أقامت سفارة سلطنة عمان فى القاهرة برعاية السفير عبدالله الرحبى سفير السلطنة بالقاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، احتفالية كبرى بمناسبة العيد الوطنى الـ54 للسلطنة، وسط حضور دبلوماسى ورسمى واسع فى مقدمتهم الدكتور خالد عبدالغفار نائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون التنمية البشرية والمستشار محمود فوزى وزير المجالس النيابية ، والدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة ولفيف من سفراء الدول العربية والأجنبية وكتاب وإعلاميين.
وخلال هذه الاحتفالية أكد السفير عبدالله الرحبى أن السلطنة تجدد موقفها الداعم لحقوق الشعب الفلسطينى وضرورة حل الدولتين، ورفضها الانتهاكات الغاشمة التي يتعرض لها الأبرياء.
كما أشار إلى ما تمثله هذه المناسبة من ذكرى مهمة وبداية لطريق النهضة فى سلطنة عمان وأكد أن رؤية السلطنة 2040 تحمل خطة طموحة للتنمية في المجالات كافة في مقدمتها التعليم والطاقة النظيفة والاهتمام بدعم المرأة والشباب وخاطب السفير عبد الله الرحبى ، الحضور ، قائلا ، يسرُّنا أن نُرَحِّبَ بكم أجملَ ترحيبٍ، ونُعبِّرَ عن تقديرِنا البالغِ لحضورِكم ومشاركتِكم معنا هذه المناسبةَ الغاليةَ، مناسبةَ العيدِ الوطنيِّ الرابعِ والخمسينَ المجيدِ لسلطنةِ عُمان.
وتابع الرحبى ، إنه لمن دواعي الفخرِ والاعتزازِ أن نستذكرَ في هذه الذكرى الوطنيةِ الخالدةِ الإنجازاتِ التي حققتْها سلطنةُ عُمان عبرَ مسيرتِها الطويلةِ، وخاصةً منذ انطلاقِ النهضةِ العُمانيةِ المباركةِ في عامِ 1970، التي أرسى دعائمَها المغفورُ له -بإذن الله تعالى- جلالةُ السلطانِ قابوسُ بن سعيدٍ -طيبَ اللهُ ثراه-، ويواصلُ مسيرتَها المظفرةَ اليومَ جلالةُ السلطانِ هيثمُ بن طارقٍ المعظمُ -حفظَه اللهُ ورعاه- بكلِّ إرادةٍ وعزمٍ، لنمضيَ بثباتٍ نحوَ المستقبلِ الواعدِ.
وأضاف السفير الرحبى ، تتبنى سلطنةُ عُمان سياسةً خارجيةً راسخةً قائمةً على أسسِ الحوارِ والتسامحِ، وتسعى دائماً لتعزيزِ قيمِ السلامِ والوئامِ بينَ الأممِ.
ومن هذا المنطلقِ، فإن سلطنةَ عُمان تُؤكِّدُ دعوتَها للمجتمعِ الدوليِّ إلى تكثيفِ الجهودِ لوقفِ التصعيدِ العسكريِّ في منطقةِ الشرقِ الأوسطِ، وحثِّ الأطرافِ كافةً على الالتزامِ بالقانونِ الدوليِّ وميثاقِ الأممِ المتحدةِ، واحترامِ مبادئِ السلامِ والعدالةِ للجميعِ.
واستطرد الرحبى ، وفيما يخصُّ القضيةَ الفلسطينيةَ، تُجدِّدُ سلطنةُ عُمان موقفَها الثابتَ والداعمَ لحقوقِ الشعبِ الفلسطينيِّ المشروعةِ، بما في ذلك انسحابُ الاحتلالِ الإسرائيليِّ من الأراضي الفلسطينيةِ المحتلةِ منذُ عامِ 1967، وفقاً لقراراتِ مجلسِ الأمنِ، وإقامةُ دولتِه المستقلةِ وعاصمتُها القدسُ الشرقيةُ.
كما تجدد سلطنةُ عمان دعوتها إلى وقفٍ فوريٍّ للحربِ في قطاعِ غزةَ، ورفعِ الحصارِ عن السكانِ الأبرياءِ، وتوفيرِ ممراتٍ آمنةٍ لإيصالِ المساعداتِ الإنسانيةِ، ووقفِ إطلاقِ النارِ في لبنانَ، والعودةِ إلى مسارِ تحقيقِ السلامِ العادلِ والشاملِ عبرَ الحوارِ والوسائلِ السلميةِ.
وشدد الرحبى ، إن العالمَ اليومَ يواجهُ تحدياتٍ كبرى على الأصعدةِ الأمنيةِ، والاقتصاديةِ، والبيئيةِ، في ظلِّ تزايدِ الصراعاتِ والحروبِ التي تؤثِّرُ بشكلٍ مباشرٍ على حياةِ الناسِ واستقرارِهم.
ونحنُ في سلطنةِ عُمان نؤمنُ بأنَّ الحلولَ لهذه الأزماتِ لا تُحقَّقُ بالقوةِ العسكريةِ أو فرضِ العقوباتِ والتهميشِ، بل بالتفاهمِ والحوارِ بروحِ العدالةِ والتعاونِ المشتركِ لتحقيقِ الأمنِ الجماعيِّ والاستقرارِ العالميِّ.
وأكد الرحبى ، أن العلاقات العُمانية-المصرية شهدت هذا العامَ تطوراً نوعياً في المجالاتِ السياسيةِ والاقتصاديةِ والإعلاميةِ والثقافيةِ والتعليميةِ، مما يعكسُ عُمقَ العلاقاتِ التاريخيةِ التي تربطُ البلدين.
