Search
Close this search box.
Search
Close this search box.

العالم العربي على أعتاب ثورة الذكاء الاصطناعي: أبو الغيط يدعو إلى وثيقة عربية لتنظيم التكنولوجيا الحديثة

القاهرة – رندة نبيل رفعت

في ظل التطورات المتسارعة التي يشهدها العالم في مجال الذكاء الاصطناعي، برزت الحاجة الملحة لوضع إطار عربي موحد لتنظيم هذه التكنولوجيا الحديثة، بما يتوافق مع القيم العربية والمصالح الإقليمية.

وفي هذا السياق، دعا السيد أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، العلماء والخبراء العرب إلى صياغة وثيقة شاملة لتنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي، وذلك خلال الجلسة الافتتاحية لدائرة الحوار العربية بعنوان “الذكاء الاصطناعي في العالم العربي: بين الابتكار والأخلاق”.

وشهدت الجلسة مشاركة واسعة من قبل نخبة من الخبراء وصناع القرار العرب، بما في ذلك وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصري الدكتور عمرو طلعت، ورئيس البرلمان العربي محمد أحمد اليماحي، ورئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري الدكتور إسماعيل عبد الغفار، ورئيس جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية الدكتور عبد المجيد بن عبد الله البنيان.

أكد أبو الغيط أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد أداة تكنولوجية، بل أصبح ثورة شاملة تغير طريقة تفكيرنا وعملنا.

وأشار إلى أن العديد من الدول العربية قد أطلقت مبادرات طموحة لتعزيز استخدام الذكاء الاصطناعي في قطاعات حيوية مثل الصحة والتعليم والأمن، مما يعكس سعيها لمواكبة متطلبات العصر الحديث.

ومع ذلك، حذر من التحديات الأخلاقية والعسكرية التي قد تنتج عن الاستخدام غير المسؤول لهذه التكنولوجيا.

وأشار إلى أن التطورات الأخيرة في مجال الذكاء الاصطناعي، خاصة فيما يتعلق بالنماذج اللغوية الكبيرة والذكاء التوليدي، قد أدت إلى سباق غير مسبوق بين القوى العالمية لتطوير تقنيات أكثر تقدماً. وأكد أن هذا السباق يشبه “سباق التسلح”، حيث تسعى الدول لتحقيق التفوق التكنولوجي بأقل تكلفة وأعلى كفاءة. ومع ذلك، حذر من المخاطر الأخلاقية والعسكرية التي قد تنتج عن هذا التسابق، خاصة في ظل الاستخدامات غير الأخلاقية التي شهدناها مؤخراً، مثل تلك التي استخدمها الاحتلال الإسرائيلي في حربه على غزة، والتي أدت إلى تفاقم الخسائر البشرية.

وأكد أبو الغيط أن التحديات الناتجة عن الذكاء الاصطناعي تتطلب وضع أطر تشريعية وأخلاقية صارمة لضمان استخدام هذه التكنولوجيا بشكل مسؤول، مع الحفاظ على القيم الإنسانية وحماية حقوق الأفراد.

ودعا إلى تعاون عربي ودولي لمواجهة هذه التحديات، مشدداً على أن التخلف في هذا المجال قد يكون له عواقب وخيمة على الأمن القومي والمصالح العربية.

وأشار إلى أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون أداة قوية لتحقيق الازدهار البشري إذا ما تم استخدامها بحكمة. كما تطرق إلى دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز الدبلوماسية وحفظ السلام، حيث يمكن أن يساهم في تحسين التواصل بين الثقافات واتخاذ القرارات بسرعة ودقة أكبر، مما يساعد في استباق الأزمات وحل النزاعات بشكل فعال.

وفي ختام كلمته، دعا أبو الغيط العلماء والسياسيين والمفكرين العرب إلى المشاركة الفاعلة في صياغة وثيقة تاريخية تنظم استخدام الذكاء الاصطناعي في المنطقة. وأكد أن هذه الوثيقة يجب أن تراعي الخصوصيات الثقافية العربية، مع ضمان احترام التراث الثقافي وإثرائه. كما أعرب عن ثقته بأن توصيات دائرة الحوار ستسهم في رسم ملامح مستقبل الذكاء الاصطناعي في العالم العربي، وستوفر إطاراً عملياً لتعظيم الفوائد وتقليل المخاطر.

تأتي هذه الدعوة في وقت تشهد فيه المنطقة العربية تحولات كبيرة على صعيد التكنولوجيا والابتكار، مما يجعل من الضروري وضع استراتيجيات عربية موحدة لمواجهة التحديات الناشئة عن الذكاء الاصطناعي.

وفي ظل التطورات العالمية المتسارعة، يبدو أن الوقت قد حان للعالم العربي ليكون له صوت مؤثر في تشكيل مستقبل هذه التكنولوجيا، بما يخدم مصالحه ويحافظ على قيمه وهوياته الثقافية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك الان بنشرتنا الاخبارية ليصلك جميع الاخبار الحصرية فور حدوثها.

صحيفة عربية امريكية اسبوعية مستقلة تأسست عام 1990

Lorem ipsum dolor sit amet, consectetur adipiscing elit, sed do eiusmod tempor incididunt ut labore et dolore