باديئ ذي بدء اود اوضح ان توريث الحكم ليست بالاممر الجديد على مجتمعاتنا سواء في العالم العربي او العالم الغربي ، أو في العصر الحالي و العصور القديمة ،أو في الحضارات القديميه و الحديث ، و توريث الحكم ليست فقط بتوريث الاب لابنه أو الاخ لاخيه في الحكم و لكن حتي ابناء الاعمام و الاصهار يدخلون تحت بند توريث الحكم.
دعونا نلقي نظرة سريعه ….. نلاحظ أن الحضارة الرومانيه “القيصر” يورث ابنه أو واخيه الحكم بعد وفاته ، وكذلك الحضارة الفارسيه ” كسرى ” يورث الحكم ، و الحضارة الفرعونيه في مصر ارض الكنانه ، و الحضارة الفينقيه و الحضارة الكنعانيه و جميع الحضارات ، و في القبائل و العشائرشيخ القبيلة او العشيرة يورث ابنه المشيخه ….و حتى الى الان المملكة المتحدة الابن او البنت تورث الحكم من الاب او الام.
هذه مقدمه … و دعونا نأتي الان الى الاهم و الامر الذي يهمنا كأمة عربية و أسلاميه ، و الامر الاهم هو :-
نلاحظ ان توريث الحكم بدأ في الاسلام بدأ بعد وفاة سيد الخلق و المرسلين المصطفي صلي الله عليه و سلم …. نجد ان أول الخلفاء الراشدين ابو بكر الصديق رضي الله عنه ، كانت تربطه علاقة مع النبي الكريم صلوات ربي عليه و صلامه ، بصفته والد السيدة عائشه زوجه الرسول صلي الله عليه و سلم ، و كذلك الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان ايضا والد حفصة زوجة الرسول الكريم صلي الله عليه و سلم ، و كذلك ثالث الخلفاء الراشدين عثمان بن عفان رضي الله عنه كان زوج رقيه رضي الله عنها و أم كلثوم رضي الله عنها ، ابنتي رسولنا الكريم ، و رابع الخلفاء الراشدين علي بن ابي طالب رضي الله عنه ايضا كان متزوج فاطمة الزهراء رضي الله عنها ، بنت رسولنا الكريم صلوات ربي و سلامه عليه و أبن عم الرسول الكريم … هذا بالنسبة للخلفاء الراشدين
اما الخلافة الامويه فهي نسبت الى اميه بن ابي سفيان الهاشمي الذي بدأ بتوريث الحكم لابنه يزيد من بعده ، يعني من قبيلة الرسول الكريم من بني هاشم ، و كذلك الخلافة العباسية نسبة الى عباس بن عبد المطلب رضي الله عنه و هو ابن عم عم الرسول الكريم صلي الله عليه و سلامه ، و الخلافة الفاطميه نسبة الى فاطمة الزهراء رضي الله عنها بنت اكرم الخلق و المرسلين محمد بن عبد الله الهاشمي صلوات ربي و سلامه عليه ، و الادريسيين نسبة الى ادريس بن الحسن بن علي بن ابي طالب رضي الله عنه رضي الله عنهم و زوجته فاطمة الزهراء رضي الله عنها بنت محمد بن عبد الله صلي الله عليه و سلم
و استمر الحال نفسه بتوريث الحكم في الخلافه العثمانيه ايضا ، و في عصرنا الحالي نرى توريث الحكم في الممكلة العربية السعوديه ، و المملكة الاردنيه الهاشميه ، و كذلك في المملكة المغربية و سائر الدول العربية سواء أكان يحكمها ” أمير ” أو ملك ” او حتى رئيس ” … فنرى و لاول مرة يخلف الابن اباه في الجمهورية السورية ، و ايضا الرئيس المؤمن أنور السادات رئيس مصر ورث الحكم الى زوج ابن خالة زوجته ” جيهان الساداـ ” ، ورث الحكم الى حسني مبارك ، و حسني مبارك يكون زوج بنت خالة ” جيهان السادات ” البريطانيه الاصل ، حيث ان ” جيهان السادات نبت خالة ” سوزان مبارك ” و كلاهما من أم بريطانيه كانتا ممرضتان في أحد المستشفيات البريطانيه
كما أن حكام مكه كانوا و لمدة خمسمائة عام من أحفاد أبي نومي الثاني بن بركات حفيد الحسن بن علي بن عبد المطلب رضي الله عنهم و السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها بنت خير البشريه محمد بن عبد الله صلي الله عليه و سلم و استمر حكم أل بركات لمكه ” و التي تسمى حاليا السعوديه ” حوالي خمسمائة عام كان الاخ يرث اخاه و الابن يرث اباه .
.و من هنا يتضح لنا ان توريث الحكم أمر متداول سواء في العصر الاسلامي او في العصور التي سبقت الاسلام ، و حتى في عصرنا الحالي … الى ان أتت الدول الغربية و علي رأسها الولايات المتحدة الامريكيه و طالبوا بشرق أوسط جديد يكون فيه ديمقراطيه أمريكيه ، علما بان الاسلام الدين الوحيد الذي حقق الديمقراطيه والمساواة ، كما ساوى بين الرجل و المرأة و بين الأبيض والأسود ….ومن وقته ما أن طالب الغرب ب شرق أوسط جديد ظهرت مقولة ” لا للتوريث “
أين كنتم قبل ان تطالب الولايات المتحدة الامريكيه بشرق اوسط جديد ÷ هل كنتم في ” غفوة “؟؟؟ أم ” نيام ” ؟؟؟
أود ان أختم حديثي و أوكد علي انني مع توريث الحكم للشخص المناسب فقط و ليس لانه ابن فلان ، أو لانه الأبن الأكبر ، و ليس بالضرورة ايضا ان يكون توريث الحكم للابناء فقط يمكن ان يكون لابناء الاعمام او الاقارب ، المهم أن يكون توريث الحكم للافضل و المناسب و الواعي و الذي يهمه امور الدين و الدنيا و يخاف الله في الرعيه
و الله من وراء القصد