فلسطين من الناقورة الى رفح ومن الاردن الى البحر المتوسط كتب الدكتور عبد الحميد العواودة المحرر السياسي لوكالة الانباء الفلسطينية وفا :
الثلاثي نتنياهو وسميروميتش وبن غفير وجوه تمثل امتدادآ للوجوه التي اسست هذا الكيان الصهيوني الذي اقيم على ارض فلسطين عام ١٩٤٨ واستمر الى يومنا هذا.
الاغتصاب للارض والعنصرية والكراهية والسادية والكذب والتضليل وتزييف الحقائق واستغلال المال والنفوذ في فلسطين المحتلة والعالم.
انهم يمثلون الارغون وشتيرن والهاجاناة المنظملات الارهابية الصهيونية التي ارتكبت افضع جرائم حرب ابادة وتطهير عرقي وتدمير في فلسطين حتى تم تاسيس دولة اسرائيل واليوم يكملون المسيرة من الجرائم لاستكمال بناء الدولة وحدودها كما رفعها امام العالم نتنياهو في خطابه في الامم المتحدة.
لقد تحولت قضية فلسطين اليوم وحصرت في مدينة رفح كيف يتم حمايتها وتخليصها من آلة الحرب الصهيونية.
ونسي قادة العالم تماماً ما حل بقطاع غزة من دمار وقتل وتشريد لمليونين فلسطيني في نكبة فلسطينية جديدة لهذا العام وعلى مرأى ومسمع من ٢٠٠ دولة عربية واسلامية وممن من تدعي الديمقراطية وحقوق الانسان واحترام القانون الدولي.
أي هراء هذا وأي خيانة للدين والمثل والاخلاق والاعراف والقوانين الدولية هل حقاً هناك ملياري مسلم منهم ٤٠٠ مليون عربي.
يقف بن غفير وينطق باسم رئيس الوزراء انه لن يسمح لسكان الضفة الغربية من دخول الاقصى في رمضان للصلاة فيه. ومنذ العدوان على غزة يمنع المسلمون من الاقتارب من الاقصى الا خلسة للصلاة فيه ويسمح لقطعان المستوطنين من القردة والخنازير وشذاذ الافاق بتدنيس المسجد الاقصى واقامة طقوسهم الشيطانية امام ومسمع ومرأى من كل دول العالم العربي والاسلامي والعالمي.
أين سدنة الاقصى والمقدسات الاسلامية في القدس أليس الاردن يعتبر نفسه المسؤول الاول عنها هل جرى صفقة في الخفاء بين الاردن واسرائيل وتنازل الاردن عن المقدسات الاسلامية ولا نعلم عنها حتى يصرح بن غفير ويطلق تصريح الكراهية هذا على ابواب شهر رمضان المبارك ونتنياهو يلوح بالهجوم على رفح.
ان الصلاة في الاقصى تعادل خمسماية صلاة للمسلم كما ذكر النبي صل الله عليه وسلم وانه اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين بعد مكة ومسجد الرسول بالمدينة.
ان سياسة القضم والهضم الاسرائيلية وتصريحات الرئيس الامريكي بان اسرائيل لها الحق بالدفاع عن نفسها لم يصرح ويقول او يطالب يوماً اسرائيل بالانسحاب من غزة وهذا يعني ان البيت الابيض لا يمانع في بقاء اسرائيل في قطاع غزة واستيطانه كما الضفة الغربية. ان اللف والدوران في سياسة الولايات المتحدة عندما يتعلق الامر باسرائيل موجودة منذ اقامة دولة اسرائيل وعلى الجميع ادراك ذلك انها محمية امريكية انها قاعدة امريكية انها الولاية الاحدى والخمسين بدون عضويتها وضمها للاتحاد الامريكي.
ان لها جيش هو امتداد للجيش الامريكي وموازنات ملحقة بالدوائر والمؤسسات الفدرالية منذ عهد الرئيس ريجان والتسليح والتدريب وتخصيص مرتب شهري لكل مستوطن في اسرائيل ويعني ذلك ان كل اسرائيلي له مرتب من الخزينة الامريكية.
