كتب الدكتور عبد الحميد سالم العواودة (ابو الفتوح ) المحرر السياسي لوكالة الانباء الفلسطينية وفا:-
وهذا حالنا إذا كنا نعتقد ان الرؤساء الأمريكيين منذ عهد ترومان الذي اعترف بدولة إسرائيل ورعاها إلى يومنا هذا يختلفون عن بعضهم البعض في سياستهم تجاه الشعب الفلسطيني وقضيته خاطئ ولا يعرف النظام الأمريكي وعلاقته بدولة إسرائيل.
ان قسم الرئيس الأمريكي لتولي منصبه يقسم على حماية الدستور والاتحاد الأمريكي ضد الاعداء وحماية المصالح الأمريكية والدفاع عنها.
فمنذ بدء الحملات الانتخابية لكل رئيس يندفع النشطاء الأمريكيين من مختلف المؤسسات المدنية لدعم المرشح وبرنامجه للحزبين الأمريكيين اللذين يهيمنا على الحياة السياسية في امريكا.
ان الذي انشأ هذه المؤسسات لتقوم بأعمال اللوبي في الكونغرس والبيت الابيض والمحكمة الدستورية في العاصمة واشنطن هم اليهود وتمولها مؤسسات مالية يهودية.
وتقوم كل مؤسسة بإرسال متطوعين لكل حملة انتخابية لكل مرشح للرئاسة وتجلب المال للمرشح من ممولين يهود لدفع تكاليف نفقات الحملة الانتخابية وتتبني اطروحات كل مرشح.
وعند الانتهاء من الانتخابات ويتم تحديد الرئيس الفائز يحظى مؤيدوه من المتطوعين بالوظائف والتعيينات السياسية لكل رئيس وعدد هذه الشواغر ٣ الاف وظيفة في مختلف المجالات التنفيذية للادارة المقبلة ويتقدمون للرئيس بالأسماء لملئ هذه الشواغر في الوزارات والمؤسسات والوظائف الرئيسية ويكون الرئيس رهينة لهؤلاء المستشارين والمساعدين الذين أوصلوه للبيت الأبيض ولا يخرج عن البرامج التي وضعوها له مقابل دعمهم ان اقوى لوبي في امريكا ومعروف للقاصي والداني هو اللوبي الصهيوني ويليه لوبي الصناعات العسكرية.
ومن هنا يبدأ الحديث عن النفوذ الصهيوني واسرائيل في امريكا وسيطرتهم على القرار الأمريكي وهل الفلسطينيون والعرب لا يعرفون ذلك بلى انهم يعرفون ذلك تماماً ولتبرير عجزهم وفشلهم في بلادهم ونهضتها يقومون بإلقاء اللوم دائماً على إسرائيل وسيطرتها على امريكا.
ان عدد الأصوات العربية والإسلامية في امريكا تفوق عدد اصوات اليهود أضعاف المرات ولديهم من الاموال في بنوك امريكا بأرقام خيالية فهل هو مسموح لهم عمل لوبي نعم وبما تعنيه هذه الكلمة.
ان الدول العربية كاملة ليست معنية بقضية فلسطين لايجاد لوبي وتعتبرها عبئ عليها ونقطة احراج لهم اذ لا يستطيعون طرحها امام المسؤول الاوروبي والامريكي ومع ذلك وبعد اي لقاء مع اي مسؤول غربي يتبارز العرب في الخطب الطنانة والرنانة عما بحثوه مع المسؤولين الأوروبيين والأمريكيين حول قضية فلسطين.
لكن الرئيس جيمي كارتر وطيلة رئاسته في البيت الأبيض قال وأكدها عدة مرات انه لم يبحث معه اي زعيم عربي او اسلامي اي امر يتعلق بقضية فلسطين.
وللأسف إذا استعرضنا تصريحات الزعماء العرب بعد خروجهم من البيت الأبيض من عند كارتر لسمعت العجب العجاب قال واكد وقال ودعم وخذ من هذه الخزعبلات من الكذب على المواطن العربي والمعذب الفلسطيني.
وجاءت غزة لتضع النقاط على الحروف وتكشف زيف وكذب وخيانة الدول العربية قاطبة لقضية فلسطين واهل قطاع غزة بل ثبت وبالدليل القاطع ان الجامعة العربية تقف إلى جانب إسرائيل ووجودها وليس إلى جانب الشعب الفلسطيني عملاً لا قولاً ان نفس الحكم ينطبق على كل السياسيين في الدول الإسلامية وبدون استثناء.
ان قرار ومصير هذه الدول العربية والإسلامية بيد اي حاكم في دولة اسرائيل الذي يقبل او لا يقبل ذلك الحاكم ويعطي صكوك الخدمة الجليلة لدولة اسرائيل وفي المقابل تنهال الاموال على ذلك الحاكم من الخزينة الأمريكية ويقوم بتحميلها ديوناً على ظهر تلك او ذاك الدولة ومواطنيها.
إذا فاز بايدن للمرة الثانية أو خسر الانتخابات وفاز ذلك الأميّ دونالد ترامب الذي كان قبضاي شوارع نيويورك الليلية وملاهيها وباراتها وترويج المخدرات وحلبات المصارعة والملاكمة ومراهناتها فماذا تتوقعون من ترامب الذي باع الجولان السورية والقدس لإسرائيل مقابل دعمه وتمويل حملته الانتخابية واليوم قال لليهود سأضم الضفة الغربية لإسرائيل إذا تكفلتم بمصاريف الحملة الانتخابية الجارية الآن وتلقى وعوداً بذلك.
وبدأت جريدة النيويورك تايمز اليهودية والأولى امريكياً حملتها ضد بايدن وتطالبه بالرحيل وعدم الترشيح وتوالت المطالبات الأمريكية له بالتنحي.
لقد دمر بايدن قطاع غزة وقتل قرابة الأربعين الفاً من الفلسطينيين وجرح قرابة المائة الف من اهل قطاع غزة ورغم كل ما قدمه لإسرائيل إلا ان دوره انتهى .
وهل نتوقع من ترامب عكس ما فعله بايدن لقد عرفناه عندما اعترف بالقدس عاصمة أبدية لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس.
وقد وعد بايدن الجالية الفلسطينية والعربية في امريكا مقابل الحصول على اصواتهم ان يعيد فتح القنصلية الأمريكية بالقدس كما كانت قبل مجيء ترامب وفشل ولم يتمكن من ذلك.