وتمتدُّ جذورُ هذه العلاقاتِ إلى أكثرَ من 3500 عام، منذ عهدِ الملكةِ حتشبسوت، واستمرت العلاقاتِ الدبلوماسيةِ المتينةِ التي تعززت تحتَ القيادةِ الحكيمةِ لحضرةِ صاحبِ الجلالةِ السلطانِ هيثمِ بن طارقٍ المعظمِ وفخامةِ الرئيسِ عبدِ الفتاحِ السيسي.
واضاف الرحبى ، في المجالِ الاقتصاديِّ، اتفقَ البلدانِ على تعزيزِ التعاونِ في القطاعاتِ غيرِ النفطيةِ، وفقاً لرؤيتي عُمان 2040 ومصر 2030، وتم توقيعُ اتفاقياتٍ بارزةٍ، منها اتفاقيةُ الخدماتِ الجويةِ ومذكرةُ تفاهمٍ للتعاونِ الماليِّ.
وفي عامِ 2023، ارتفعَ حجمُ التبادلِ التجاريِّ بينَ البلدين بنسبةِ 31%، مع زيادةٍ ملحوظةٍ في حجمِ الصادراتِ والوارداتِ.
وأشار الرحبى ، إلى اختيارِ سلطنةِ عُمانَ ضيفَ شرفِ معرضِ القاهرةِ الدوليِّ للكتابِ 2025، كما شاركَتْ الموسيقى العُمانيةُ في مهرجانِ الموسيقى العربيةِ بدارِ الأوبرا المصريةِ. وفي مجالِ التعليمِ، زادَ عددُ الطلابِ العُمانيينَ في مصر بنسبةِ 31%، مع تعزيزِ التعاونِ الأكاديميِّ والمنحِ الدراسيةِ.
وأكد الرحبى ، تمثلُ رؤيةُ عُمان 2040 خارطةَ طريقٍ طموحةً لتحقيقِ التنميةِ المستدامةِ في سلطنةِ عُمان، من خلالِ تطويرِ المواردِ البشريةِ والتكنولوجيةِ، وتحقيقِ الاستدامةِ الاقتصاديةِ والماليةِ.
ومن ضمنِ أهدافِ الرؤيةِ تعزيزُ جودةِ التعليمِ والرعايةِ الصحيةِ، ودعمُ الشبابِ والمرأةِ وكافةِ فئاتِ المجتمعِ للمساهمةِ الفعّالةِ في بناءِ المستقبلِ.
وأضاف ، وفي مجالِ الطاقةِ النظيفةِ والهيدروجينِ الأخضرِ، تعملُ سلطنةُ عُمان على تحقيقِ الحيادِ الصفريِّ الكربونيِّ بحلولِ عامِ 2050، من خلالِ مشاريعَ ضخمةٍ تهدفُ إلى إنتاجِ أكثرَ من مليونِ طنٍّ من الهيدروجينِ بحلولِ 2030، وصولاً إلى 8 ملايينَ طنٍّ في عامِ 2050.
وتُشجِّعُ سلطنة عمان على شراكاتٍ استثماريةٍ مع الدولِ الشقيقةِ والصديقةِ لتعزيزِ هذا القطاعِ الواعدِ.
وشدد الرحبى فى ختام كلمته أن سلطنة عمان تمضي بخُطىً واثقةٍ نحوَ المستقبلِ، ويستلهم الشعب العمانى من تاريخِه العريقِ وقيمِه الراسخةِ العزيمةَ لتحقيقِ الطموحاتِ الكبرى.
مؤكدا استمرارَ سلطنةِ عُمان في العملِ من أجلِ بناءِ عالمٍ يسودُه السلامُ والاستقرارُ، من خلالِ تعزيزِ الحوارِ والتعاونِ الدوليِّ. موجها الشكر للحضور على المشاركة معنا هذه المناسبةَ الوطنيةَ الغاليةَ، وكلُّ عامٍ وأنتم بخير.
وهنأ الدكتور خالد عبدالغفار نائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون التنمية البشرية ، خلال كلمته بالحفل ، السفير عبدالله بن ناصر الرحبي، سفير سلطنة عمان لدى مصر ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، باعثا تهانى مصر والرئيس عبد الفتاح السيسى إلى السلطان هيثم أبن طارق سلطان عمان ، بمناسبة العيد الوطني الـ 54 لسلطنة عمان.
وأكد عبد الغفار ، عمق العلاقات الأخوية التاريخية التي تربط بين البلدين والشعبين الشقيقين في مصر والسلطنة، تحت مظلة متفاهمة بين قائدي البلدين الرئيس عبدالفتاح السيسي، وأخيه السلطان هيثم بن طارق.وأعرب عبد الغفار ، عن تمنياته لسلطنة عمان وشعبها الشقيق بدوام التقدم والرقي والازدهار، مشيرًا إلى أن العلاقات بين البلدين وصلت إلى مستوى متقدم من التعاون والتنسيق المشترك في المجالات كافة.
يذكر أن سلطنة عمان قد أقامت احتفالات كبرى بهذه المناسبة أمس الإثنين شملت عروضا عسكرية وفنية وتزيين الشوارع في السلطنة بالأعلام.
وبمناسبة الاحتفالات بالعيد الوطني أصدر السلطان هيثم بن طارق سلطان عمان مرسوما بالعفو عن 174 نزيلا بالسجون المدانين في عدد من القضايا المختلفة.
ويوافق اليوم أيضا ذكرى ميلاد سلطان عمان الراحل قابوس بن سعيد، الذى شهدت البلاد في عهده نهضة وتطور في مجالات شتى فهو يعد مؤسس نهضة عمان الحديثة، وخلف السلطان هيثم بن طارق الذى أسس عقب توليه الحكم مرحلة أخرى من نهضة عُمان المتجددة، وضع بعض ملامحها في “رؤية عُمان 2040”.