ان السؤال من يجرؤ على محاربة او مخاصمة او تهديد دولة اسرائيل التي لها منزلة فوق القانون داخل امريكا وخارجها.
ان الحزبين الرئيسين في امريكا يتسابقان على ارضاء ودعم وحماية اسرائيل بسبب بروتوكولات البيت الابيض وبرنامج اي رئيس امريكي يصل الى البيت الابيض ولا يمكن له الا تنفيذه والا يجري خلعه بتهمة قانونية او اخلاقية اعدها له اللوبي الصهيوني في امريكا منذ اللحظة الاولى لترشحه للرئاسة الامريكية.
اما خارج الحدود الامريكية ان لاسرائيل دور منوط بها لخدمة المصالح الامريكية في منطقة الشرق الاوسط او اي دور يطلب منها امريكياً للتدخل في شؤون الدول وجمع المعلومات وبيع السلاح والتدخل لتغيير الانظمة.
ان من يتوقع يوماً ان تتخلى امريكا عن اسرائيل ودورها واهم ولن يتم ذلك الا بهزيمة الاب والابن بالقوة واخراجهما من المنطقة وبالذات من فلسطين عندها ستخرج امريكا ونفوذها من المغرب العربي الى الخليج العماني وبحر العرب وما حولها.
لقد ربطت الولايات المتحدة وجود دولة اسرائيل الآن بوجود الدولة المصرية والاردنية ودول الخليج العربي بعد ان اخرجت اهم دولتين في المنطقة العراق وسوريا من المعادلة والتي اشار لها كل قيادات الكيان الصهيوني. ان كل من العراق وسوريا اصبحتا دولتين فاشلتين بسبب الغزو والتدمير الامريكي لهما على غرار ما يجري الآن في قطاع غزة.
ان الحرب في غزة ورغم المآسي المرتبطة بها من قتل واسر وتشريد وتدمير للمدن والبيوت والمليوني نازح ولاجئ على يد آلة الحرب الامريكية والاسرائيلية سينتج عنها اعادة للكرامة الفلسطينية والعربية من خلال صمود المقاومة الفلسطينية ممثلة في حركة المقاومة الاسلامية حماس ومعها فصائل العمل الوطني الفلسطيني الاخرى.
ان مجرد الصمود والقتال ولليوم ال١٣٤ امام آلة الحرب الامريكية وكل انواع التكنولوجيا العسكرية المستخدمة في تدمير قطاع غزة وهزيمة حماس كما اعلن بايدن ونتنياهو وكل قادة اوروبا الغربية هو انتصار يعتد به ويمثل نقطة تحول فلسطيني وعربي لمستقبل واعد.
ان التصريحات الاسرائيلية الصهيونية لن اسميها يمينية او يسارية او متطرفة كما يحلوا لبعض الكتاب والسياسيين العرب استخدامها فلا فرق بين نتنياهو وبن غفير وغانتس ولبيد ورابين وبنغوريون ومائير انهم صهاينة محتلين لفلسطين يجمعهم هدف واحد استمرار الاحتلال وحماية دولة اسرائيل بدون حدود معلومة لانها في نظرهم ما زالت قيد التوسع لبناء دولة هم التي قدمها نتنياهو للعالم ولا يختلف عليها اثنين في كل دولة اسرائيل.
ان اسرائيل دولة محتلة وشعب فلسطين موجود فيها ولن يذهب الى اي مكان آخر والضفة الغربية محتلة وقطاع غزة محتل والقدس جزء من الضفة الغربية التي احتلت عام ١٩٦٧ ان رفح مدينة فلسطينية محتلة بحكم الحصار المفروض على القطاع منذ ٢٠٠٦ وحماس والشعب الفلسطيني من خلفها ومعها كل فصائل العمل الوطني باقية فلا بايدن ولا نتنياهو ولا السيسي ولا عبد الله الاردن او محمد بن سلمان او مكرون فرنسا او سوناك الهندوسي الذي وصل الى قمة الحكم في بريطانيا قادر على شطب الشعب الفلسطيني وحقوقه التاريخية في فلسطين.