اقتحمت الشرطة الإسرائيلية مجمع المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة قبيل فجر الأربعاء لتخلي فلسطينيين قالت إنهم تحصنوا داخله، الأمر الذي أدى إلى اندلاع اشتباكات بين الشرطة وعشرات المصلين الفلسطينيين الذين تحصنوا داخل المسجد.وقالت الشرطة إنها نفذت عملية الاقتحام بعد أن تحصن من وصفتهم بـ”المحرضين” داخل المسجد وقاموا برشق الشرطة بالمفرقعات النارية والعصي والحجارة.وأضافت في بيان لها بأنها “اعتقلت وأبعدت أكثر من 350 شخصا تحصنوا بعنف” داخل المسجد الذي يقع في البلدة القديمة من القدس.وقد دخل العشرات من الزوار اليهود الأربعاء إلى باحات المسجد الأقصى، في أول أيام عيد الفصح اليهودي، تحت حراسة مشددة من الشرطة الإسرائيلية.وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية في مدينة القدس إن اليهود دخلوا إلى الأقصى على شكل مجموعات، تضم كل واحدة منها 50 شخصا، ونفذوا جولات في ساحات الحرم، وتلقوا شروحا عن “الهيكل”، وأدوا طقوسا تلمودية في الجهة الشرقية من الساحات وقبالة قبة الصخرة، قبل أن يغادروا المكان من جهة باب السلسلة.وتوالت ردود الفعل الدولية والعربية على اقتحام قوات الشرطة الإسرائيلية لحرم المسجد الأقصى والاشتباكات التي اندلعت بعد ذلك بين الشرطة وعشرات الفلسطينيين، والتي تراوحت بين التعبير عن القلق والإدانة.وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الوضع نجم عن قيام من وصفهم بـ “المتطرفين” بالتحصن داخل المسجد وبحوزتهم أسلحة وحجارة ومفرقعات نارية.وقال في بيان إن “إسرائيل ملتزمة بالحفاظ على حرية العبادة وبالدخول الحر لجميع الديانات وعلى الوضع الراهن في جبل الهيكل، ولن تسمح للمتطرفين العنيفين بتغيير ذلك”.وقالت مصادر فلسطينية إن 14 شخصا أصيبوا بعد أن استخدمت الشرطة قنابل الصوت والرصاص المطاطي لإخلاء المجموعة المتحصنة.وأطلقت تسعة صواريخ على الأقل من قطاع غزة في وقت لاحق على إسرائيل، وسمع دوي صفارات الإنذار بالقرب من سديروت.وقال الجيش الاسرائيلي إنه اعترض خمسة صواريخ و”سقطت أربعة أخرى في مناطق مفتوحةولم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن إطلاق النار حتى الآن، لكن يعتقد أن حركة حماس وافقت على إطلاق النار.ومع ذلك، لم تعلن حماس ولا حركة الجهاد الإسلامي المدعومة من إيران مسؤوليتها عن الهجمات، التي تبنتها بدلاً من ذلك الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ولجنة المقاومة الشعبية.ويقول الجيش الإسرائيلي إنه يحمل حماس المسؤولية عن جميع الهجمات من غزة.وحذر نائب رئيس حركة حماس صالح العاروري من أن “الاعتداء على المقدسات الإسلامية سيكون له ثمن باهظ، وسنحرق الأرض تحت أقدامهم (الإسرائيليين)”.وقال الجيش الإسرائيلي في وقت لاحق إن طائراته الحربية استهدفت مواقع النشطاء.كيف بدأت الاشتباكات؟بدأت الاشتباكات في القدس الشرقية المحتلة بعد أن تحصن عدد من المصلين الفلسطينيين في المسجد بعد صلاة التراويح.وتظهر اللقطات التي صورت من داخل المسجد المفرقعات النارية التي أطلقها متحصنون.وقالت الشرطة الإسرائيلية إن المتحصنين رشقوها بالحجارة، مما أدى إلى إصابة ضابطي شرطة.ويظهر مقطع فيديو آخر أفراد الشرطة الإسرائيلية وهم يضربون فلسطينيين بالعصي.