Search
Close this search box.
Search
Close this search box.

زيارة الوفد الإعلامي المصري للمغرب: جسر ثقافي بين القاهرة والرباط عبر عبق التاريخ وسحر الطبيعة

القاهرة – رندة نبيل رفعت

في خطوة تعكس تعزيز أواصر التعاون الإعلامي والثقافي بين مصر والمغرب، استقبلت العاصمة المغربية الرباط وفدًا إعلاميًا مصريًا مكونًا من 10 صحفيين يمثلون مؤسسات إعلامية رائدة، في زيارة رسمية نظمتها وزارة الخارجية المغربية على مدى أسبوع.

جاءت الزيارة كرسالة ثقافية تهدف إلى تسليط الضوء على العمق الحضاري المغربي، وتوثيق صورة المملكة كوجهة سياحية وإعلامية جاذبة، مع التأكيد على دور الإعلام في بناء جسور التفاهم بين الشعوب.

انطلاق الرحلة من عمق التاريخ: ضريح محمد الخامس وصومعة حسان

انطلقت الجولة الرسمية للوفد بزيارة إلى ضريح محمد الخامس، وهو تحفة معمارية تُمثل إرثًا وطنيًا مغربيًا يجسد التزاوج بين الفنون الزخرفية التقليدية والهندسة الحديثة. بُني الضريح على مرتفع يطل على نهر أبي رقراق، ليُشكل مشهدًا بانوراميًا يربط بين مدينتي الرباط وسلا، حيث استغرق بناؤه عشر سنوات (1962–1971) تحت إشراف المهندس الفيتنامي إيريك فان تاون، الذي نجح في تصميمه على الطراز الأندلسي المغربي، مع إضافة لمسات عصرية.

أعجب الوفد بالتفاصيل الدقيقة للضريح الذي يضم رفات الملك محمد الخامس ونجليه الملك الحسن الثاني والأمير عبد الله، إلى جانب مسجد وقبة مزينة بزخارف جصية وأخشاب منقوشة تعكس براعة الحرفيين المغاربة. ووصف أحد الصحفيين الضريح بأنه “نافذة على روح المغرب التي تحترم تاريخها وتتطلع نحو المستقبل”.

بجوار الضريح، تجسد صومعة حسان رمزًا آخر للعمارة الإسلامية العريقة. هذه الصومعة التي لم يكتمل بناؤها في القرن الثاني عشر، تُعد تحفة هندسية فريدة بارتفاع 67.5 مترًا، بُنيت من الحجر الرملي وزُينت بنقوش نباتية وهندسية، مع منحدرات بدل السلالم لتسهيل صعود المؤذن على ظهور الخيل. أعاد الوفد تصور عظمة المشروع الأصلي للمسجد الذي كان سيصبح أحد أكبر مساجد العالم الإسلامي.

الكورنيش: حيث يلتقي النهر بالمحيط

لم تكن الجولة التاريخية إلا بداية لرحلة اكتشاف شملت أيضًا كورنيش الرباط الساحر، الذي يمتد على طول نهر أبي رقراق حتى مصبه في المحيط الأطلسي. هنا، تجسد الرباط هويتها كمدينة تجمع بين الأصالة والحداثة، حيث تصطف المقاهي العصرية بجانب القوارب التقليدية (“الفلوكات”)، بينما تنعكس ألوان الغروب على مياه النهر، لترسم لوحة طبيعية أخّاذة. عبر الصحفيون عن إعجابهم بتنوع المشاهد الحضرية التي تقدمها العاصمة، والتي تجعل منها نموذجًا للتناغم بين التراث والتنمية.

رسالة الرباط: الثقافة جسر للتقارب

زيارة الوفد الإعلامي المصري ليست مجرد جولة سياحية، بل هي رسالة تؤكد أن الإعلام قادر على تجاوز الحدود الجغرافية ليروي قصص الشعوب وتراثها. فالمغرب، بمدنه العريقة مثل الرباط، وفاس، ومراكش، لا يقدم نفسه كوجهة للسياح فحسب، بل كشريك ثقافي لإعلام عربي يسعى إلى إبراز الهوية العربية الإسلامية في تنوعها.

ختامًا، هذه الزيارة تُذكرنا بأن الحضارات تُبنى بالحجارة، لكنها تخلد بالقصص التي ترويها. والصحفيون المصريون والمغاربة، بروحهم المهنية، قادرون على كتابة فصول جديدة من التعاون يُستلهم فيها الماضي لصنع مستقبل مشرق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك الان بنشرتنا الاخبارية ليصلك جميع الاخبار الحصرية فور حدوثها.

صحيفة عربية امريكية اسبوعية مستقلة تأسست عام 1990

Lorem ipsum dolor sit amet, consectetur adipiscing elit, sed do eiusmod tempor incididunt ut labore et dolore