طلب نتنياهو من الرئيس الامريكي الاشتراك في الحرب بقوات برية جنباً الى جنب في اجتياح غزة لتنفيذ اتفاق الممر الاقتصادي الهندي السعودي الاماراتي الامريكي قبل بداية الحرب وتوالت الزيارات العسكرية الامريكية الى اسرائيل والاجتماعات في وزارة الدفاع الاسرائيلية وسفر الوفود العسكرية الاسرائيلية الى واشنطن.
وطلب بايدن التشاور مع حلفائه في الناتو بذلك وبالفعل جرت المشاورات بين واشنطن ولندن وباريس وبون وروما حول ذلك ولم يشركوا تركيا في المشاورات لكنها اشتمت الرائحة وبدأت الحديث عن ممر تركيا الاقتصادي بالجاهز وغير المكلف وشاركت مصر والاردن والسلطة وامريكا واسرائيل في الخطة في العقبة وشرم الشيخ وظن جميع الاطراف ان كل شيء على ما يرام وان اسرائيل والولايات المتحدة قاب قوسين او ادنى من البدء في الاعداد للهجوم الذي كان مقرراً في هذا الشهر اوكتوبر.
وقد اتفق على عقد قمتين الاولى في الاردن للاطراف الاساسية التي ستتحمل توزيع سكان غزة والقمة الاخرى الموسعة في القاهرة لتمويل توطين الفلسطينيين في مصر والاردن والضفة الغربية .
لكن ارادة الله كانت الاقوى ان تتسرب التفاصيل للخطة خلال المفاوضات الامريكية الايرانية القطرية لتبادل المساجين ودفع الولايات المتحدة ال ٦ بليون لايران اموالها المجمدة وهي جزء من ١١٠ بليون مجموعها.
وبدل السرية صارت السرية علنية يتحدثون عنها في الشارع وقد ضاقت حركة حماس ضرعاً بالمماطلة الاسرائيلية في قضية الاسرى والتبادل للاسرى ومصر تقف في كل الخطوات الى جانب اسرائيل بامر من امريكا وما قاله السيسي في خطابه بعد فشل الخطة يوم امس ووزير خارجية الاردن شقيق الوزير الاسرائيلي وتأتأ آت بايدن ونسيانه جوهر الاتفاق حضر الى تل ابيب للفلفة الهزيمة ومواساة اطرافها وستستمر الحرب الكر والفر وحتى هجمات برية محدودة وقصف وتدمير الى ان تنتهي المدة التي جرى اعتمادها للتمويل من الكونغرس الامريكي والبالغة ١٠٠ بليون في اوائل شهر ديسمبر المقبل لاوكرانيا واسرائيل وجرى انفاق معظم المبلغ ولم يتبقى سوى ٨ بليون ستاخذها اسرائيل بدل اوكرانيا لتسديد خسائرها من هجوم حماس وهناك طلبية جديدة من بايدن للكونغرس بنفس المبلغ لاوكرانيا واسرائيل لاعادة الاعمار للبلدين.
اما مصر والاردن والسلطة الفلسطينية فكانت تشارك في الاجتماعات وهي على دراية بما يجري لذبح غزة وتصفية فصائل المقاومة في غزة بكل ما تملك.
لكن ارادة الله كانت اقوى من كل هؤلاء وانقلب السحر على الساحر وبدأ هجوم حماس على اسرائيل وتدمير الفرقة الاسرائيلية العسكرية التي كانوا يعولون على دورها في الهجوم بالقتل والجرح والاسر وعلى الملأ وبدل الاعداد للهجوم على غزة بدأوا في لملمة خيبتهم مصريون واردنيون واسرائيليون واوروبيون وامريكيون وبكل صلافة يتحدثون عما كانوا يخططون لفعله وعلى الملأ .
كل التحية والاحترام الى مجاهدي فصائل فلسطين في غزة ابتداءً من حماس وانتهاء بآخر فصيل من اطباء وممرضين وممرضات في قطاع غزة الذين اعادوا الكرامة الفلسطينية لتعانق عنان السماء لكن المعركة طويلة ودموية وتحتاج الى طول نفس وما اطول من النفس الفلسطيني الذي لا زال شهيقاً ومنذ ٧٥ سنة ولم يبدأ الزفير بعد وعندما يبدأ الزفير تكون الحال قد تبدلت وطوابير السفن الاوروبية تصطف وتسارع في اجلاء كلابها من الموانئ الفلسطينية الى حيث ألقت.