وقال الهلال الأحمر الفلسطيني في وقت لاحق إن القوات الإسرائيلية منعت مسعفيه من الوصول إلى المسجد.وكان نشطاء فلسطينيون قد دعوا في وقت سابق المسلمين إلى التحصن في المسجد وحمايته بعد ورود تقارير تفيد بأن المصلين اليهود يريدون ذبح قرابين من الماعز في الحرم بمناسبة عيد الفصح الذي يبدأ الأربعاء.ودعت حماس الفلسطينيين في الضفة الغربية إلى “التوجه جماعيا للمسجد الأقصى للدفاع عنه”.ونقلت وكالة رويترز عن شاهد عيان يدعى فهمي عباس، وهو أحد المصلين في المسجد قوله إن الشرطة أطلقت “في ساحة الجزء الشرقي من المجمع الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية، إن المشهد لا أستطيع وصفه”.وأضاف: “اقتحمت الشرطة داخل المسجد وبدأت في ضرب الجميع. واحتجزوا الناس ووضعوا الشباب على الأرض واستمروا في ضربهم”.أما الشرطة الإسرائيلية فقالت: “بعد العديد من المحاولات المستمرة لإزاحة أفراد من المسجد باستخدام الحوار، اضطرت الشرطة إلى دخول المجمع لإخراج الأفراد”.وأضاف بيان الشرطة “تعرض أفراد الشرطة طوال فترة وجودهم في المجمع، إلى إلقاء الحجارة وتفجير العديد من المفرقعات النارية داخل المسجد على يد العديد من المخالفين للقانون ومثيري الشغب”.وأفادت الشرطة بإصابة اثنين من أفرادها.وقال وزير الأمن القومي المتشدد ايتمار بن غفير في بيان “أدت الشرطة عملا جيدا”.وكان الآلاف من المصلين الفلسطينيين قد قضوا ليل الثلاثاء في مجمع المسجد، وسط مخاوف من اشتباكات محتملة مع زوار يهود للموقع، الذي يقدسونه والذي يقولون إنه جبل الهيكل، موقع المعبدين القديمين لليهودية.وبموجب ترتيب “الوضع الراهن” الطويل الأمد الذي يحكم المنطقة، الذي تقول إسرائيل إنها تحافظ عليه، يمكن لغير المسلمين زيارة المنطقة ولكن يُسمح فقط للمسلمين بالصلاة في مجمع المسجد.ولكن الزوار اليهود بدأوا في أداء الصلاة بصورة متزايدة بشكل علني في الموقع في تحد للقواعد.وقد تصاعد التوتر في بداية هذا العام بين الجانبين وأودى الصراع بحياة أكثر من 90 فلسطينيا و15 إسرائيليا.وشهد مجمع الحرم الشريف في البلدة القديمة في القدس الشرقية المحتلة، اشتباكات وأحداث عنف بين الفلسطينيين والإسرائيليين، لا سيما خلال شهر رمضان، الذي يجتذب عشرات الآلاف من المصلين إلى الأقصى.وتأتي أحداث العنف الجديدة في منتصف شهر رمضان تقريبا في الوقت الذي يستعد فيه اليهود للاحتفال بعيد الفصح اعتبارا من مساء الأربعاء.ولا تزال إسرائيل تعاني من أسابيع من التوتر الداخلي بشأن خطط رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المتنازع عليها بشدة لكبح سلطات المحكمة العليا، وزادت الاشتباكات الجو السياسي المحموم بالفعل حدة.وخلال العام الماضي نفذت القوات الإسرائيلية آلاف الاعتقالات في الضفة الغربية وقتلت أكثر من 250 فلسطينيًا، بينما قُتل أكثر من 40 إسرائيليا وثلاثة أوكرانيين في هجمات فلسطينية.
- وفاة الفنان عادل الفار
- عطرك من برجك
- ابو الغيط يستنكر استخدام الولايات المتحدة للفيتو لمنع وقف اطلاق النار في غزة
- اتفاقية تنظيم نقل البضائع على الطرق البرية بين الدول العربية
- وزيرة التضامن الاجتماعي تستقبل سفير دولة قطر بالقاهرة ووفداً من هيئة تنظيم الأعمال الخيرية وجمعية قطر الخيرية لبحث التعاون في عدد من المجالات التنموية