كتب – رندة نبيل رفعت
يعتبر هروب بشار الأسد، رئيس الجمهورية العربية السورية، من البلاد حدثًا فارقًا في تاريخ الأزمة السورية التي بدأت عام 2011.
ومع استمرار النزاع المسلح والانقسامات الداخلية والخارجية، يمكن أن يؤدي هروب الأسد إلى تغييرات جذرية في معادلة الصراع في سوريا، بالإضافة إلى التأثير على مستقبل البلاد والمنطقة بشكل عام. في هذا المقال، سنستعرض بعض السيناريوهات المحتملة وما يمكن أن يحدث بعد هروب بشار الأسد.
قد يؤدي هروب بشار الأسد إلى فراغ في السلطة، مما قد ينجم عنه فوضى سياسية وأمنية.
في حال عدم وجود خطة واضحة من قبل المعارضة أو المجتمع الدولي لاستلام السلطة، قد تزداد حدة النزاع بين الجهات المختلفة المتنازعة، مثل المعارضة المعتدلة والتنظيمات المتطرفة. قد تتصاعد الاشتباكات على الأرض، مما يجعل من الصعب تحقيق الاستقرار.
إذا ما هرب الأسد، قد تسعى الجماعات المسلحة، سواء كانت إسلامية متطرفة أو مجموعات أخرى، إلى استغلال الوضع الناشئ لتعزيز سيطرتها على مناطق إضافية.
وهذا يمكن أن يقود إلى المزيد من العنف والانقسامات العرقية والمذهبية في البلاد، ما يؤدي إلى عواقب وخيمة على المدنيين.
في حال تمكنت المعارضة من ملء الفراغ السياسي، يمكن أن يكون هناك فرصة لمفاوضات سلام جديدة بمشاركة القوى العالمية والإقليمية.
قد يتجه المجتمع الدولي نحو دعم حكومة انتقالية تسعى لإنهاء النزاع، ولكن هذا يعتمد على قدرة المعارضة على التوحد وتحقيق الإجماع حول هدف مشترك.
يعد هروب الأسد حدثًا ذو تأثيرات تغطي منطقة الشرق الأوسط بشكل عام.
ستقوم دول مثل إيران وروسيا بتقييم موقفهما في سوريا، وقد تسعيان لدعم طرف معين للحفاظ على نفوذهما.
كما أن وجود أزمة جديدة في سوريا قد يؤثر على القضايا الإقليمية الأخرى، مثل أزمة اللاجئين والعلاقة بين الدول.
من المحتمل أن يتزايد الوضع الإنساني سوءًا، حيث ستستمر الأوضاع في المناطق المتضررة من النزاع في التدهور.
قد يحتاج ملايين السوريين إلى المساعدة الإنسانية، وهو ما يتطلب استجابة فعالة من المجتمع الدولي.
يجب أن يتحمل المجتمع الدولي المسؤولية الكاملة عن دعم الناجين من النزاع. الخلاصة يظل مستقبل سوريا بعد هروب بشار الأسد غامضًا ومعقدًا.
يتطلب الوضع إدراكًا عميقًا للتحديات المتعددة وتعاونًا عالميًا حقيقيًّا لوضع أسس سلام دائم. ستبقى عواقب الهروب كأحد التحديات الرئيسية التي تؤثر على الأمن الإقليمي والاستقرار الاجتماعي في سوريا.
الأمر يعتمد بشكل كبير على كيفية تعامل الفاعلين المحليين والدوليين مع هذا السيناريو، ومدى استعدادهم للبحث عن حلول إنسانية وسياسية مستدامة.