القاهرة – رندة نبيل رفعت
أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، أن القمة العربية غير العادية بعثت برسالة واضحة وصريحة: لا لتهجير الفلسطينيين تحت أي ظرف أو مسمى. وشدد على أن القمة لم تكتفِ بالرفض، بل قدمت بديلاً عمليًا وواقعياً أعدته مصر بالتنسيق مع فلسطين، وحظي بإجماع عربي كامل.
أوضح أبو الغيط أن الخطة المعتمدة لا تقتصر على إعادة إعمار غزة فحسب، بل تحدد مراحل واضحة للتمويل العربي والدولي، ضمن إطار يحافظ على الوضع القانوني للقطاع كجزء لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية المستقبلية. وأضاف أن هذه الخطة ليست مجرد مشروع اقتصادي، بل رؤية متكاملة ترسم مسارًا سياسيًا وأمنيًا جديدًا لغزة.
كشف الأمين العام أن الخطة تشمل تشكيل لجنة تكنوقراطية غير فصائلية تتولى إدارة قطاع غزة لمدة لا تقل عن ستة أشهر، تحت إشراف السلطة الفلسطينية، لضمان بقاء الضفة الغربية وغزة تحت سلطة واحدة.
وأكد أن الهدف النهائي هو وضع الأساس لتجسيد الدولة الفلسطينية، مشيرًا إلى أن الخطة تتمتع بالمرونة الكافية لتطويرها وفق المستجدات.
شدد أبو الغيط على أن القمة أعادت التأكيد على أن السلام هو الخيار الاستراتيجي للعالم العربي، وأن تحقيقه لا يتم إلا من خلال حل الدولتين. وحذر من أن غياب أفق سياسي واضح سيؤدي إلى استمرار دائرة العنف، مما يهدد استقرار المنطقة بأكملها.
أكد أبو الغيط أن البيان الختامي شدد على ضرورة استكمال اتفاق وقف إطلاق النار، خاصة في ظل تراجع إسرائيل عن التزاماتها.
وأشار إلى أن القمة دعت مجلس الأمن لنشر قوات دولية لحفظ السلام في الضفة الغربية وقطاع غزة، باعتبار ذلك خطوة ضرورية لضمان الأمن والاستقرار.
كما أوضح أن اللجنة الوزارية العربية الإسلامية، برئاسة السعودية، ستواصل اتصالاتها الدولية لشرح تفاصيل الخطة وحشد الدعم لتنفيذها.
اختتم أبو الغيط تصريحاته بالتأكيد على أن القمة لم تكتفِ بالرفض أو الإدانة، بل طرحت بديلاً حقيقياً ينسجم مع القانون الدولي والمبادئ الإنسانية.
وأكد أن العالم العربي يمتلك الإرادة والعزم لمواجهة التحديات، والمضي قدمًا في تنفيذ هذا البديل الواقعي، الذي يضع القضية الفلسطينية في مسار جديد نحو الاستقلال والاستقرار.