كتب الدكتور عبد الحميد العواودة( ابو الفتوح) رئيس تحرير وكالة الانباء الفلسطينية وفا ومؤسسها وناطق ومستشار سابق للرئيس الشهيد ياسر عرفات :– تشتد الهجمة الاعلامية الامريكية على حركة حماس وكذلك الهجمات الاسرائيلية ضد المدنيين في قطاع غزة واستهدافها منازل المواطنين المدنيين لايقاع اكبر قدر من القتلى والجرحى بين النساء والاطفال ودب الرعب في اوساط المواطنين بقطاع غزة.
وتقوم اجهزة السلطة الفلسطينية بتبرير الحرب على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة واتهام حركة حماس بمهاجمة الاحتلال الاسرائيلي ومقاومته بدون اذن من السلطة.
ويقوم مكتب اعلام حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح مكتب التعبئة والتنظيم بشن حملة اعلامية مضللة مغلوطة ونشر معلومات يرددها الاعلام الصهيوني والامريكي ومصر والاردن للنيل من حركة حماس والمقاومة الوطنية ضد الاحتلال الاسرائيلي في قطاع غزة.
استطيع تفهم الحملة الاعلامية الصهيونية والامريكية على حركة المقاومة الاسلامية حماس التي هزمت اقوى قوة اقليمية في الشرق الاوسط ومرغت جيشها في رمال غزة وجعلت منه اضحوكة العصر لكل دول العالم.
ووقفت امام العون الامريكي العسكري اللامحدود لاسرائيل في عدوانها على قطاع غزة بصلابة مما اذهل القيادات الامريكية المشاركة في الحرب على غزة. والذي افقد الادارة الامريكية واسرائيل الغطاء الدولي لشعارهما الكاذب الذي رفعاه محاربة الارهاب في قطاع غزة ليتبين ان مذابح ومجازر وتطهير عرقي ارتكباها ضد اهل قطاع غزة وبالذات ارتكبت ضد النساء والاطفال من الشعب الفلسطيني.
ولدى الاطلاع على ما ينشره مكتب التعبئة والتنظيم لحركة فتح وما تنشره الصحف الاسرائيلية تجده متطابقاً في توجيه الاتهامات لقيادات وكوادر ومقاتلي حركة حماس وتحميلهم مسؤولية تدمير قطاع غزة وتهجير سكانه.
أتساءل وأنا أحد مؤسسي هذه الحركة الوطنية الفلسطينية التي قادت النضال الفلسطيني لثلاثة عقود وقدمت مئات الالاف من الشهداء والجرحى في الوطن والاغوار والاردن وسوريا ولبنان في القتال ضد الاحتلال الاسرائيلي.
هل انحرفت بوصلة حركة فتح من فصيل وطني فلسطيني الى جهاز اعلامي اسرائيلي ولا استطيع وصفه الا كذلك وبهذا الوصف لكثرة السب والشتائم وكيل الاتهامات لفصيل وطني فلسطيني يقاوم الاحتلال .
ان من يقف ضد مقاومة الاحتلال يقف في صف العدو يا سادة يا قيادات وكوادر حركة فتح الاشاوس. مالذي يجري ومن هو الذي حرف هذه البوصلة لحركة فتح للصدام مع فصيل وطني حتى وان جرى الاختلاف معه.
ان التناقض الرئيسي لنا في حركة فتح هو مع الاحتلال الاسرائيلي ومستوطنيه ومؤسساته العسكرية وغير العسكرية منذ تاسيسه عام ١٩٤٨.
ان فتح معارك جانبية مع فصائل العمل الوطني لا يخدم الا الاحتلال الصهيوني واطالة عمره في احتلال ارضنا.
ان الكثير من التفاعلات والتحولات قد جرت بين ابناء حركة فتح الذين زج بعضهم البعض في السجون الاسرائيلية ليتفرد بالسلطة وقيادة حركة فتح.
ان الكثير ممن يتبؤون مراكز قيادية في هذه الحركة ليسوا اهلاً لهذه المواقع القيادية ولم يتم حصولهم عليها بالتسلسل والنضال المميز بل بالمحسوبية والقرب او البعد من محمود عباس الذي فصل من عضوية اللجنة المركزية لحركة فتح بتهمة الخيانة العظمى والتعامل مع العدو وقد اوردت تفاصيل خيانته للحركة وجرى فصله بعد ذلك وايفاد هاني الحسن عضو اللجنة المركزية الى موسكو للتحقيق في ذلك وعاد واكد تعامل محمود عباس مع الموساد الاسرائيلي انذاك وساهم الاتحاد السوفييتي في كشفه واتصالاته.
ولا استغرب هذه الحملة الاعلامية ضد حماس التي تقود النضال الوطني الفلسطيني بعد ان تخلت حركة فتح عن الكفاح المسلح واختارت ما يسميه محمود عباس المقاومة السلمية والتنسيق الامني المقدس اي تحويل كل اعضاء حركة فتح ومؤسسات السلطة الى اجهزة مخابراتية تخدم العدو الاسرائيلي وتشارك في محاربة القوى الوطنية الفلسطينية التي تقاتل ضد العدو الصهيوني.
لقد آن الأوان لأبناء حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح الوطنيين المخلصين الذين لا زالوا يؤمنون ان فلسطين لا تتحرر الا بالبندقية والكفاح المسلح من بحرها الى نهرها ان يأخذوا زمام المبادرة بتطهير هذه العناصر المدسوسة في صفوف حركة فتح ابتداءً من محمود عباس المفصول منها بتهمة الخيانة الى حسين الشيخ الذي تآمر وشهد على مروان البرغوثي ووضعه في السجن ويمنع ويطالب الاسرائيليين بعدم اطلاق سراحه وغيرهما الكثير في صفوف هياكل حركة فتح ويعملون مندوبين مخابرات للشاباك الاسرائيلي قبل ان يعملوا مندوبين لمكتب التعبئة والتنظيم الذي يرأس وينظم تمرير المعلومات الى الشاباك الاسرائيلي.
لقد راجعت ما نشر منذ بداية الحرب على غزة من هذا المكتب ولم اتحمل رؤية ما نشره لابناء حركة فتح من تضليل وسموم واخبار كاذبة ومضللة عن حماس وقطاع غزة وتخوين اهل غزة الابطال الصامدين.
ان مدينة فلسطينية واجهت القوة العظمى في العالم وآلتها العسكرية ووكيلها في الشرق الاوسط اسرائيل كأقوى قوة اقليمية وهزمتها فهل تعتبر حركة فتح من ذلك وتعيد حساباتها الوطنية واولياتها النضالية وتحالفاتها كما كانت حركة وطنية رائدة تقود الكفاح المسلح الفلسطيني وما عدا ذلك فمزابل التاريخ لا ترحم.