كتب الدكتور عبد الحميد العواودة
( ابو الفتوح) أستاذ العلاقات الدولية والقانون الدولي والمحاضر في الجامعات الامريكية / احد مؤسسي وكالة الانباء الفلسطينية وفا وناطق ومستشار سابق عقد السيد حسين الشيخ منسق ملف الشؤون المدنية في السلطة الفلسطينية ( الصفة المعتمدة له في اسرائيل او مسؤول ملف التنسيق ) مع رونان بار رئيس جهاز الامن الاسرائيلي الشاباك الذي يعادل موقع مدير المخابرات العامة الاسرائيلية.
لبحث ملفات التنسيق والتعاون التي طلبها مجلس الوزراء الاسرائيلي من السلطة الفلسطينية في جلستها الاخيرة ويصف الاسرائيليون حسين الشيخ بانه رجل اسرائيل في مقاطعة رام الله ولا يضيره ذلك ذرة خجل ورئيس السلطة الفلسطينية يقول ان التنسيق الامني مع الاسرائيليين مقدس اي التخابر وتمرير المعلومات لهم لمطاردة واعتقال وقتل المناضلين في طول وعرض الضفة الغربية بدون خجل او وجل بل تصل بهم الى التبجح والتفاخر بذلك وعلى رؤوس الاشهاد
ويجتمع ماجد فرج وحسين الشيخ مع الاسرائيليون والاردنيون والمصريون تحت رعاية بريطانية في لقاءات دورية لبحث انجع السبل لمواجهة النضال الفلسطيني المسلح ضد اسرائيل في مدن وبلدات ومخيمات الضفة الغربية وكما شهدنا مؤخراً في جنين تبادل الادوار بين قوات الاحتلال الاسرائيلي واجهزة السلطة في محاولة لاخماد جذوة المقاومة التي عبثاً يحاولون هزيمتها.
نحن الفلسطينيون نعيش تحت الاحتلال الاسرائيلي منذ عام ١٩٦٧ اي منذ ٥٦ سنة واسرائيل تعتبر الدولة الاقوى في المنطقة والاكثر تسليحاً وتدريباً وتمويلاً من قبل الولايات المتحدة الامريكية وفشلت في اخماد ثورة الشعب الفلسطيني وقبل ذلك فشلت بريطانيا العظمى تلك الامبراطورية التي حكمت العالم في هزيمة شعب فلسطين صاحب اطول اضراب عام في التاريخ لمقاومة الاحتلال البريطاني.
كما فشلت كل من الاردن ومصر في ادارة وحكم ما تبقى من ارض فلسطين بعد الذي احتلته العصابات الصهيونية بمساعدة بريطانيا وجيوشها متعددة الجنسيات ولم تتمكن مصر و الاردن كسر عزيمة وارادة الشعب الفلسطيني ما بين اعوام ١٩٤٨ و١٩٦٧خلال حكميهما لقطاع غزة والضفة الغربية.
ان الشعب الفلسطيني وكما اراد واختار أن يكون له كيان سياسي ومظلة تجمع قواه المختلفة واشكال نضاله والحفاظ على هويته وارضه التي تحاول اسرائيل ومعها كل القوى الحاكمة في العالم كمجلس الامن الدولي والامم المتحدة وكل وكالاتها المتخصصة ان تعطي اسرائيل الشرعية على حساب ارض وشعب فلسطين ولم تستطع الا على الورق واسوار تلو الاسوار الامنية لحمايتها عسكرياً ضد الشعب الفلسطيني ولم تستطع فعل ذلك هل يستطيع انسان او اي قوة على وجه الارض انتزاع الروح الفلسطينية لا وألف لا ولن يستطيعوا لانها الانسان والارض والتاريخ وقبل كل شيء الدين.
قال فوستر دالاس وزير خارجية امريكا يوماً ابان اقامة دولة اسرائيل وما نتج عنها من تهجير ولجوء لشعب فلسطين الى خارج فلسطين الى البلدان العربية المجاورة سيموت جيل اللجوء هذا وسيأتي جيل جديد سينسى ومن سياتي بعدهم سينسى كل شيء وتحل قضية اللاجئين الفلسطينيين بتوطينهم وذوبانهم في مجتمعاتهم الجديدة على طريقة الكاوبوي الامريكي الذي اباد سكان الارض الاصليين وانهى قضية الهنود الحمر في امريكا بالقتل والتهجير والتوطين والتجنيس .
