كل دول اوروبا الغربية وحلفائكم حول العالم.
هل بقي في جعبتكم حيل اخرى كتايوان او ايران او كوريا ولا اعتقد ذلك لانك قد استنفذت كل شيء وستخسر الانتخابات امام ترامب ذلك المقامر طيلة حياته في المراهنات المالية والعقارية والملاكمة والمصارعة والنساء.
ولا اعتقد ان حظه في الشرق الاوسط عندنا في فلسطين سيزيد او سيقلل بالنسبة لنا فنحن في انتظارك كما كنا نقاتل بايدن ونتنياهو ستحل محل بايدن ولا جديد في موازين الصراع والهزيمة الحتمية لامريكا واسرائيل في المنطقة.
ان التحول في الرأي العام الامريكي والاوروبي وفي دول العالم حول المشروع الصهيوني واسرائيل سيصيب الولايات المتحدة بالعزلة السياسية والاقتصادية وبشكل ملحوظ ولم تعد كلمات المحرقة ومعاداة السامية اسلحة موجهة للسياسيين في اي بلد فقد كشف زيف هذه الادعاءات ولكن بثمن باهظ من دم ابناء الشعب الفلسطيني.
ان الشعب الفلسطيني لن يسامح اي دولة او اخ او صديق او حليف وقف مع العدوان وسانده حتى بالصمت اننا لانملك القنابل النووية لكننا نملك الحضارة الانسانية كلها من بداياتها والجميع يعرف ذلك.
ان فتح ميناء وانشاء قوات اممية في قطاع غزة ومهما تقدمت به الولايات المتحدة لن تعيد للشعب الفلسطيني ٤٠ الف شهيد الى الحياة ومفقود ولا علاج ١٢٠ الف جريح ومشرد من القنابل الامريكية التي امطرتها الطائرات الامريكية التي تحمل العلم الاسرائيلي وتدمير ٧٠٪ من مباني قطاع غزة ومستشفياتها ومدارسها وطرقها والحضارة الانسانية الفلسطينية في قطاع غزة .
ان قطاع غزة ليس الغرب الامريكي وارض الكاوبوي بل هو من فلسطين التي اعطت هذا العالم كله الحضارة والانسانية وتواريخها في مختلف صقاع الارض يا جوزيف بايدن ويا دونالد ترامب .