تتحدى ملف النسيان وتعود دوما الى الحياة عملاقة لتشير الى الزمن والانسان الذي ينتمي الى ارض تشجن قلبه بالحياة .. وعلى بساط الذكريات نعود الى حضارة انسانية اسسها انسان اليمن السعيد ، الذي ترك ابداعات فنية وفنون اعمار تتميز بهندسة فريدة من نوعها ، لتظل اليمن عبر العصور تندثر بالاساطير والقصص التي تصور اختلاف الانتماءات من عادات تثير الاهتمامامال تلاوي ويظل هناك من يهيم دهشة وفخرا وسحرا في اثار مدينة مآرب التي كانت عاصمة لمملكة سبأ بما فيها من سد مأرب الذي شيد في القرن السابق قبل الميلاد ، الذي يعتبر من أعظم الاعمال الهندسية في العالم القديم ، اضافة الى بقايا المعابد الضخمة والقصور والأسوار ، التي تعتبر من اشهر مناطق اليمن الأثرية ، ومعبد بلقيس ، ملكة سبأ وابنة الهدهاد بن شرحبيل ، التي حكمت اليمن واتخذت من سبأ ( القرن العاشر قبل الميلاد- القرن الثالث قبل الميلاد ) قاعدة لملكها حيث تزوجت من سليمان بن داوود ، النبي الحكيم ، وقد ورد ذكرها في القرآن الكريم ، وهناك اثار الحضارة ومراكز الثقافة ، والبناء الذي كان من طراز اشتهرت به اليمن منذ مئات السنين وهو من اكثر الفنون شهرة ، خاصة في مدينة صنعاء التي اعتبرتها منظمة اليونسكو من اكثر المدن التي تمثل التراث الانساني العالمي ، كما ان اليمن تمثل كبار العلماء والقادة العسكريين من بينهم ، عبد الرحمن الغافقي ، والأشعث بن قيس ، والهمداني ، كما تعرضت الى الاحتلال العثماني عام 1538، وفي عام 1635 أي بعد حوالي مئة سنة تأسست دولة مركزية تحت سلطة الأثمة الزيدين واتخذوا من مدينة صنعاء عاصمة لهمناطحات السحاب اليمنيةالعمارة اليمنية تتبع الطبيعة هنا لتلاءم مع تغيير الجو وارتفاع او انخفاض درجات الحرارة اضافة الى الزخرفة التي تتميز بالاسلوب الاسلامي ، حيث يطل من البيت او العمارة من خلال جدرانها نوافذ صغيرة تحمل التزويق والزخرفة الجميلة وتقف ناطحات السحاب الطينية شامخة في صنعاء حيث يزيد عدد بيوتها القديمة عن 6500 منزل مبنية وفق طراز معماري اسلامي تمتد طابقا بعد طابق عموديا حيث تقع اجمل غرفة في اعلى طابق في المنزل وهي غرفة يطلق عليها اسم ( المفرج ) تطل على المناظر الخارجية ويجتمع فيها الرجال عند الانتهاء من اعمالهم كما ان اهم ما في البيت ايضا ( الحوش ) الذي يحتمي بجدران خارجية منغلقة على العالم ، هذا وتعتبر مدينة شبام ، التاريخية التي تعود الى القرن الثالث بعد الميلاد اول مدينة تم فيه بناء اول ناطحات السحاب في العالم ويبلغ عمرها حوالي خمسمائة سة وتعتبر من أروع المجموعات الاثرية في العالمالفولكور الشعبيما هو معروف عن اليمن انها تتمتع بثروة ضخمة من الفولكلور التي تعبر عن حياة الشعب اليمني وتتعدد باختلاف المناطق ونماذج الحياة ويتخذ اليمني من الغناء الفولكلور فنا خاصا به ، فالرجل يغني وهو يضرب ( بجمله ) عبر الصحراء ، والمزارع يغني وهو يسقي زرعه ويحصد ارضه ، كما تتميز كل منطقة بازياء وتقاليد شعبية تقتصر عليها من خلال الفنون وتأدية الرقصات والأغاني وهناك عادات اجتماعية خاصة بمراسيم الخطبة والزواج حيث تتعدى الاختلافات في التقاليد والفولكلور ، اذ ان كل قبيلة تحافظ على تقاليدها ، مما جعل الشعب اليمني من اكثر الشعوب محافظة على تقاليده وتراثه عبر العصورنقش الحناء يرتبك بالتقاليدوثاني مدينة في اليمن هي تعز التي تشتهر بسوق القات ووادي الذهب والمساجد البيضاء الثلاثة التي تم بناؤها خلال حكم الدولة الرسولية ( 1229 – 1454 ) ومسجد الاشرفية المتميز بمنارته وقد تم بناؤه في القرن الثالث عشر ، ثم قصر الامام احمد الذي تم تحويله الى متحف يحتوي على موجودات القصر نفسهوهناك مدينتا جبلة ، وأروى ، تقعان شمال تعز ، جبلة كانت عاصمة الدولة الصليحية اثناء حكم الملكة ( أروى ) التي شهدت اليمن في عهدها استقرارا ونهوضا ثقافيا وتسمى في كتب التاريخ ( مهرة ) نسبة الى مهرة بن حيدان او عمرو بن حيدان بن الحاف بن قضاعمة ، ويتكلم سكانها اللغة العربية والمهرية والشضحرية والسقطرية وهي لغات مشتقة من الحميرية وتعتبر هذه المحافظة مكانا لامتزاج الحضارات .