القاهرة – رندة نبيل رفعت
في ظل الأوضاع المتوترة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، وبعد سنوات من الصراع والمعاناة الإنسانية، جاء اجتماع القاهرة على مستوى وزراء الخارجية ليمثل بارقة أمل جديدة نحو تحقيق السلام وإعادة إعمار قطاع غزة.
بدعوة من جمهورية مصر العربية، اجتمعت يوم 1 فبراير 2025 كل من المملكة الأردنية الهاشمية، دولة الإمارات العربية المتحدة، المملكة العربية السعودية، دولة قطر، بالإضافة إلى ممثلي منظمة التحرير الفلسطينية وجامعة الدول العربية، لتخرج بتوصيات وإعلانات مشتركة تُعَد خطوة مهمة على طريق حل الأزمة الفلسطينية وإحلال السلام في المنطقة.
وقف إطلاق النار ودور الوساطة الدولية أولى النقاط التي تم الاتفاق عليها في الاجتماع كانت الترحيب بوقف إطلاق النار في غزة وتبادل الرهائن والمحتجزين، وهي خطوة تمت بفضل الجهود الدبلوماسية المكثفة التي قادتها مصر وقطر، بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية.
هذا الاتفاق يُعَد إنجازاً مهماً في ظل التصعيد العسكري الأخير الذي شهدته المنطقة، والذي أدى إلى خسائر بشرية ومادية جسيمة.
كما أكد المجتمعون على أهمية استمرار وقف إطلاق النار وضمان تنفيذ الاتفاق بكامل بنوده، بما يسمح بوصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة وإعادة إعماره.
إعادة إعمار غزة: تحديات وآمال أحد المحاور الرئيسية التي ركز عليها الاجتماع كان إعادة إعمار قطاع غزة، الذي دُمر بشكل كبير بسبب العدوان الإسرائيلي الأخير.
تم التأكيد على ضرورة تضافر جهود المجتمع الدولي لتنفيذ عملية إعادة إعمار شاملة بأسرع وقت ممكن، بما يضمن بقاء الفلسطينيين على أرضهم وتحسين أوضاعهم المعيشية.
كما تمت الدعوة إلى عقد مؤتمر دولي لإعادة إعمار غزة، تستضيفه مصر بالتعاون مع الأمم المتحدة، وهو ما يُعَد خطوة مهمة نحو تعزيز التعاون الدولي في هذا الصدد.
دعم وكالة الأونروا وحقوق الفلسطينيين أكد المجتمعون على الدور المحوري لوكالة غوث وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا)، ورفضوا أي محاولات لتقليص دورها أو تجاوزها.
كما تم التأكيد على دعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وفقاً للقانون الدولي، ورفض أي محاولات للاستيطان أو تهجير الفلسطينيين من أراضيهم.
هذه التصريحات تُعَد تأكيداً على التزام الدول العربية بحماية حقوق الفلسطينيين ودعم صمودهم في وجه التحديات التي تواجههم.
حل الدولتين: الطريق الوحيد للسلام في إطار السعي لتحقيق السلام العادل والشامل، أكد المجتمعون على أهمية تنفيذ حل الدولتين كمسار وحيد لإنهاء الصراع في المنطقة.
تمت الدعوة إلى بدء التنفيذ الفعلي لهذا الحل، بما يضمن تجسيد الدولة الفلسطينية على كامل ترابها الوطني، مع وحدة قطاع غزة والضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية.
كما تمت الإشادة بجهود التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين، والمؤتمر الدولي المقرر عقده في يونيو 2025 برئاسة المملكة العربية السعودية وفرنسا، والذي يُعَد فرصة تاريخية لتحقيق تسوية عادلة للقضية الفلسطينية.
نحو مستقبل أكثر استقراراً اجتماع القاهرة يمثل خطوة مهمة على طريق تحقيق السلام في الشرق الأوسط، حيث جمع بين الدول العربية والفلسطينيين والمجتمع الدولي لبحث سبل إنهاء الصراع وإعادة إعمار غزة.
التوصيات التي خرج بها الاجتماع تُعَد إطاراً عملياً لتحقيق هذه الأهداف، لكن التحدي الأكبر يبقى في تنفيذ هذه التوصيات على أرض الواقع.
في ظل التزام الدول العربية والمجتمع الدولي، يمكن أن يكون هذا الاجتماع بداية لمرحلة جديدة من الاستقرار والسلام في المنطقة، شرط أن تترجم الكلمات إلى أفعال ملموسة تعود بالفائدة على الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة بأكملها.
هذا ما يعكس الأهمية الاستراتيجية لاجتماع القاهرة، ويبرز الجهود الدبلوماسية العربية والدولية لتحقيق السلام وإعادة إعمار غزة، مع التأكيد على ضرورة تنفيذ الحلول العادلة والدائمة للقضية الفلسطينية.