كتب الدكتور عبد الحميد العواودة( ابو الفتوح) المحرر السياسي لوكالة الانباء الفلسطينية وفا ومؤسسها ورئيس تحريرها:- ان من يمزق ميثاق الامم المتحدة ومن على منصة الرئاسة فيها وامام اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة باعضائها ال ١٩٢ ليس له مكان فيها وعلى الجمعية العامة رفع الايدي والتصويت على تعليق عضوية بلده وسحب الاعتراف بها.
لم يتجرأ مندوب فلسطين ولا الاحدى وعشرين ممثلاً عربياً لبلدانهم على الوقوف والمطالبة بسحب الاعتراف باسرائيل.
وقد كان لدى الدبلوماسية العربية في الامم المتحدة فرصة ذهبية لتقديم مشروع ادانة وتعليق عضوية اسرائيل في الجمعية العامة بسبب اهانة ممثلها للامم المتحدة وتمزيق ميثاقها. لكن من يعلق الجرس من هؤلاء الذين ينتظرون من اسرائيل والولايات المتحدة حمايتهم وتخليصهم من كابوس حركة المقاومة الاسلامية حماس وتصديها لقوات الاحتلال الاسرائيلي وعلى مدار ثمانية اشهر في بقعة جغرافية مساحتها اصغر من مساحة اصغر عاصمة عربية. ان الرعب الذي بان على ملامح وجه المندوب الصهيوني على منصة رئاسة الجمعية العامة وهو يحمل صورة يحي السنوار كان نفس ملامح الرعب على وجوه بعض المندوبين العرب ومندوب فلسطين قبلهم للأسف .
الجيش الرابع عالمياً في التسليح والقوة يعجز عن احتلال بقعة ارض تقل عن نصف مدينة تل ابيب ومطارها وبعد مرور ما يقارب الثمانية اشهر من الحرب.
ان قرار الاعتراف بفلسطين عضواً كاملاً في الجمعية العامة بدل صفة مراقب لم ولن يحدث بدون انتصار حركة المقاومة الاسلامية حماس ومعها فصائل العمل الوطني في حرب غزة.
ان طوفان الاقصى ترددت امواجه وتلاطمت مع جدران اروقة الامم المتحدة وأخذت في وجهها ما انجزته الامبريالية الاوروبية والحركة الصهيونية على مدار ٧٥ عاماً على المحك واصبح مستقبل الكيان الصهيوني ووجوده في خطر محدق. ان حنق المندوب الصهيوني وتصريحات وزير خارجيته يدلان على الافلاس السياسي والهزيمة امام الرأي العام العالمي وكشف زيف اكاذيبهم في المحرقة التي دوخوا العالم فيها ومذابح النازية ضد اليهود.
ان ما قامت به اسرائيل في قطاع غزة في ثمانية اشهر يفوق ما قام به النازيون في اوروبا ضد اليهود اذ قتل الجيش الاسرائيلي ٣٥ الف فلسطيني مدني اغلبيتهم نساء واطفال وجرحوا حوالي ٩٠ الفاً من المدنيين اغلبهم نساء واطفال ايضاً ودمر مدناً وبلدات ومخيمات على رؤوس ساكنيها ومسحها عن الوجود.
ان الاعتراف بدولة فلسطين وتصويت ١٤٣ دولة مع عضويتها كاملة واعتراض سبعة دول من بينها امريكا وحليفتها اسرائيل قد جاء بعد الصمود الاسطوري للشعب الفلسطيني في قطاع غزة ومقاومته الباسلة بقيادة حماس واكتشاف حقيقة الكيان العنصري الصهيوني في فلسطين للعالم والجرائم التي ارتكبها في قطاع غزة من مذابح ضد المدنيين وتوثيق ذلك وعرضها على محكمة الجنايات الدولية اين الحراك الفلسطيني الرسمي اين منظمة التحرير الفلسطينية لم نسمع اي ضجيج اعلامي فلسطيني يترافق مع معارك غزة البطولية وكشف وتعرية الكيان الصهيوني.
ان الاعلام الفلسطيني اصبح تماماً كما هي قوات الامن الفلسطينية مسخر لخدمة رموز السلطة الفلسطينية غير الشرعية ومنتهية الصلاحيات ولا تنقل الا ما يردده الاعلام الصهيوني.
لماذا الوم الاعلام العربي الخجول ما دام الاعلام الفلسطيني يتبنى الرواية الصهيونية ويعتبر قطاع غزة منطقة متمردة على السلطة وان حماس لا تمثل الشعب الفلسطيني فمن اذاً يمثل فلسطين المحتلة وشعبها اليست المقاومة يا مساجين مقاطعة رام الله كما قالها محمود عباس انهم تحت امرة البسطار الاسرائيلي.
ان غزة حرة ولا تأتمر لمن خان وباع قضيته وسلم القدس وتنازل عنها وسمح للاستيطان ابتلاع الضفة ويقوم بقتل المناضلين واعتقالهم وسجنهم في مسالخ اريحا.
اذا غاب عن بال البعض ان شعبنا الفلسطيني ينسى اقول له ان شعبنا لن ينسى ولن يسامح والا لواجه مصير الشعب الارمني منذ زمن طويل فالحساب قادم كما نقوم بمحاسبة العدو على احتلاله وعدوانه.
