الرباط – رندة نبيل رفعت
تحوَّل المغرب إلى ورشة عمل عملاقة تستعد لاستضافة أضخم حدثين رياضيين في تاريخه: كأس أمم إفريقيا 2025، وكأس العالم 2030 (بالشراكة مع إسبانيا والبرتغال).
بقيادة الملك محمد السادس، تُعيد المملكة كتابة خريطة الرياضة العالمية، مُثبتةً أن إفريقيا قادرة على تنظيم نسخٍ استثنائية تُحفَر في الذاكرة.
دعم ملكي: وراء كل إنجاز عظيم “رؤية ملك”
- الاستثمار في الرياضة: جعل الملك محمد السادس من الرياضة ركيزةً لتنمية المغرب، عبر:
- تأسيس أكاديمية محمد السادس لكرة القدم (مصنع النجوم العالميين مثل حكيمي وعوني).
- تطوير 9 ملاعب عالمية في 6 مدن (الرباط، الدار البيضاء، مراكش، طنجة، فاس، أكادير).
- بناء شراكات مع الاتحادين الإفريقي (كاف) والدولي (فيفا).
- توجيهات ملكية مباشرة: يشرف الملك شخصيًا على ملف الاستعدادات، ويُوصي بـ “تنظيم يُرفع له القبعة”.
أصدر المغرب وثيقة استثمار غير مسبوقة لتجهيز الملاعب والمدن وفق أعلى المعايير:
- الملاعب العملاقة:
- طنجة: الملعب الأكبر بسعة 75,600 متفرج (منافس لملاعب أوروبا).
- الرباط: مركب الأمير مولاي عبد الله (69,500 مقعد).
- مراكش وأكادير: ملاعب تتجاوز سعتها 40 ألف مقعد.
- بنية مساندة:
- تطوير شبكات النقل السريع (القطار فائق السرعة، المترو، الطرق السيارة).
- تعزيز الطاقة الاستيعابية للفنادق بـ 50 ألف سرير إضافي.
- رقمنة الخدمات عبر منصة “يالا” (حجز التذاكر، التأشيرات، الإقامة، النقل).
منصة “يالا”: ثورة تكنولوجية في خدمة الجماهير
لأول مرة في تاريخ البطولات الإفريقية، يُطلق المغرب تطبيقًا ذكيًّا يوفر:
- بطاقة المشجع (FAN ID): ضرورية لدخول الملاعب، وتُجنب التزوير.
- حجز متكامل: من تذكرة المباراة إلى غرفة الفندق بثلاث نقرات.
- معلومات آنية: عن مواعيد المباريات، المواصلات، والمعالم السياحية.
كأس العالم 2030: إشعاع عربي-إفريقي تاريخي
ستكون نسخة 2030 أول كأس عالم تُستضاف في ثلاث قارات (إفريقيا، أوروبا، أمريكا الجنوبية)، لكن المغرب يحصد الأضواء بسبب:
- الجاهزية المبكرة: يتوقع حسن خربوش (مدير مركب محمد السادس الرياضي) الانتهاء من كل الاستعدادات قبل 2028.
- إرث اقتصادي ضخم:
- إنعاش السياحة (استهداف 30 مليون سائح سنويًّا).
- توفير 50 ألف فرصة عمل مباشرة.
- تعزيز البنية الصحية والطرق.
كأس إفريقيا 2025: بروفة العرس الكبير
ستكون البطولة الإفريقية اختبارًا حقيقيًّا قبل كأس العالم، وقد أكد حسن خربوش في لقائه مع الوفد الصحفي المصري:
- الملاعب جاهزة بنسبة 90%، والتحدي الأكبر هو “تنظيم نسخة تُعبِّر عن روح إفريقيا”.
- الفنادق الفاخرة: أعلنت اللجنة المنظمة عن قائمة تضم 120 فندقًا من فئة 4 و5 نجوم لاستضافة المنتخبات.
المغرب يكتب فصلاً جديدًا في تاريخ الرياضة
“نحن لا نستضيف أحداثًا رياضية.. نصنع إرثًا!” هكذا لخَّص خربوش فلسفة المغرب.
بعيدًا عن الملاعب، تُكرس المملكة نفسها عاصمة للإرادة الإفريقية، حيث يُحكى للعالم أن إفريقيا قادرةٌ على الإبهار حين تُمنح الفرصة.
بحلول 2030، سيتذكر العالم أن الكرة لم تُولد في إنجلترا.. بل وُلدت من جديد في أرض الملوك.
المغرب هو أول دولة عربية وإفريقية تستضيف كأس العالم (بالشراكة)، ليصبح نموذجًا يُدرس في الجمع بين الأصالة والحداثة، الرياضة والاقتصاد، الإرث الملكي والطموح الشعبي.
