كتب الدكتور عبد الحميد العواودة ( ابو الفتوح) استاذ العلاقات الدولية والقانون الدولي في الجامعات الامريكية / مؤسس وكالة الانباء الفلسطينية وفا ومحررها المسؤول وناطق ومستشار سابق للسيد الرئيس الشهيد ياسر عرفات
أقرت الولايات المتحدة الامريكية حزمة المساعدات الامريكية العسكرية لتايوان واوكرانيا واسرائيل وهي عبارة عن قرارتشغيل المصانع الامريكية للصناعات العسكرية للانتاج الحربي لانتاج التكنولوجيا العسكرية الحديثة وتصريف ما لدى هذه المصانع من الاسلحة ذات الاجيال القديمة التي لم يعد لها حاجة بها في مخازنها.
وسيجري شحن المعونات العسكرية من المخزون بشكل سريع لاسرائيل لانها لم تعد تملك في مخازنها القنابل المطلوبة للطيران والمدفعية لمواصلة القصف والتدمير بالوتيرة السابقةفي قطاع غزة .
وقال بايدن انه سعيد جداً بقرار الكونغرس والموافقة على المعونات العسكرية للمناطق المعنية بهاواضاف انه امر بالاسراع في شحن الاسلحة التي تحتاجها اسرائيل في عملياتها العسكرية في غزة مما ينفي كل ما قاله واعرب فيه عن رغبته في التوصل الى وقف لاطلاق النار ولو مؤقتاً.
ان تصريحه ودفعه الكونغرس لتمرير الصفقة العسكرية من المساعدات الامريكية هو تعبير واضح ان قرار الحرب على غزة كان ولا زال قرار امريكي في الدرجة الاولى وإلا لما تجرأت اسرائيل على المكوث طيلة هذا الوقت في غزة لان ذلك يكلف البلايين من الدولارات والارواح البشرية الاسرائيلية والمعدات والآليات وبدون الدعم المالي والعسكري والمرتزقة الامريكيين الذين جلبتهم من اوكرانيا وغيرها لن تكون هناك حرب اسرائيلية على غزة.
لقد احتلت صورة المرعب يحي السنوار الالكترونية ميادين اسرائيل الرئيسية وتحت صورته دعوة للاسرائيليين الى الوحدة ضد السنوار الذي سيزيل دولة اسرائيل من الوجود.
ورافق ذلك ضخ اعلامي امريكي لجلسات الكونغرس والاستماع الى التيار الديني المسيحي الصهيوني الامريكي حول المظاهرات في امريكا واحتلال حماس للشوارع والجامعات الامريكية وان مقاتلي حماس قد يطرقون بيوت الامريكيين في اي لحظة.
هذا هو الاعلام الامريكي الرسمي والحزبي واعلام الولايات التي يحكمها الحزب الجمهوري الامريكي وولايات الجنوب الامريكي التي يسمونها حزام الانجيل ويحكمها قساوسة صهاينة يدينون للتلمود اليهودي وليس للانجيل والتوراة.
ان التلمود اليهودي مليء بالخزعبلات اليهودية من الكذب والتزوير منذ فجر التاريخ الى يومنا هذا وسجل اليهود معروف على مر العصور والحضارات القديمة يعادون انبياء الله ومرسليه ويكذبونهم.
ان طلاب امريكا يدرسون في جامعاتهم وكفل لهم الدستور حرية الرأي والتعبير لكن هذا الدستور والحرية في التعبير والرأي ممنوع عندما رأوا وشاهدوا وبدأوا الكلام عن مذابح اسرائيل في قطاع غزة ضد الفلسطينيين عندها انتهت الحرية واصبح الطلاب ارهابيين.
لقد قام الطلاب بخرق قوانين الجامعات واصبحوا ارهابيين وضد السامية .
نعم هذه الحرية الامريكية والديمقراطية وحرية التعبير والرأي التي تغنت بها وزاودت فيها على دول العالم. ونرى اليوم قوات من الجيش والشرطة والحرس الوطني يطلقون الرصاص على الطلاب ويسمونه مطاطي وكأن المطاطي يختلف عن العادي في القوة والفاعلية ويدخلون الجامعات ويعتقلون الطلاب بالآلاف في طول وعرض امريكا ولم تعد جامعات امريكية اكاديمية بل ساحات معارك واحياء في قطاع غزة ولو سمح لهم لقصفوها بالطيران لسبب انهم اكتشفوا زيف الحركة الصهيونية والمحرقة والمذابح التي ارتكبت في قطاع غزة ضد ابناء الشعب الفلسطيني من المدنيين الابرياء وعلى مدى سبعة أشهر.
