القاهرة – رندة نبيل رفعت
في إطار الأزمات المستمرة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، جاءت تصريحات السيد أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، خلال الاجتماع الوزاري لمجموعة السبع في 25 نوفمبر 2024، لتسلط الضوء على قضية غاية في الأهمية: ضرورة تحمل المجتمع الدولي لمسؤولياته تجاه الأزمات في غزة ولبنان.
في وقت تتزايد فيه حدة القتال والانتهاكات الإنسانية، يبدو أن قبول الوضع الراهن يعدُّ بمثابة دعوة مفتوحة للمزيد من الصراعات والعنف.
لفت أبو الغيط إلى الوضع الكارثي في غزة، حيث أدى حصار الاحتلال الإسرائيلي إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية، مع قتل الأطفال والنساء وتجويع السكان. إذ يعيش أكثر من 2 مليون شخص تحت ضغط ظروف قاسية، في وضع يرقى إلى جريمة حرب مكتملة الأركان.
ولا سبيل للخروج من هذه المعاناة سوى من خلال تدخل دولي فعال.
تحدث أبو الغيط بإصرار عن ضرورة أن يرتفع صوت المجتمع الدولي، مطالبًا بحظر تصدير الأسلحة إلى إسرائيل.
فهذا الحظر ليس مجرد خطوة رمزية، بل هو ضرورة ملحة للضغط على دولة الاحتلال لوقف المجازر التي تواصل ارتكابها.
إن تعزيز الضغوط الدولية على إسرائيل قد يساهم في دفع الأطراف نحو التفاوض، بدلاً من اللجوء إلى الحلول العسكرية.
الطريق إلى السلام وأشار أبو الغيط إلى ضرورة تنفيذ حل الدولتين، الذي يمثل الحل المأمول للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
إذ ينبغي على الدول السبع الكبرى أن تعترف بالدولة الفلسطينية المستقلة، كخطوة ضرورية نحو تحقيق السلام مستدام في المنطقة.
لقد أثبت التاريخ أن الحلول العسكرية لا تؤدي إلا إلى مزيد من العنف والدمار، بينما يمكن للسياسات السليمة والمبادرات الدبلوماسية أن تفتح الأفق لحل سلمي يضمن حقوق جميع الأطراف.
على الرغم من التحديات الكبيرة، إلا أن أبو الغيط أثنى على قرار المحكمة الجنائية الدولية بإصدار أوامر اعتقال بحق قادة إسرائيليين متهمين بارتكاب جرائم حرب.
هذه الخطوة تُظهر أن هناك مساعي للاستفادة من القانون الدولي لمحاسبة مرتكبي الانتهاكات، وهو ما يؤكد أن إسرائيل ليست فوق القانون.
إذ يتطلب الأمر خطوات حقيقية، وليس مجرد تصريحات، لنكون قادرين على فتح قنوات جديدة للحوار والسلام.
فإذا كانت الدول الكبرى مستعدة للعمل بشكل جماعي وبضغط موحد، فسيكون من الممكن رؤية تحول حقيقي نحو السلام والاستقرار في المنطقة، الذي طال انتظاره.
إن تبني مثل هذه السياسات والقرارات هو السبيل الوحيد للحفاظ على القيم الإنسانية وحق الشعوب في الحياة بكرامة.