إن القرآن واللغة العربية وجهان لعملة واحدة حيث تقوم بينهما علاقة أوضح من أن تناقش. فالقرآن نزل باللغة العربية
لماذا يستعمل القرآن الكريم مع لفظة الهدى حرف الجر (على ) ؟
ولماذا يستعمل مع الضلال حرف الجر (في ) ؟*
لننظر إلى الشواهد أولا :
1- الشواهد على الهدى :
ولَٰئِكَ عَلَىٰ هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ( البقرة 5)
لجمعهم على الهدى فلا تكونن من الجاهلين ولو شاء الله( 35 ) )الانعام
لِّكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا هُمْ نَاسِكُوهُ ۖ فَلَا يُنَازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ ۚ وَادْعُ إِلَىٰ رَبِّكَ ۖ إِنَّكَ لَعَلَىٰ هُدًى مُّسْتَقِيمٍ (67) الحج
قل من يرزقكم من السماوات والارض قل الله وانا او اياكم لعلى هدى او في ضلال مبين سبأ 24
ص: 262 ]
هديناهم فاستحبوا العمى على الهدى فأخذتهم صاعقة العذاب الهون بما كانوا يكسبون وأما ثمود ف
الشواهد القرآنية على لفظة الضلال :
-” وإن كُنَّا من قبل لفي ضلال مبين ” آل عمران 164
الاعراف 60-” قال الملأُ من قومِهِ إنَّا لنراك في ضلال مبين “
الانعام 74-” إنِّي أراكَ وقومك في ضلال مبين “
الرعد 14-” وما دعاء الكافرين إلا في ضلال“
مريم 38-” لكن الظالمون اليوم في ضلال مبين“
الجواب
يستعمل القرآن الكريم حرف الجر (على) مع الهدى لأن(على)من معانيها الاستعلاء . فكأنما المهتدي مستعلي مبصرٌ أمامه. فدائما الهدى طريقه العلو ولذلك استعمل القرآن على في ذكر الهدى.
أما الضلال يدل على الاستغراق والانغماس في الشيء . فكأنما المضل غارق في ضلاله ساقط في اللجة منغمس في الضلال .
لذلك جاءت لفظة في مناسبا لمرحلة استغراق المضل في ضلاله فناسب حرف الجر حالة المضل وهو الضلال.
حروف الجر هي حروف متخصّصة بالأسماء
حروف الجر 21 حرف وهي: من، إلى حتى، خلا، حاشا، عدا، في، عن، على مذ، منذ، رُب، اللام، كي، واو، وتا والكاف، والباء، ولعل، ومتى ولولا حرف نادر الاستخدام
. معاني حروف الجر من: تفيد ابتداء..
في: حرف جرٍ يفيد الحقيقية، وقد يكون حرف جرٍ ٍ ليُفيد التوكيد كأن تقول الخير في ما اختاره الله
على: تفيد الاستعلاء فوق الشيء كأن تقول: حُمِلَت عَلَى الأَكْتَافِ، وتأتي للتَّعْلِيلُ كأن تقول جِئْتُكَ عَلَى أَنْ تُجيرَني، وتأتي بقصد الاسْتِدْرَاك كأن تقول: بَخِيلٌ عَلَى أَنَّهُ يَمْلِكُ المَال، وتأتي بمقصد الْمُصَاحَبَة أي بِمَعْنَى مَعَ كما قي الآية الكريمة 177 من سورة البقرة ﴿وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ﴾ تقول: جَاءَ عَلَى غفلةٍ،
و الله اعلم.