كم انت مرعب يا سنوار وشعار لا اله الا الله نصر او استشهاد وصوت ابو عبيدة يتردد صداه في حرمات الجامعات يفضح اسرائيل ودورها في المنطقة والمجازر التي ارتكبتها في قطاع غزة والتي تفوق رواية المحرقة التي ارغمت العالم على تبنيها وتصديق تلك الاوكذوبة المزورة في التاريخ والتي لم يثبت اي من فصولها رغم ان الاوروبيين فقدوا ما يقارب الخمسين مليوناً من مواطنيهم في تلك الحرب ودمهم كان ارخص من دم اليهود كما يقول نتنياهو.
وقد اعلنت الولايات المتحدة الامريكية انها ستفتتح ميناء غزة العائم في اوائل شهر مايو ايار الجاري لايصال المساعدات لقطاع غزة.
ما الذي يجري اي ادارة امريكية هذه تقتل وتدمر في الشعب الفلسطيني وتشارك اسرائيل في ذلك بتقديم الذخائر لها وفي نفس الوقت تبكي وتذرف الدموع على خسائر الشعب الفلسطيني وتقديم معونات غذائية لهم وتقوم ببناء ميناء بحري عائم في غزةلهم .
اي ادارة نصدقها التي ارتكبت ولا زالت ترتكب الجرائم ضد الشعب الفلسطيني ام نصدق تاريخها الدموي في ابادة السكان الاصليين في امريكا الشمالية وحرب فيتنام والحرب الكورية وغزو كوبا وغرانادا وغيرها من دول امريكا اللاتينية واسقاط وتغيير حكوماتها وتنصيب حكومات موالية لها في معظم دول القارة أي ادارة امريكية نصدق وهل تغير وجه الكاوبوي القبيح .
لقد اوقفت امريكا العمل في الميناء العائم ونقلت معداتها وسفنها الى ميناء اسدود المحتل بسبب العواصف الإلهية التي لم تضرب في شرق البحر المتوسط سوى مكان الرصيف العائم وبعثرته بسبب شدة وسرعة الهواء والامواج العالية.
وترافق الغضب الإلهي مع هجمات محكمة من المجاهدين في غزة على طول محور القوات الاسرائيلية فيما يسمونه محور نتساريم نسبة الى اسم مستوطنة ازيلت من قطاع غزة في الماضي لكثرة القتل والدمار التي لحق بها من مقاومي غزة.
وقد شقت اسرائيل طريقاً عرضياً وسط غزة يصل الميناء بتلك الطريق ليسهل الدفاع عنه واستقدمت قوات النخبة للدفاع عنه الا ان يوم الثلاثاء الاسود الفاتح من مايو ايار الجاري كما وصفته الصحف الاسرائيلية شهد خسائر بشرية وآليات اسرائيلية بشكل غير مسبوق.
وقد وعدت اسرائيل بحماية الميناء العائم من خلال تلك الطريق العرضي وفشلت في ذلك.
غضب إلهي من جانب وفشل وعجز اسرائيلي متلاحق كان سبب وقف بناء الميناء العائم.
لقد نقلت وسائل الاعلام الامريكية اليوم السبت الرابع من مايو ان الرصيف البحري جرى بنائه ليس لتقديم المساعدات فقط بل لتقديم تسهيل الهجرة من القطاع الى دول العالم في اوروبا وامريكا كما اعلن اكثر من حاكم ولاية امريكية انهم يعدون العدة لاستقبال المهاجرين واللاجئين من قطاع غزة.
لم ولن نرى يوماً فلسطينيون يتعلقون بالطائرات الامريكية او يحتشدون على سفاراتها طلباً في اللجوء الى اراضيها كما شهدت امريكا في كل حروبها في انحاء العالم في السابق.
ان غياب اي حماس جماهيري فلسطيني لمغادرة قطاع غزة له الأثر الأكبر في توقف اعمال بناء الميناء وان بيان المقاومة الفلسطينية في اعتبار اي قوات اجنبية على الارض الفلسطينية هي قوات احتلال اجنبية كما هي الاسرائيلية وهدف لهجمات المجاهدين.