Search
Close this search box.
Search
Close this search box.

وان تعددت الاسباب فالموت واحد

كتب الدكتور عبد الحميد سالم العواودة (ابو الفتوح ) استاذ العلاقات الدولية والقانون الدولي في الجامعات الامريكية/ مؤسس وكالة الانباء الفلسطينية وفا ومديرها المسؤول وناطق ومستشار سابق للرئيس الشهيد ياسر عرفات ابو عمار في امريكا:-

منذ اللحظة الاولى لاجتياز المقاتلين الفلسطينيين الحواجز والاسوار التي اقامتها دولة الكيان الصهيوني حول قطاع غزة من الحدود المصرية جنوباً الى ساحل البحر الابيض المتوسط شمالاً وهاجموا الجيش الاسرائيلي والمستوطنات الصهيونية التي اقيمت على ارض فلسطين وقتلت ما قتلت من جنود العدو واسرت ما امكنها والعودة بهم الى داخل قطاع غزة.

بدأت التكهنات والتحاليل واستعراض المفكرين لعضلاتهم من فلسطينيين وعرب وعجم واوروبيين وامريكيين لربط الهجوم الفلسطيني باي هدف وسبب لتحقيقه ابتداءً من وجود بترول وغاز في بحر غزة ومنع بناء وفتح قناة الاقتصاد الهندي الاسرائيلي الى اوروبا وافشال التطبيع الاسرائيلي السعودي وذهب بعضهم الى ربط الهجوم بالاطماع الايرانية التوسعية في المنطقة.

هل هذا التنوع من التحاليل والاسباب والمسببات لم يكن عرضياً بل مدروساً وممنهجاً واعتبرت بعض التحليلات انها اصابت صلب الموضوع هذا او تلك.

لقد كان مسموح لكل الكتاب والمفكرين والمحللين اياً كان انتمائهم وديانتهم وعرقهم الطائفي بحث كل المواضيع والاحتمالات والاسباب للهجوم ومنها الاقتصادية والامنية والانسانية والاستراتيجية الا موضوع واحد هو سبب الهجوم الفلسطيني ولم يبحث به احد وكلما كتب احدهم عنه وصف بتشجيع الارهاب.

وكيف سيخطر على بال هؤلاء الكتاب والمحللين ان السبب بسيط وهو الاحتلال الصهيوني لفلسطين .

ان الشعب الفلسطيني ومقاومته قام بالهجوم ضد دولة الاحتلال اسرائيل الدولة الاقوى في المنطقة وتحظى بدعم امريكي واوروبي كامل وشامل منذ تأسيس هذه الدولة في فلسطين وطرد اهلها منها عام ١٩٤٨.

وقد بدأ عدد من الكتاب المأجورين من صهاينة عرب ومأجورين فلسطينيين النيل من مقاومة الشعب الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والتحريض على القطاع وفصائل العمل الوطني والاسلامي فيه.

وبدأ الاعلام الصهيوني والامريكي والمرتبط بهما في المنطقة حملة اعلامية مضللة تتحدث عن كل الاسباب والمسببات الا الحديث عن الاحتلال الصهيوني لفلسطين منذ ٧٦ عاماً والحصار المفروض على قطاع غزة منذ ١٧ عاماً الذي شمل المواد الغذائية والادوية والبناء وشق الطرق وبناء المدارس والمستشفيات ورفض اطلاق سراح الاسرى الفلسطينيين والامعان في فصل الضفة الغربية عن قطاع غزة وفصل الشعب الفلسطيني في الضفة وغزة عن بعضه البعض.

لم نسمع من اي كاتب او محلل او سياسي او دبلومسي غربي او عربي تحدث عن معاناة الشعب الفلسطيني لانهم بكل بساطة ممنوعين من الكتابة عن هذه الموضوعات لسبب واحد وهو قرار شطب قضية فلسطين من كل المحافل الاقليمية والدولية وطمس هوية الشعب وحقوقه في ارضه بقرار بريطاني أوروبي ورعاية أمريكية لاحقاً.

ان الكتابة والحديث عن الهجوم وفتح الملف الفلسطيني وحقوق الشعب الفلسطيني في وطنه وحق تقرير المصير وتنفيذ القرارات الدولية صار محرماً والطلب باستبدال كل حديث عن فلسطين وحقوق شعبها يجب ان يتم عن الحديث عن الارهاب الفلسطيني والهجوم على اسرائيل يوم السابع من اوكتوبر عام ٢٠٢٣ لتحرير وطنهم وأسراهم .

