Search
Close this search box.
Search
Close this search box.

حرب اهلية فلسطينية

كتب الدكتور عبد الحميد سالم العواودة ( ابو الفتوح) استاذ العلاقات الدولية والقانون الدولي في الجامعات الامريكية :-


زار وزير الدفاع الاسرائيلي واشنطن في ٢٣ آب لعدة ايام بناء على استدعاء وزير الدفاع الامريكي له وليس زيارة رسمية وبعناوين دبلوماسية بل استدعاء ضابط امريكي لأحد الضباط الآخرين في الجيش الامريكي الاسرائيلي لمناقشة مراحل الحرب الاسرائيلية في قطاع غزة وما بعد اجتياح رفح.


وطلبت الولايات المتحدة من مصر والاردن والامارات والبحرين والمغرب تجهيز وحدات عسكرية عربية تحت اشراف الجيش الامريكي الاسرائيلي لدخول غزة لحفظ الامن داخل القطاع في اعقاب الاتفاق الامريكي الاسرائيلي بغطاء قرار مجلس الامن والقاء اللوم على ما يرددوه على (حماس).


هل قضية فلسطين بدأت في السابع من اوكتوبر عام ٢٠٢٣ ام عام ١٩٤٨ وهذا ما يريدون تسويقه للعالم بان الفلسطينيين ( الارهابيين) من حماس هاجموا اسرائيل وقتلوا وجرحوا واسروا في هجومهم باوكتوبر ولن يذكروا اي امتداد للقضية الللسطينية او حصار غزة او منع الماء والدواء والغذاء عن القطاع لمدة ١٧ عاماً.


لن يذكروا ذلك واعتقدوا ان العالم وشعوبه ذاكرتهم نسيت الجرائم التي ارتكبها الاحتلال الاسرائيلي في ثلاث مراحل من عام ١٩١٧-١٩٤٨ ومن عام ١٩٤٨ – الى عام ١٩٦٧ ومن عام ١٩٦٧ – الى يومنا هذا والعدوان والقتل والتشريد والتهجير والحصار لا زال قائم ومستمر.


لا تريد اسرائيل ولا الولايات المتحدة ومعها اوروبا الغربية وحلفائهم في القارات الخمس فتح الملف الفلسطيني كاملاً والحديث عنه وحصره فقط في هجوم السابع من اوكتوبر على اسرائيل . ان اسرائيل ومعها الغرب المسيحي يريدون شطب ذلك الحدث من التاريخ ومن التاريخ الاسرائيلي الذي سيتحدث عن هزيمتهم على يد الفلسطينيين ولاول مرة منذ انشاؤا دولة الاحتلال في فلسطين وتولى رعايتها الغرب الصليبي.


لقد دولت امريكا الهجوم الفلسطيني على اسرائيل التي تحتل ارضهم ولا تريد لنفس المستوى من التدويل لقضية الشعب الفلسطيني.

هذه هي العولمة الغربية الامبريالية باوضح صورة لها حشد العالم الغربي الرأسمالي خلف اسرائيل بدعوى ان هزيمة اسرائيل هي نهاية المشروع الاستعماري الاستيطاني في فلسطين ويجب الدفاع عنه كما جرى الدفاع عن اوكرانيا.

ان النظام الغربي السائد يجسد هذه العولمة التي يفهمها الرأس الامريكي لهذا العالم الذي يحكمه ويتقاضى الخوة من كل اعضاء مزارعه وبرعاية الامم المتحدة من خلال البنك الدولي ومنظمة النقد الدولية.


لقد تمردت مزرعة قطاع غزة على هذا النظام العالمي ولا بد من معاقبته عسكزياً واقتصادياً ومالياً وحصاراً رغم انه تمرد على الناطور السابق محمود عباس عام ٢٠٠٧. ذلك التمرد لم يعيروا له اهتماماً بسبب صراع القبضايات من المافيا المحلية كما تفهم امريكا ادارة الصراعات في القارات الخمس ودولها.


لكن التمرد الغزي غير المألوف والمدروس وخارج نطاق سيطرة السوبر كمبيوتر الامريكي وجه لطمة وضربة لرأس وانف العم سام الذي يحكم هذا العالم وسبب له نزيف في الانف وكسر في الجمجمة وافقده الوعي والتوازن لبعض الوقت .