تتميز ايضا اليمن بالحلى اليمنية وتقليد استخدام الحناء التي تعتبر مادة مباركة تستخدمها المرأة لصبغ شعرها ليزيده لمعانا وصحة وتألقا ، كما تستخدمها لرسم النقوش الدقيقة على كفيها وقدميها خلال مراسم الاعياد وحفلات الزواج … الطريف ، إن لكل رسم ونقش واشارة من الحناء يشير الى قصة او اسطورة او حكايةالخنجر ( الجنبية ) لاومكانة الرجلكذلك الامر بالنسبة للرجل اليمني الذي يحافظ على خصوصيته التراثية من خلال الالتزام بملبسه التقليدي حيث يستخدم الخنجر الذي يدل على منطقته وعشيرته ووضعه المادي والاجتماعي وعلامة على مكانته في القبيلة التي ينتمي اليها ، كما ان حمل الخنجر له ايضا معناه ، السادة مثلا يتمنطقون الخنجر في الجهة اليمنى ، بينما رجال القبائل يضعونه في الوسط اما اعلاها في التي يستخدم قرن الوحيد في صنع قبشاتها وهناك اسواق خاصة لصناعة الخناجر في مدينة صنعاء لان الزي الوطني لا يكتمل بدون التسلح بالخنجر (الجنبية) كمظهر للرجولة ومؤشرا الى مكانة حامله الاجتماعية مما يجعل له قيمة خاصة لصاحبها .. لان امتشاق الجنبية يبين استعداد حاملها لضروريات الحياة القبيلة التقليدية لتصبح جزءا من التاريخ القديم وشعارا وطنيا وطابعا اجتماعيا وضرورة بسبب الطبيعة الجبليةوالجنبية هي ذلك الخنجر المعقوف الذي يلتصق جرابه الخشبي – المكسو بجلد الماعز – بحزام من الجلد نفسه ، يلفه نسيج مزركش من الوان متعددة ، يأتزر به الفرجل اليمني فوق جلبابه الابيض وتحت صديرية لونها عادة يكون غامق – وتوجد ( سوق الجنابي ) الخناجر في منطقة قريبة من سوق باب اليمن ، حيث تباع منها الانواع المختلفة التي تختلف اسعارها حسب قيمتها ، فهناك المقبض الخشبي او المقبض من العاج او من قرن المزراف او القضبة المشغولة ، وابرز هذه الخناجر هي من النوع التقليدي المعقوف ويطلق عليه اسم ( عصيب) الذي يأتز به رجال القبائل فقي معظم انحاء اليمن ويعتبر جزءا من صاحبه لا يرتفع ولا يستعمل الا في رقصات البرع التي تعتبر ايضا جزءا من التقاليد الرجالية في التعبير عن الفخر او الفرح كما تعبر عن مهارة الذي يستعملها في المناسبات السعيدة عند الرقص ، حيث تفرض الاعراف والتقاليد ان لا يستعملها الرجل في المشاجرات ، ما يجدر ذكره ان المثقفين اليمنيين الذي يرتدون الازياء الاوروبية خلال اعماله اليومية يرتدون الزي الوطني ويمتشقون الجنبية في جلساتهم الخاصة وزيارتهم الاسرية خاصة في ايام العطلات حيث يحرص اليمني ان يظل محافظا على انتمائة من خلال العودة الى الجذوريعتبر سوق صنعاء اشهر سوق في اليمن على الاطلاق اذ يتم الدخول اليه عبر باب اليمن من سور المدينة العتيقة ، السوق الذي كان مزدهرا قبل مجيء الاسلام ، لهذا السوق تقاليد خاص اهمها منع الاقتتال داخله كما السرقة محرمة وهناك تترك البضائع ليلا بحراسة شيخ الليل الذي يقوم على سلامة البضائعرحلة الى عالم يحملنا عبر ذكريات الى ماض قد يكون فيه ما يثري الفكر من معلومات اصبح الانسان منا في امس الحاجة اليها في هذا الزمن
- كريم بدوي : الوزارة حريصة على التوسع فى مشروعات تحسين كفاءة استهلاك الطاقة
- لافروف مايطرحه الغرب من ربط المساعدات لسوريا بطرد روسيا “وقاحة لامثيل لها”
- قطر تدين بأشد العبارات اقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي المسجد الأقصى
- الجامعة العربية تحذر من إشعال الفتنة في سوريا وترفض التصريحات الإيرانية المُزعزعة للسلم الأهلي
- سفير روسيا بالقاهرة: سعداء بانضمام مصر للبريكس عام 2024