القاهرة – رندة نبيل رفعت
أعلن وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطى، في ختام أعمال القمة العربية الطارئة، أن خطة إعادة إعمار قطاع غزة التي أعدتها القاهرة تشمل برامج متكاملة للحماية الاجتماعية، وتوفير مساكن عاجلة ومؤقتة للفلسطينيين الذين دمرت منازلهم جراء العدوان. وأكد أن الخطة ترتكز على تصورٍ شامل لإعادة التعافي السريع، مع بدء حملة دبلوماسية مكثفة لطرحها على المجتمع الدولي.
أشار عبد العاطى إلى أن الأولوية ستكون لإيواء الأسر المُهجرة داخل القطاع، عبر توفير وحدات سكنية مؤقتة تُغطي الاحتياجات العاجلة، بالتزامن مع إطلاق مراحل إعادة البناء الدائمة. وجدد التأكيد على أن مصر أعدت وثيقة تفصيلية لتوجيه عمليات التنمية والإعمار، مع ضمان تنسيق الجهود العربية والدولية لتنفيذها دون تأخير.
لا تقتصر الخطة على إعادة تشييد البنى التحتية، بل تتضمن برامج لدعم الأسر الأكثر احتياجًا، وحماية الفئات الهشة (كالأطفال والنساء وكبار السن)، عبر توفير مساعدات نقدية وخدمات صحية وتعليمية مجانية. كما أعلن الوزير عن آلية لتأهيل القطاع الصحي والتعليمي المتضرر، وإطلاق مشاريع تشغيلية لامتصاص البطالة.
كشف عبد العاطى عن اتجاه مصر لتعزيز التواصل مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي واليابان، لإقناع هذه الدول بتبني الخطة وتمويلها، مع الإشارة إلى أن “التعافي المبكر لغزة لن ينتظر”.
وأوضح أن القاهرة ستستغل كافة المنصات الدولية لعرض المشروع، مؤكدًا أن الملف سيحظى بأولوية في اجتماعات وزير الخارجية المقبلة.
اختتم الوزير تصريحاته بتأكيد أن “غزة لن تتحول إلى ساحة للمزايدات”، وأن الخطة المصرية ترسم طريقًا واقعيًّا يجمع بين الإغاثة الفورية وإستراتيجية التنمية المستدامة، معربًا عن ثقته في قدرة الشركاء الدوليين على “تحويل الكلمات إلى أفعال” لإنقاذ القطاع من الانهيار.
بخطةٍ تجمع بين الإسكان العاجل والحماية الاجتماعية والضغط الدولي، تسعى مصر لتحويل غزة من رمزٍ للمعاناة إلى نموذجٍ للتعافي السريع، في اختبارٍ حقيقي لإرادة المجتمع الدولي نحو القضية الفلسطينية.