ان الحرب الطاحنة التي تشنها امريكا عبر وكيلها اسرائيل على قطاع غزة وتستخدم فيها مختلف الاسلحة المحللة والمحرمة دولياً والمعروفة وغير المعروفة للبشرية والثقيلة منها والخفيفة حسب كمية القتل والتدمير بعنف او برحمة في القتل وكأن القتل انواع في نظرهم حسب اظهار رد الفعل.


ان الذي لطم الرأس الكبير عليه دفع الثمن حتى يتعلم غيره من قاطني المزارع الاخرى المنتشرة في القارات الخمس.


ان راس العم سام سقط على الارض بشدة ونهض والدماء تنزف من مختلف انحاء جسمه ويهدد ويتوعد بمسح قطاع غزة من الوجود وتهجير من بقي من اهلها. وقد رد بضرب وتدمير قطاع غزة والتي لا زلنا نعيش تلقي ضرباته.


لقد مضى تسعة أشهر على الحمل في قطاع غزة وظن العم سام ان المولود قادم حتى ولو بعملية قيصرية. لقد استدعى كل المشاهير من الجراحين في العالم ليحاولوا توليد القطاع وللاسف فقد تعسرت الولادة على الامريكيين والاوروبيين. وقد استعانت امريكا بالقابلة العربية القانونية لمراقبة الحامل لحين الولادة.


أليس كذلك يا سيسي مصر وعبد الله الاردن ومحمد بن سلمان السعودية والامارات والمغرب والبحرين يريدون خبرتكم في التوليد على الطريقة العربية. لكن لماذا طلبتم من محمود عباس تجهيز طاقمه الفني للمشاركة في ما يسمونه ما بعد الحرب في غزة وبالذات فتح والسلطة.


ان قطاع غزة ليس للبيع او المساومة او ايجاد البدائل بل لاصحابه المجاهدين الذين سطروا ملاحم التضحية والفداء والشرف والعزة كفلسطينيين وعلى طريق تحرير قدسهم والأقصى وسائر فلسطين وسيعلنون اجلاً ام عاجلاً الخلافة الاسلامية في القدس.

ان الطروح الامريكية ومشاريع خبرائهم العرب الصهاينة الذين باعوا انفسهم منذ زمن بعيد للمستعمر الأمريكي ويكتبون ويبحثون في معاهد واشنطن المملوكة للحركة الصهيونية التي توجه السياسة الخارجية الامريكية في الشرق الاوسط وتوفد المبعوثين الخبراء إلى المنطقة للترويج لمشاريعهم وخططهم ولا غرابة ان معظم المبعوثين الخاصين والسفراء الأمريكيين ووزراء الخارجية من انتاج هذه المؤسسات.

ان وزير خارجية امريكا و مستشار الامن القومي او المبعوث الخاص المتخصص في كل منطقة لا يقولون ولا ينفذون إلا ما يطلب منهم امريكياً وبما يخدم مصالح امريكا في المنطقة واسرائيل منها.

إن ما يقدمه انثوني بلنكن وجاك سوليفان واوكشتاين ووليامز بيرنز مدير وكالة المخابرات الأمريكية وجميعهم يهود وخريجي معاهد واشنطن عقدوا الاجتماعات تلو الاجتماعات في منطقة الشرق الأوسط مع عملائهم من رؤساء وملوك ووزراء وعسكريين وجربوا المشروع تلو المشروع من القتل والتدمير والتهجير والاغتيال في صفوف الشعب الفلسطيني واخيراً سلاح التجويع من اجل التطويع منذ السابع من اوكتوبر ٢٠٢٣.


ان دخول دول عربية معركة غزة هو تعريب للحرب ودعوتهم للسلطة الفلسطينية وفتح هو من اجل تأجيج حرب اهلية فلسطينية في قطاع غزة تحت ادارة أمريكية اسرائيلية.

ان الدمار والقتل في قطاع غزة على مدار تسعة اشهر كفيل بافشال كل المخططات الجديدة كما افشلت القديمة منها وقد ذاقت طعم الحب والحنان الامريكي خلال اشهر القتل من القنابل الامريكية المتنوعة في قطاع غزة.

Tags

Share this post

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك الان بنشرتنا الاخبارية ليصلك جميع الاخبار الحصرية فور حدوثها.

صحيفة عربية امريكية اسبوعية مستقلة تأسست عام 1990

Lorem ipsum dolor sit amet, consectetur adipiscing elit, sed do eiusmod tempor incididunt ut labore et dolore