ان الفلسطينيين ليسوا هنود حمر ولم يؤتى بهم من قارات العالم بدعوى دينية مزيفة لاغراض استعمارية استيطانية انهم اهل الارض وترابها وحجارتها وشجرها ومائها وهوائها لمن لم يستوعب بعد من عرب وعجم واوروبيين مستعمرين سيرحل منها وعنها صاغراً كل دخيل على مكوناتها الفلسطينية وليس لهم مكان فيها ان طال الزمان او قصر لانهم لم يقرأوا التاريخ قبل مجيئهم ولو انهم قرأوه لما قدموا .
فمنذ انطلق النضال الفلسطيني ضد المستعمر البريطاني والصهيوني الذي اعقبه ونحن نواجه الموجة تلوى الموجة والمحاولة تلوى الاخرى لشق الصف الفلسطيني وشرذمته لاسباب عقائدية وقومية وعرقية وسياسية وحزبية واجتماعية واستخدمت قوى الاستعمار وعملائه كل الوسائل لتحقيق ذلك بهدف الا يبقى للشعب الفلسطيني هوية تميزه كما بقية شعوب الارض .
لقد اسست بريطانياالمستعمرة العديد من الاحزاب السياسية والدينية في فلسطين من خلال دعمها لها داخل المجتمع الفلسطيني وسلحت ودربت بعضها للتصدي للثورة الفلسطينية وكما نشاهد اليوم روابط قرى فلسطينية عشائرية ودينية تتصارع بينها .
لقد حاولت الاردن واسرائيل فرض التقاسم الوظيفي في الاراضي الفلسطينية المحتلة في اوائل السبعينات من القرن الماضي اذ يتولى الاردن السيطرة الادارية والاقتصادية والخدمات للشعب الفلسطيني وتتولى اسرائيل السيطرة الامنية داخل الضفة وغزة وجرى تكليف مصطفى دودين الذي شكل ميليشيات مسلحة في مدن وقرى الضفة الغربية لمواجهة المد الثوري في الاراضي الفلسطينية وتنسق مع قوات الاحتلال.
كما يحدث الآن من قبل اجهزة السلطة الوطنية واليوم نشهد انقسام وتناثر الكيان الصهيوني وكما شهدنا قبله سوريا ولبنان وليبيا واليمن والسودان ولبنان والبقية العربية والافريقية ستتبع بالتوالي تنفيذاً لمبدأ الفوضى الخلاقة التي بدأتها الولايات المتحدة بغزو افغانستان والعراق ان هذه السياسة المتبعة هي لتأسيس روابط قرى عالمية وبؤر اقتصادية تدور في فلك الولايات المتحدة الامريكية
وقد نجحت تجربة الولايات المتحدة في افغانستان والعراق وبدأت في تعميمها اقليمياً وقارياً لربط اقتصاديات هذه المنظومة من الدول والمراكز الحضرية وامنها بالولايات المتحدة .
ان برنامج الولايات المتحدة يتعدى العرق والدين والحدود والجغرافيا الى السلعة والسوق من بلد المنشأ الى المستورد بصفته وحجمه وحدوده ولم تعد الحدود عائقاً او سداً مانعاً في حركة الشعوب كايدي عاملة او سوق للاستهلاك واذا اخذنا عروض اسرائيل على السعودية لانشاء سكة حديد بين دول الخليج والموانئ الاسرائيلية
كما تقدمت باقتراحها ذلك وتقوم الادارة الامريكية بمحاولات اقناع السعودية بذلك والضرب بعرض الحائط بكل مطالب الشعب الفلسطيني والشرعية الدولية بحقوقه المشروعة .
نعم مدن كبيرة بؤر اقتصادية للانتاج والتصدير وفي نفس الوقت سوق استهلاكي ان نشر الامراض في العالم كان يهدف الى تحقيق ذلك الاقتصاد العالمي المرتبط بواشنطن وبالدولار الامريكي ( الفوضى الخلاقة ).
وتحاول دول كبيرة تعطيل المشروع الامريكي لذلك كانت قضية اوكرانيا لافشال هذا النموذج من الاقتصاد في المرحلة المقبلة كنمط عالمي.