الشعور بالقلق الى ازدياد وهذا طبيعي في عصر نتعرض فيه للمنغصات كل يوم ومع ان القلق الخفيف مفيد للأنسان لانه كالضوء الاحمر الذي ينبه ، الا ان الافراط بهذا القلق يجعل الامور صعبة للغاية ، قال عالم نفس من لوس انجلوس متسائلا :
ان لمن يعيش في التسعينات من القرن الماضي وأوائل هذا القرن الم يسلم من القلق ؟ اننا نتعرض للمنغصات في كل يوم ، فكيف لا نقلق ؟
والحقيقة ان القلق ليس شيئا طارئا على بني البشر فهم مايزالون يعانونه منذ اقدم عصور التاريخ ولكن القلق الذي يستحوذ على ابناء اواخر القرن العشرين واوائل القرن الحادي والعشرين قد فاق قلق الأولين والاخرين ، بل ان الشعور بالقلق قد زاد اليوم عما كان عليه قبل خمس سنوات فقط ( والحبل على الجرار كما يقولون ) ، فالام في هذه الايام تقلق من عدم حصول اطفالها على كفايتهم من الفيتامينات أو الحليب ( ساعد الله نساء رواندا والبوسنه والصومال والسودان واوغندا ).
والناس قلقون من انثقاب طبقة الأزون وبالامكان اطلاق العنان لاسباب القلق ، ان المقلقات كثيرة لا تعد ولا تحصى في عالم اليوم ، بعضها ناجم عن شيء كبير واخرى عن شيء تافه ولكنها جميعها قلق على كل حالمن يحب القلق طبعا لا يحبه احد ، فالقلق كفيل بصرف انتباه الشخص عن امور اجل واسمى وهو اذا استفحل فقد يجر وراءه طيفا عريضا من المشاكل الصحية كالبدانه والأرق أو النحولة او الصداع أو التوتر العضلي أو الاكتئاب ، ولكن لا تجزع ، فبعض الخبراء يزعم الان ان جرعات صغيرة من القلق كانت مفيدة ، فالقلق القليل كما يرى هؤلاء الخبراء يحفز الانسان على توقع الأخطار والتأهب لمواجهتها ، فالقلق مثلا هو الذي يملي على السيدة سحب شريط المكواه من المأخذ الكهربائي قبل مغادرتها المنزل أو اقفال جهاز الراديو أو التلفزيون ويحفز الانسان على مراجعة الطبيب اذا اشتكى ، كما ان القلق بسبب احدى المشاكل يحرك الانسان نحو ايجاد حل لها ويظل يستحثنا على مواصلة السعي لحلها وكما قال احد علماء النفس ، فان القلق هو الضوء الاحمر الذي ينبه الانسان الى وجود عله ما تتطلب الحل هل القلق مولود أم مجلوب هناك أشخاص بطبيعتهم أشد إحساسا بالقلق من سواهم ولكن الخبراء يقرون باننا في كثير من الاحيان نتعلم القلق تعلما من ابائنا وأمهاتنا ، فهو أشبه بالتقليد الاسروي الذي ينتقل من جيل الى جيل عن طريق التطبع ومع ان النساء أكثر من الرجال احساسا بمشاعر القلق الى ضعفين او ثلاثة أضعاف الا ان ما يخفف وقعة عليهن انهن اكثر بوحا بمشاعر قلقهم في صدورهن خوفا من ان تهتز صورهن في اعين الناس ، فالرجال بطبعهم يكرهون الاقرار بان شيئا ما خارج عن نطاق قدرتهم على التحكم به ومما لا شك فيه ان هناك شيئا من عنصر الرجولة في الامر ، وغالبا ما يستشري قلق المرأة بسبب احساسها بالمسؤولية ، فالمجتمع يتوقع ان تبدي المرأة قلقا على مشاعر الناس من حولها اكثر مما يتوقعه من الرجل ، وعندما يدخل الاطفال في هذه الصورة فان قلق المرأة يرتفع من الاندفاع والتسرع مثل ما كانت تبديه قبل ان تلد اطفال ولا تعود تقدم على تصرفات كان قبل الأمومة لا تتورع عن ابدائها في كل لحظة من حياتها.
وهكذا اصبحت الامهات مناط مشاعر القلق على افراد الاسرة جميعا كما يقول الدكتور بوريس ريفكين الاستاذ السرسري لعلم النفس في كلية الطب بجامعة بيل الامريكية ، ولما كانت المرأة ماتزال تعتبر مدبرة المنزل اوالمسؤولة عنه فان ذلك كثيرا ما يعني ازدياد شعورها بعوامل القلق ، ولكن الأمومة لا تجعل من النساء بشكل الى عقولنا للقلق اذ ان شخصية المرأة ايضا تلعب دورا في ذلك بمعنى ان المرأة القوية الشخصية قادرة على التعرف الى المشاكل التي تواجهها وتعرف كيف تنبري لمعالجتها ، اما الضعيفة الشخصية فانها حتى اذا تعرفت الى مشكتلها فانها تعجز عن حلها وظف قلقك لخدمتك.
– اذا كنت كثير القلق فخصص من وقتك نصف ساعة في اليوم للتركيز على مشاعر القلق وحاول ان تنسى اسباب القلق خارج هذا الوقت المحدد اذ ان ذلك التحديد يضيق الخناق على القلق ويمنعه من تمرير سائر يومك فاذا وجدت ان القلق قد اخذ يتسرب الى نفسك في غير هذه النصف ساعة فانصرف الى ممارسة شيء ينسيك القلق وأسبابه كالرياضه او العمل.
-دوني اسباب قلقك في مفكرة خاصة واكتبي مسودات حلول لها مهما بدت سخيفه لك.
اختاري ما تريه أنسب منها و حاولي تطبيقه عندما يداهمك قلق او يوشك ان يداهمك فتخيلي أسوأ عواقب ما أنت مقدمه عليه كالفصل عن العمل بسبب التأخير حتى اذا لم تفصلي فان عقوبه التأخير تأتي خفيفه