نعم ان منطق المستعمر (ان الهجوم الفلسطيني في السابع من اوكتوبر عمل ارهابي ويحق لاسرائيل الدفاع عن نفسها من دولة احتلال غير شرعية الى دولة تدافع عن حقوقها وعن نفسها ضد الفلسطيني صاحب الارض والقضية رغم معرفة كل المتشدقين بعدالة قضية فلسطين).

لقد عقدت الجامعة العربية قمة عربية في الرياض وتلاها قمة إسلامية في الرياض ايضاً وصدر عنها قرارات تدين الارهاب الفلسطيني ضد اسرائيل. وفشلت هذه الدول العربية وغير العربية في ادانة دولة الكيان الصهيوني لان عدداً ليس بقليل منها يعترف بها ويخضع لارادة المستعمر القديم بريطانيا والجديد الولايات المتحدة الأمريكية.

وفشلت كذلك في نصرة الشعب الفلسطيني لقد شتتوا الشعب الفلسطيني في جميع انحاء العالم لكن طائر الفينيق يخرج من الرماد في كل مرة ويواصل النضال أليس ٩٠٪؜ من اهل قطاع غزة هم من الفلسطينيين الذين هجروا من وطنهم عام ١٩٤٨ لجأوا إلى قطاع غزة وقال عنهم فوستر دالاس هذا الجيل سيموت وسيخلق جيل جديد وينسى ارضه وتعيش اسرائيل في سلام.

ان الذي يقاتل إسرائيل الآن وهاجمها في السابع من اوكتوبر ٢٠٢٣ هم احفاد الذين هجروا عام ١٩٤٨.

لم ينسوا وطنهم يا دالاس الم تخبر جوزيف بايدن بذلك وأنثوني بلنكن وسوليفان. لن ينسوا ولو بعد الف سنة فهذا وطنهم وجزء من عقيدتهم يا سيسي وبن سلمان وبن زايد وعبد الله (الهاشمي).

ان الفلسطينيون يحملون حسب آخر احصائية ٧٠ جنسية اجنبية ولم اجد فلسطيني واحد لا يحن ولا يحلم بالعودة لبلده ومدينته ومسقط راسه ومسقط رأس والده وجده بل يعتبرها وطنه والوطن لا يسقط بالتقادم.

ان المذابح التي ارتكبت في العشرينات والثلاثينات والأربعينات والخمسينات والستينات والسبعينات من القرن الماضي ضد الشعب الفلسطيني على ايدي البريطانيين والاحتلال الصهيوني وعملائهم لم ولن تنهي قضية الشعب الفلسطيني وان بقي منه حتى انثى وذكر .

انها قضية وطن وشعب وحقوق وحياة لهم كما لبقية البشر ولا يحق لا لبريطانيا العظمى آنذاك في نهاية القرن التاسع عشر وبداية العشرين ان تطرد شعب من وطنه لتوطين شعب آخر مكانه لخدمة مصالحها انذاك وللمستقبل.

ان حق الدفاع عن النفس حق مشروع للبشر عن حياتهم وبيوتهم وابنائهم واهلهم وذويهم ومعتقداتهم ضد المعتدي لكن المعايير للقانون الدولي قلبت راساً على عقب وصار صاحب الحق ارهابي لانه يحاول استعادة ما سلب منه والمحتل المعتدي منح حق الدفاع عن نفسه ضد صاحب الارض الحقيقي.

ان هذا هو قانون المستعمر الاوروبي والامريكي وجرائمهم التي ارتكبوها في كل القارات الخمس والبحار والمحيطات وجزرها.

لن يتوقف الشعب الفلسطيني بكل قواه الوطنية المختلفة عن النضال لاستعادة وطنه مهما كانت القوى التي تدعم المحتل الصهيوني في فلسطين واذا ظنوا انه اذا قتلوا وهجروا الشعب الفلسطين خلال القرنين الماضيين سينسى وطنه جاء هجوم السابع من اوكتوبر ليقول لهم نحن الشعب الفلسطيني لنا حق ووطن لن نتنازل عنه وسنحرره آجلاً او عاجلاً مهما بلغت التضحيات وعليكم أخذ العبر من العشر اشهر من الحرب التي اعلنتموها وشنيتموها براً وبحراً وجواً على قطاع غزة ذو المساحة ٣٠٠ كلم مربع ولم تفلحوا وهزمتم شر هزيمة.

Tags

Share this post

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك الان بنشرتنا الاخبارية ليصلك جميع الاخبار الحصرية فور حدوثها.

صحيفة عربية امريكية اسبوعية مستقلة تأسست عام 1990

Lorem ipsum dolor sit amet, consectetur adipiscing elit, sed do eiusmod tempor incididunt ut labore et dolore